قائمة الموقع

غزة تثبت جدارتها بالحياة

2021-05-24T13:32:00+03:00
بقلم/ خالد صادق

استفاقت غزة صباح امس على سحب الغبار المنبعثة من اثار الدمار, توزعت أدوات ازالة الدمار على اكوم الابراج والبيوت المدمرة, وخرج بعض المجاهدين الابطال من خنادقهم ليشاركوا شعبهم في ازالة اثار الدمار والاطمئنان على اسرهم وذويهم والمشاركة في بيوت العزاء, وتقديم عيدية عيد الفطر الى اهلهم وذويهم وكأنهم يبعثون اجواء العيد من جديد, غزة تربط العصبة الحمراء حول جبينها العالي لتبدأ رحلة الاعمار من جديد وتستعيد انفاسها المخنوقة, غزة تمسح وجه البحر الهادر بكفيها لتستعيد بسمة الاطفال التي تلاشت خلف بشاعة الموت والدمار الذي خلفه الاحتلال, غزة تنبعث مجددا من خنادق العز مرفوعة على سواعد المجاهدين,  وفي غزة نستعيد الحكاية المتكررة ونروي القصة من جديد, ننشد رائعة نزار قباني المهداة لأطفال غزة.  

من "ثلاثية أطفال الحجارة" لنزار قباني:

يا تلاميذ غزة علّمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا..

علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا..

علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا..

كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا..

كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا.

يا تلاميذ غزة لا تبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا..

اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
الفجر يزيل استار الليل عن وجهه المضيء, لتستعيد غزة سماءها وهواءها وتنبعث من ضوء القمر الشارد في رحاب الكون ودفء الشمس الراقدة في كبد السماء, في التباشير والاشعار المقروءة نستعيد رائعة الشاعر محمد درويش "صمت من اجل غزة" ونتلو من اشعاره ما خطه شعره الثائر عن غزة واهلها.
" تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار
إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة‏‏
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف‏‏
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه .. مفتون بمغازلة الزمن .. إلا في غـزة‏‏
لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء .. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف‏‏ عن الانفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن.‏‏
لأن الزمن في غزة شيء آخر.. لأن الزمن في غـزة ليس عنصراً محايداً‏‏ إنه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. ولكنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة. الزمن هناك‏‏لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالاً في أول لقاء مع العدو.. ليس الزمن‏‏ في غزة استرخاء‏‏ ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة.. لأن القيم في غـزة تختلف.. تختلف.. تختلف.. القيمة الوحيدة للإنسان‏‏ المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال هذه هي المنافسة الوحيدة هناك".‏‏

اخبار ذات صلة