قائمة الموقع

"ارضِ عليّ يا أمي".. آخر كلمات الشهيد الفتى إسلام برناط

2021-05-28T15:45:00+03:00
إسلام برناط
شمس نيوز - وكالات

 "قلي ارضِ عليّ ومن ثم قبلني وذهب إلى المسيرة السلمية من أجل أن يلقى ربه"، هذه آخر الكلمات التي قالها الشهيد إسلام برناط لأمه جنات، قبل استشهاده في قرية بلعين قبل أيام غرب رام الله.

واستشهد برناط ويبلغ من العمر 16 سنة، بتاريخ 18/5/2021 على أراضي قريته في مسيرة سلمية خرجت ضد العدوان على القدس وغزة.

وقالت جنات برناط والدة الشهيد " قلت له نريد أن نطبخ المقلوبة فلا تطِل في غيابك، نحن في انتظارك ولكن لم تكتمل الفرحة وعاد شهيدا".

وروت الوالدة الثكلى فصول حياتها التي صدمتها لحظة استشهاد طفلها قائلة: "عندما تزوجت سكنت أنا وزوجي في بيت عمي لمدة 8 سنوات ثم سكنا في بيت أعطوه لي أهلي لمدة 8 سنوات أخرى ومن ثم عملت من أجل أن نبني بيتاً يحتوي على عدد غرف أكثر ويكون ملاذ أطفالنا ومنهم إسلام".

وتابعت: "إسلام كان يدي وقدمي في البيت الجديد، حيث كان يعتني بإخوته ويساعد بأعمال التنظيف في البيت وتم تحميله مسؤولية فوق طاقته منذ صغره "الله يرضى عليه ويسامحه".

وأكدت أن أصدقاءه وزملاءه في المدرسة كانوا يحبونه كثيرا، وكانت العائلة توصيه بعدم محاربة أي شخص أكثر من ثلاثة أيام، وأن كثيرين احبوا فيه أخلاقه وسيرته الحسنة".

وعن اللحظة التي علمت فيها باستشهاده، قالت: "تلقيت اتصالا هاتفيا من أختي تسألني هل سمعت صوت إطلاق الرصاص الحي؟ فأجبتها بنعم وبعد ذلك أحسست بشيء يقبض قلبي من ثم أقفلت خط الهاتف مع أختي. وبعد لحظات التقيت بزوجة أخي التي قالت لي إن شخصا أصيب بالرصاص الحي وأنه من قرية كفر نعمة المجاورة". وأضافت برناط أنها بعد لحظات علمت من آخرين أن ابنها إسلام قضى شهيدا فقالت: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

ووسط هذه الصدمة التي عاشتها الأم والعائلة والقرية، قضى الطفل إسلام شهيدا تاركا وراءه حلمه في أن يكون طباخا ماهرا ومنقذا، وكذلك دون أن يحقق حلمه بالسباحة في يافا وعكا وزيارة القدس، على حد قول أبناء العائلة.

واستذكرت والدة الشهيد آخر لحظاته في المنزل، فقالت: "قبل استشهاده أعد البطاطا من أجل أخته" التي طلبت منه تلك الوجبة الأخيرة من يديه.

وقال خاله راني برناط المقعد نتيجة لرصاص الاحتلال " في يوم المسيرة كان جيش الاحتلال يستخدم وحدات القنص وتم التعرف عليهم عن طريقة لبسهم للخوذ العسكرية، وليس كما جرت العادة في المواجهات التي يتدخل فيها ما يسمى "حرس الحدود" لقمع المتظاهرين.

وأضاف خال الفتى الشهيد أن غالبية المشاركين كانت من الأطفال وكانت عبارة عن مسيرة سلمية من أجل الدفاع عن القدس، حيث كنا نهتف ونرفع الشعارات والأعلام فقط، ولم يشكل أحد منا خطرا على الجنود لكنهم قتلوا إسلام بدم بارد".

المصدر: الحياة الجديدة

اخبار ذات صلة