يرى كاتبان ومحللان سياسيان فلسطينيان، أن المعركة بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة الفلسطينية لم تنتهي بعد، عازيان ذلك إلى أن اتفاق وقف النار بين قطاع غزة و"إسرائيل" دون شروط أو ضمانات دولية، وهو ما يعني أن العدو قد يغدر بالمقاومة، فهو لا لم يحترم أي اتفاقيات على مدى التاريخ.
وبدأ وقف لإطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الساعة الثانية بالتوقيت المحلي في فلسطين من فجر الجمعة.
وتم الإعلان، مساء الخميس، عن التوصل لاتفاق لوقف متزامن لإطلاق النار في قطاع غزة بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية، برعاية مصرية، بعد معركة دامت 11 يومًا، ارتقى خلالها 248 شهيدًا وأصيب 1948 مواطنًا، معظمهم من النساء والأطفال.
الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد، يعتقد أن وقف إطلاق النار المبرم بين فصائل المقاومة والاحتلال هش؛ وقد تكون "الحرب" وضعت أوزارها، لكن ليس نهائيا فقد تكون هناك جولات قادمة، كون أيدي العدو لم تقيد بشروط واتفاقيات دولية رسمية، مضيفًا: "أننا نعهد عدونا بانه لا يحترم الاتفاقيات ولا التفاهمات ويحاول التنصل منها وتذويبها مع الوقت".
وقال د. العقاد: " إن المعركة لاتزال قائمة، لكنها الآن تدخل مرحلتها السياسية، مشيرًا إلى أن ما تم تحقيقه من ردع في تلك المعركة لصالح المقاومة، يجعل الاحتلال يفكر جديًا بالرد عليها بكل الطرق والوسائل.
وتابع: "إذا أراد الوسطاء أن يتوصلوا إلى صيغة يقبلها الفلسطينيين لتهدئة طويلة الأمد عليهم أن يعملوا على نزع كل الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه المعركة في القدس (الشيخ جراح) والمسجد الأقصى وحتى بالضفة الغربيةـ أولا وإلا فإن أي مفاوضات على تهدئة حقيقية لن تنجح".
وأشار إلى أن أي هدنة بلا ضمانات، قد لا تصمد طويلًا، وستكون كسابقاتها فلا بد من ضمانات دولية وإقليمية، لكي تحترم "إسرائيل" هذه الهدنة وتتوقف عن كل ممارساتها الاحتلالية.
من جهتها، تعتقد الكاتبة والمحللة السياسية رهام عودة، أن المعركة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة لم تنته بعد، كون اتفاق وقف إطلاق النار جاء بدون شروط تعني، وهذا يعني أنه ربما يلجأ جيش الاحتلال، لاغتيال عناصر أو قيادات للمقاومة في غزة في أي وقت، كونها شعرت بهزيمة من الجولة الماضية.
ووفق عودة، فإن فصائل المقاومة في البداية لم تكن تريد خوض مواجهة ومعركة كبيرة بين مع الاحتلال، بل كانت تريد إرسال رسائل نارية من غزة لدعم المقدسيين وخاصة أهالي حي الشيخ جراح في ظل محاولة تهجيرهم من بيوتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت: "في المعركة الماضية، ربما رغب الجيش الإسرائيلي اختبار مدى قدرة القبة الحديدية للتصدي لأنواع مختلفة ومتطورة من صواريخ المقاومة واكتشاف جميع أنواع الصواريخ التي تمتلكها المقاومة، بالتالي يقوم الجيش بإصلاح تلك الأخطاء الفنية لتلك القبة، وهذا هو سبب استدعاء نحو 7000 جندي إسرائيلي لمتابعة عمل القبة الحديدية خلال أول أيام الحرب، ولكن المقاومة لم تنخدع لتلك النقطة، ولم تطلق كل ما في جعبتها من صواريخ بل مجرد عينات مما تمتلكن وهذا ما يجعل الاحتلال يخطط لهجمة أخرى ضد قطاع غزة.
وتابعت: "أهالي قطاع غزة ومقاومته، لا يزالوا صامدين، ولن يهزمهم الدمار، ولا الاحتلال، وهم الآن مستعدون لإعادة اعمار قطاعهم على الرغم من الجراح والفقدان".