كلمات من حنين الوجع ولوعة الاشتياق إلى روح أخي "أبي جعفر"

السلام عليك في الصابرين..

السلام عليك في عليين..

السلام عليك في الخالدين..

السلام عليك، وأنت تتربع على منابر من نور تقضي حاجة "سادتنا الفقراء" كما كنت تحب أن تُطلق عليهم..

السلام عليك، وأنت تجوب الأرض سعياً لتلمّس هموم المهمومين والموجوعين..

السلام عليك، وأنت تنهض وتسابق الزمن كي تُنجز وتُشيّد، وتبنى ما يخدم المستضعفين..

السلام عليك، وأنت تُبدع وتُحلّق في كل المواقع.. وما أكثرها!

السلام عليك، وأنت تخاطب حجارة "الإسراء الجامعة" قائلاً: إن لم يشهد لنا الناس، فهي ستشهد لنا عند الله عز وجل..

السلام عليك، وقلبك الطيب الكبير ينثر الحب في الأرجاء..

السلام عليك، وأنت تُتاجر مع الله: جُهدك، وعرقك، ووقتك، وعمرك، وحياتك، رغم المتخاذلين.. وهم كثر!

السلام عليك، وأنت تمضي إلى جوار ربك بعد أن رسمت البسمة على شفاه المحرومين الذين لم يجدوا طريقهم إلى مقاعد العلم..

السلام عليك، وصباحك كضوء الشمس ينشر الحياة والدفء في فضاء غزة الجديرة بالحياة والمساواة..

السلام عليك، ومساؤك كنور القمر، يشّع نوراً في الأرجاء..

السلام عليك، وأنت تحاصر العجز بهمّتك وروحك الوثّابة متأسياً بالمصطفى صلى الله عليه وآله  وسلم (إن الله يلومنّ على العجز) وتقول لمن حولك: لا عذر لنا لأن الوقوف في المكان تراجع!.

السلام عليك، وأنت تقطف ثمرة إخلاصك (في حياتك ويوم رحيلك المفجع) حضوراً وبهاءاً وحباً وعشقاً لكل من عرفك وتعامل معك.

السلام عليك، يا من عشت بروح شهيد، وقلب شهيد مع وقف التنفيذ، اعتقالاً وانخراطاً في مواكب النور، ومحمود يُشهر سيفه ويُقسم عليه بفلسطين والجهاد والإسلام.

رحم الله روحاً فاضت إلى بارئها في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ..

رحمك الله وصواريخ حقدهم تطاردك حتى في مماتك...

أبو جعفر يا روح روحي.. يا مهجة قلبي وثمرة فؤادي.. رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين..

أبو جعفر.. يا من استعجلت الرحيل إلى الخلود.. وتركتنا نكابد في هذه الحياة الدنيا.. لقاؤنا عند حوض جدّنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم إن شاء الله..

الرحمة لشهداء "سيف القدس" الأطهار ومن سبقهم، ومن سيلحق بهم من قوافل الطهر والنقاء.. الشفاء العاجل للجرحى.. الشفاء والعافية وطول العمر لسيد المقاومة