قائمة الموقع

وسقط الحارس من فوق الأسوار

2021-05-26T13:47:00+03:00
صواريخ المقاومة.jpg
بقلم/ خالد صادق

عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة اطلقت عليه "اسرائيل" اسم "حارس الاسوار", وكانت تهدف من وراء هذه التسمية الى حماية القدس من اية محاولات لإعادة طرحها على الطاولة مجددا, بعد ان حيدها نتنياهو واعتبرها عاصمة موحدة "لإسرائيل" وواصل مشروع التهويد والتقسيم داخل المسجد الاقصى المبارك, لكن اليوم وبعد انتهاء العدوان على قطاع غزة, عاد ملف القدس على الطاولة مجددا وبدأت الادارة الامريكية تتحدث عما اسمته بحل الدولتين, والقدس الشرقية والغربية واسقاط مشروع صفقة القرن, وهذا كله جاء بفعل المقاومة التي استطاعت ان ترسي قواعد جديدة, وتفرض ارادتها على الاحتلال والمجتمع الدولي, وبالتالي سقط الحارس من فوق الاسوار, وتوالت الزيارات الرسمية للأراضي المحتلة في محاولة لإنقاذ "اسرائيل" من ورطتها, وحمايتها من غطرسة قيادتها اليمينية المتطرفة والتي ساقتها الى مستنقع الهلاك.

 الرئيس الأميركي جو بايدن قال "نحن ما زلنا بحاجة إلى حل الدولتين"، وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت الخميس -قبل إعلان الاتفاق- إن "المحادثات غير المباشرة" مع حماس ضرورية لإعطاء دفع للجهود الرامية إلى إنهاء العنف", اما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقال نحتاج للحوار وحل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدماً" وفي موسكو، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا, دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ خطوة مهمة لكنها غير كافية، من أجل تجنب تكرار المواجهة العنيفة، يجب تركيز الجهود الدولية والإقليمية على استئناف مفاوضات سياسية مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

 أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان فقال «على المجتمع الدولي أن يعمل على استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن يتوصل لحل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين».

 

هذه المواقف الدولية تظهر بوضوح ان صفقة القرن سقطت, ومخطط نتنياهو بحسم موضوع القدس انتهى, وهذا بفضل اداء المقاومة المذهل وقدرتها على افشال اهداف العدوان الصهيوني على قطاع غزة, وهو الامر الذي جعل اليمين الصهيوني يعيش الصدمة, وجعل نتنياهو يتوارى عن الانظار بعد قرار انهاء العدوان حتى لا يواجه الراي العام ويتعرض للمساءلة, ونحن هنا لا نتحدث عن طموح مقاومتنا التي تقاتل من اجل فلسطين التاريخية من نهرها لبحرها, والتي تدرك ان مسألة التعايش مع الاحتلال غير واقعية, وان فلسطين لا تتسع لشعبين, لكننا فقط نؤكد ان نتنياهو فشل في ارساء سياساته التي اراد فرضها على الفلسطينيين منذ سنوات, واستطاع اداء المقاومة الفلسطينية الملحمي والبطولي في احد عشر يوما ان يسقط خيارات نتنياهو وسياساته التي عمل طويلا على فرضها.

 واستخدم الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب لفرضها على العرب والمسلمين والعالم كله، لكن حلم نتنياهو بدأ ينهار تماما امام صلابة المقاومة وارادة شعبنا الفلسطيني وقدرته على الصمود في وجه العدوان, ولم ينفعه تحالف دول عربية معه ولم تنفعه عجلة التطبيع واقامة علاقات مع دول فاعلة في المنطقة, فقد كشف العدوان بشاعة المطبعين وحجم التباعد في المواقف بينهم وبين شعوبهم, وادركت "اسرائيل" ان التطبيع مع الرسميين العرب ليس كل شيء صحيح انه يخدمها امنيا وعسكريا وسياسيا .. الخ، لكن الشعوب لا زالت تلفظ "اسرائيل" تماما, وتعاديها وتعزلها وتعتبرها العدو المركزي للامة والغدة السرطانية المزروعة في المنطقة والتي يجب استئصالها من جذورها, وان وجودها خطر على المنطقة, كما ادركت اسرائيل ان التفوق العسكري في العدة والعتاد ليس كل شيء, وان النصر يجب ان يتكامل بصلابة الجبهة الداخلية وايمان الجيش الصهيوني وقياداته وجنوده بواقعية الحرب والايمان بالمصالح والاهداف.

 

اخبار ذات صلة