قائمة الموقع

خبر بعد قرار "أونروا".. غزة تغضب

2015-01-28T09:44:58+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

أثار قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بوقف المساعدات المالية للمتضررين من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، موجة غضب واستنكار شديدين لدى أهالي القطاع، خصوصاً المهدمة منازلهم في العدوان الأخير على غزة، والذين تتراوح أعدادهم العشرة آلاف عائلة، معربين عن استيائهم وتخوفهم من تفاقم مشكلاتهم فوق الأزمات التي يعانون منها.

وهاجم أصحاب البيوت المدمرة صباح الأربعاء، المقر الرئيسي للأونروا بغزة، وحاولوا اقتحامه، وأشعلوا إطارات السيارات في محيطه تعبيرا عن غضبهم لقرار وقف المساعدات المالية وبدل الإيجارات للمتضررين.

وكانت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أعلنت أمس الثلاثاء عن وقف المساعدات المالية التي تقدمها لإصلاح المنازل المدمرة في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة بسبب عدم قيام المانحين بدفع الالتزامات المترتبة عليهم.

ونقلت الوكالة عن مدير عملياتها في غزة روبرت تيرنر قوله في بيان: استنفدت الوكالة جميع الأموال لدعم الإصلاحات وبدالات الإيجار". وأضافت الأونروا: لم يصل تقريبا أي شيء من مبلغ 5,4 مليار دولار الذي تم التعهد بتقديمه في مؤتمر (المانحين) بالقاهرة في تشرين الأول الماضي، هذا أمر محزن وغير مقبول".

وجاء في البيان: مجموع التمويل اللازم لتلبية حاجات أكثر من 96000 عائلة فلسطينية لاجئة هو 720 مليون دولار أميركي، و لم تتلق الأونروا حتى الآن سوى 135 مليون دولار من تعهدات المانحين، مما ترك عجزاً قدره 585 مليون دولار أميركي".

وبحسب الوكالة الدولية فإن قطع المساعدات يعني إجبار أعداد كبيرة من أهل غزة على العودة للمدارس والمراكز التابعة للأمم المتحدة في القطاع الذي يشكل حاليا مأوى لـ12 ألف شخص.

وين بدنا نروح؟

الحاج أبو رفيق ( 67 عاماً) والذي فقد منزله بعد اجتياح القوات الإسرائيلية لمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة في العدوان الأخير، أعرب عن تذمره الشديد من إعلان وكالة الغوث وقف مساعداتها للمدمرة بيوتهم، مضيفاً: احنا ما النا بعد ربنا إلا الوكالة، كنا عايشين من خيرها، هلقيت بدها توقف تدعمنا، طيب وين بدنا نروح، ما حدا مطلعلنا".

وتابع الحاج الستيني في حديثه لـ"شمس نيوز": الوكالة دفعتلنا ستة شهور بدل إيجار، وضايل شهر بيخلصوا، وين نروح نسكن، ما في إعمار، وحماس وفتح مش فاضيين للناس إلى انهدمت بيوتهم، همهم مصالح وبس".

وزاد أبو رفيق والحرقة في وجهه : لا الوكالة ولا فتح ولا حماس إلنا، ما إلنا غيرك يا رب، وهذه هية حال غزة وأهلها ويا رب منك الفرج وبس".

الشعب ضائع

أما المواطن أبو رائد خميس ( 53عاماً) من بلدة بيت حانون شمال القطاع، فأوضح أن بيته المكون من أربعة طوابق قد هدمته الطائرات الحربية الإسرائيلية في أول أيام الحرب الأخيرة على غزة، لافتاً إلى أنه يسكن الآن في أحد مراكز الإيواء، هو وعائلته المكونة من ثمانية أفراد.

وقال خميس لـ"شمس نيوز": وكالة الغوث رفعت يدها عن المواطنين الذين تدمرت بيوتهم، وحكومة التوافق والرئيس محمود عباس لا يعنيهم شأن غزة، وفتح وحماس في مشاكل كما العادة، والشعب في غزة هو الضائع".

