وجّه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، رسالة النصر إلى المقاومة الفلسطينية، ومجاهدي سرايا القدس وكل الأجنحة العسكرية المقاومة، وإلى شعبنا الفلسطيني، بمناسبة الانتصار في معركة "سيف القدس".
وجاء في رسالة عطايا: "إنها لفرحة كبيرة بهذا النصر الإلهي الذي حصدته المقاومة الفلسطينية وشعبها الموحد حولها، ولكنها فرحة ممزوجة بمشاعر الألم والحزن، لفراق أحبة استشهدوا في هذه المعركة، وقدموا أرواحهم الطاهرة، حتى وصلنا إلى هذه النتيجة المشرفة من العزة والكرامة والانتصار، وقد روت دماؤهم شجرة المقاومة الباسقة، لتثمر هذا النصر المؤزر، وتؤتي أكُلها هزيمة مذلة للعدو وجيشه وقادته".
وتابع عطايا: "إن ما نحصده اليوم من انتصار إلهي، هو البداية الفعلية لشق طريق النصر الحاسم ضد العدو الصهيوني، وتحرير فلسطين كل فلسطين".
وأضاف: "نقول للعدو الصهيوني وقادته، وعلى رأسهم نتنياهو: خسئتم وخبتم، وهزمتهم شر هزيمة، على أيدي أبطال المقاومة وبواسلها، وعلى أيدي أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد والمنتفض بوجهكم، المدافع عن أرضه ومقدساته.
لقد اقترب وعد الله بالنصر الحتمي، وإزالة كيانكم عن أرض فلسطين المباركة، وعودة شعبنا اللاجئ في شتات العالم إلى دياره محررًا منتصرًا، واقتربت ساعة الصفر التي ستحدد مصيركم الموعود، بإساءة وجوهكم، وإنهاء احتلالكم إلى غير رجعة".
وخاطب المطبعين قائلا: "لا تراهنوا على العدو، لن ينفعكم بشيء، إنه أضعف مما تتوقعون، ولا تفرطوا بمصالح دولكم وشعوبكم، إنه يتغذى على القتل، وسفك الدم، وزرع بذور الفتنة. ألم تشاهدوا همجيته وإجرامه؟! كيف تضعون أيديكم بأيديه الملطخة بدماء الأطفال والنساء والمدنيين؟! عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان، وتصالحوا مع أنفسكم، ولا تكونوا أدوات يوظفها العدو على حساب أوطانكم".
أما إلى أهلنا في غزة هاشم، فتوجه بأسمى آيات المجد والفخار، قائلاً: "أيها الشعب المقدام المضحي الذي أثبت مجددًا أنه جدير بالنصر، وجدير بالاحترام، يقدم الشهداء، فداء للأقصى والقدس وفلسطين، بلا حساب، يزف شهداءه برضى ويقين، وإيمان مطلق بأن الله لن يضيع "أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، ولن يضيع ما يقدمه من تضحيات على طريق التحرير والعودة، ويخرج من تحت الأنقاض رافعًا شارة النصر، ويعود جرحاه إلى سوح الوغى قبل أن تلتئم جراحهم... إنك لشعب عظيم، تستحق البشارة بالنصر الحتمي على هذا العدو المجرم.
ونقول لأهلنا في حي الشيخ جراح: ستبقون في بيوتكم رغم أنف المحتل، بفضل صمودكم، ومواجهتكم لجنود العدو ومستوطنيه، وبضمانة مقاومة غزة الأبية. حافظوا على ثباتكم، فأنتم على ثغر مهم من ثغور الوطن، واعلموا أن النصر حليفكم".
وتقدم عطايا من المرابطين والمصلين في المسجد الأقصى، بتحية النصر والعزة والفخار، وخاطبهم بقوله: "أنتم حراس أوفياء وحماة شجعان لهذا المسجد المبارك، منارة تحرير فلسطين، ونقطة الارتكاز لتغيير وجه المنطقة، وقطب الرحى لأمتنا ولكل أحرار العالم.
ولشعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية نقول: لقد قدمتم التضحيات الجسام على مدار الوقت، وكنتم وما زلتم قلب شعبنا النابض بالنضال والفداء، من أجل القدس ومقدساتها، ومن أجل الحفاظ على الأرض والهوية. إننا نعول عليكم كثيرًا، في ترسيخ وحدة شعبنا التي تجلت بأبهى حلتها في معركة سيف القدس. لقد أثبتت التجارب أن المقاومة هي التي توحدنا، وما سواها عوامل تفرقة، فلنحافظ على هذه الوحدة، ولنجسدها في مواجهة الاحتلال ومهاجمة جنوده. لا تفوتوا هذه الفرصة التاريخية في إبقاء انتفاضة القدس مشتعلة بوجه المحتلين، إنها شريان الحياة للتخلص من عدونا، وإنهاء وجوده على أرضنا، وكتابة تاريخ جديد لفلسطين، بمداد الكرامة والعنفوان".
وخاطب عطايا أهلنا في فلسطين المحتلة عام ثمانية وأربعين، بقوله: "كنا نتوقع منكم هذه المفاجأة التي صدمت عدونا، لأنكم شعب أصيل، متمسك بثوابته، لم يتخلّ لحظة واحدة عن هويته، ودفع ثمنًا باهظًا لثباته في أرضه، ومحافظته على دياره وممتلكاته، وعدم تخليه عن حقوقه. اليوم قدمتم نموذجًا مشرفًا، أكدتم فيه أنكم جزء لا يتجزأ من المقاومة، وأنكم جاهزون لتزلزلوا كيان العدو، وقادرون على ذلك، ولا تقل انتفاضتكم ومفاعيلها أهمية عن صواريخ غزة. لا تتراجعوا، حافظوا على إنجازاتكم، وهاجموا عدوكم من حيث لا يتوقع".
ووجه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان رسالته إلى المجاهدين بقوله: "أما أنتم أيها المجاهدون والمقاومون والمنتفضون، يا من صنعتم مجدنا ونصرنا المضرج بالدم، وخضبتم تراب فلسطين بدماء الشهداء والجرحى، ودافعتم عن شرف الأمة ومقدساتها بتضحياتكم الجسام، وحفظتم ثوابتنا الوطنية بسيف القدس، ووحدتم شعبنا بمقاومتكم الباسلة. سيروا في رعاية الله، واستمروا على هذا الدرب، وصونوا هذا النهج، حتى يكتمل بدر النصر في سماء الوطن، وتشرق شمس الحرية على ربى فلسطين وسفوح جبالها ووهادها، وتنكس أعلام العدو، وترفع راياتنا على مآذن القدس وكنائسها، ويزهو الأفق بألوان الفرح، وتزدان لوحة انتصارنا بمشاهد العزة والإباء، وتوضع اللمسات الأخيرة، بسواعد أبطال المقاومة، لإنهاء الوجود الصهيوني وهيمنته على بيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وقال لشعبنا الفلسطيني اللاجئ والمغترب في شتات الأرض: "لقد أبدعت، وكنت نبراسًا لكل الذين خرجوا معلنين تضامنهم معنا.
وفي هذه الأجواء التي يعمها الفرح بالانتصار، نتوجه إلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، بالتهنئة والتبريك، على ما حققته المقاومة من إنجازات مهمة، بمساندتكم ودعمكم، فبوركت جهودكم، وإلى مزيد من التضامن والتآزر، استعدادًا للمنازلة الكبرى، للمعركة الفاصلة التي ستنهي وجود المحتل، وتعيد الأرض لأصحابها. لا تتوقفوا، تابعوا مسيراتكم، وضاعفوا جهودكم، دعمًا للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني ومقاومته، حتى نستطيع إلحاق الهزيمة الساحقة بالعدو وحلفائه، والتحرر من الاستكبار العالمي إلى غير رجعة، بإذن الله تعالى".
وختم عطايا رسالته بتوجيه التحية الكبرى لقيادة المقاومة المظفرة التي أدارت هذه المعركة بحكمة واقتدار، وبشكر محور المقاومة الذي كان حاضرًا معنا طوال الوقت، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.