بقلم المحامي/ مراد بشير
ما حققته المقاومة بجولة " سيف القدس " انتصار جلي، وواضح تظهر ثماره مع الأيام، وراكمت للمقاومة، وأهم الإنجازات (وحدة الأرض والشعب)، وإعطاء دليل حي على موت أفق التسوية، ونفقها المظلم، والقضاء على أي أمل لصفقات التصفية، وأعمى من لم يعرف طبيعة الصراع الصفري مع المحتل بعد، فالمكتسب لأحد خسران للآخر.
انتهاء جولة " سيف القدس " يعني ابتداء أم المعارك بتجليها بجولة عسكرية ،و في هذه الفترة بينهما ما فشل به الاحتلال عسكريا ؛ لا يمكن منحه إياه تساوميا من بوابة إعادة الإعمار، و إحياء مسار التسوية الذي مات منذ زمن و بفعل الاحتلال، و الأمريكان بإطلاق رصاصة الرحمة بصفعة العصر ، و منطق الشرعية الدولية، و القبول بالمجتمع الدولي، منطق أعوج لم يعد له مبرر؛ فعلى مدار ٧٣ عام لم ترجع لنا حقوقنا المسلوبة، و لم تنهي الاستيطان، و لم تمنع التهويد ،و لم تعيد اللاجئين ،و النازحين، و لم تدعمنا بما أقرته( دعم الشعوب المحتلة بالمال والسلاح لتقرير المصير و التحرر من الاحتلال )، و لم تمنع العدوان، و لم تحاكم الاحتلال على جرائم الحرب، و الإبادة، و العنصرية، التي ارتكبها بحقنا و لا يزال يرتكبها ... ، فالمنظومة الدولية ؛ وجدت بمنطق القوة؛ و لخدمة المنتصرين بالحرب، و الغرب من زرع الاحتلال بقلبنا، و بما لا يدع مجال للشك أثبتت انحيازها للمحتل على حساب الحق الفلسطيني، و من جانب آخر لا يمكن مساندة الباطل ( المحتل )، و الحق ( فلسطين )، بآن واحد، و لا يمكن للعدو أن يصبح صديق، و لو لبس ثوب الناصحين ( كإبليس )، فالرهان فقط على المقاومة و محورها .
وكل مسار التسوية أصبح خلف ظهر المقاومة ميدانيا، ولا يمكن السماح بالالتفاف على ما حققته المقاومة بالمساومة ومن أي بوابة كانت، والمطلوب عاجلا إجبار الاحتلال بتنفيذ شروط وقف الجولة بضمان اليد على الزناد (اللغة التي يفهمها وتأتي بثمار)، مع ضرورة وحدة المرجعيات على أسس التحرر لكل فلسطين من بحرها لنهرها، فها هو الحكم بالاحتلال يتجه من أقصى اليمين لأقصى اليسار، والبعض منا لا زال يراهن على الأعداء، وما مات.
فلم نعد نطيق الحصار، والتسويات، والصفقات، فإما حياة بما حققته " سيف القدس "، وإما مقاومة تزيل العدو.
" سيف القدس، اقترب الوعد ".