وبيّن أبو خميس أن العالم كله يشارك إسرائيل في عدوانها وحصارها على غزة، وبالأخص الشعوب العربية، داعياً أصحاب الضمير بأن يمدوا يد العون لأبناء قطاع غزة، وأن ينظروا بعين الرفق لحالتهم، " فغزة ليست محاصرة فقط، بل منكوبة وعلى أصحاب القلوب أن ينظروا إلينا"، على حد قوله.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي دمر خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة نحو تسعة آلاف منزل بشكل كامل وثمانية آلاف بشكل جزئي، وفق إحصائيات وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

قنبلة موقوتة

حركة المقاومة الإسلامية حماس، من جهتها حذرت من تداعيات قرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا، بوقف تقديم مساعداتها المالية للفلسطينيين المدمرة بيوتهم، مؤكدة أن هذا القرار سيحول " غزة إلى قنبلة موقوتة".

وقال القيادي في "حماس"، م. إسماعيل الأشقر، والنائب في المجلس التشريعي عنها لـ"شمس نيوز": إن قرار أونروا بوقف المساعدات المالية عن المهدمة بيوتهم، سيفاقم الوضع الإنساني والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي في غزة"، مشدداً على أن قطاع غزة محاصر "وعلى فوهة برميل بارود قد ينفجر في وجه العالم بشكل عام، وفي وجه الاحتلال الإسرائيلي على وجه الخصوص".

وأضاف الأشقر: لا يُعقل أن تقف وكالة الغوث مكتوفة الأيدي، ولا يعقل أن يبقى أبناء شعبنا الفلسطيني الذين هدمت بيوتهم بدون مأوى".

ويرى أن هناك أطرافا محلية وخارجية وإقليمية ودولية يسرها أن يبقى قطاع غزة يعاني"، مضيفا: هناك أزمات الحكومة التي لم تقم بواجباتها وأزمة الرواتب وموظفي الحكومة السابقة وأزمة الصحة، تضاف عليها أزمة الإعمار وتخلي وكالة الغوث عن مسؤولياتها، يبدو أن العالم يروق له الأزمات في غزة"، حسب تعبيره.

وشدد القيادي في حماس أن أهلنا في قطاع غزة لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يقبلوا بأي حال من الأحوال أن تمرر عليهم هذه المؤامرات وهم صامتين، مبيّناً أن هذا الشعب سيكون له كلمة وستكون مدوية وسيسمعها العالم وستكون مؤثرة على كل الصامتين".

يزيد المعاناة

من جهته، أوضح المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، أن "الأونروا" متفهمة حالة غضب مواطني قطاع غزة، وبالأخص المدمرة بيوتهم، وذلك بعد توقفها عن تقديم مساعدات مالية للمدمرة بيوتهم سواء بشكل جزئي أو كلي.

وشدد أبو حسنة خلال حديثه لـ"شمس نيوز" على أن هذا الأمر سيزيد من معاناة الناس، مستدركاً بالقول: لكن الأونروا ليست مذنبة في هذا الموضوع، إنما المذنب هو الدول المانحة".

واستطرد بالقول: نحن لم نفهم موقف الدول المانحة وليس واضحاً بالنسبة لنا، في ظل أن الأوضاع متدهورة وتزداد سوءً أكثر على مدار الساعة"، مطالباً المانحين الدوليين والعرب أن يتحركوا بسرعة لإنقاذ الوضع، لأنه خطير جداً ومن الممكن أن يتدهور بصورة أكبر.

الجدير ذكره، أن عملية إعمار قطاع غزة ما زالت عالقة دون جدوى، حيث عقد مؤتمراً بشأن عملية الإعمار وتعهد المانحين خلاله بدفع 5.4 مليار دولار لإعمار القطاع، ولكن لم تصل هذه الأموال حتى الآن.

اخبار ذات صلة