نظمت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، مساء اليوم السبت، مهرجانًا حاشدًا في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، احتفاءً بانتصار المقاومة وتكريماً لشهداء معركة سيف القدس.
وشارك بالمهرجان الذي يحمل عنوان "سيف القدس اقترب الوعد" جماهير حاشدة من أبناء شعبنا الفلسطيني من كافة محافظات غزة، بجانب ممثلين عن القوى والفصائل الوطنية والاسلامية، وعوائل شهداء معركة "سيف القدس".
وقبل المهرجان بنحو ساعة، توجه المئات من مقاتلي سرايا القدس نحو مكان المهرجان، في عرض عسكري مهيب، عرضت السرايا خلاله أسلحة وصواريخ استخدمتها في المعركة.
القائد النخالة يتحدث
وقال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أنحني بكل ما أملك من قوة ويقين، إجلالاً وإكبارًا لشهداء شعبنا من المجاهدين والمواطنين العزل الذين كان لهم الفضل الأكبر في جمعنا هذا.
وأضاف القائد النخالة في كلمة خلال المهرجان: يا شعبنا العظيم، يا أهل غزة الأباة، لقد أثبتم للعالم أجمع، أنكم شعب يستحق الحياة، ويستحق الانتصار.
وتابع القائد النخالة: أقول لكل شهداء شعبنا إننا سنبقى الأوفياء لخط الجهاد والمقاومة، للخيار الذي ارتقيتم فيه، إنه طريقنا حتى النصر إن شاء الله، يا شعبنا العظيم، هذا اليوم هو يوم الشهداء، وهو يوم النصر لشعبنا، هذا يوم انتصارنا على الحياة التي أرادوها لنا قهرًا وظلمًا وحصارًا.".
وزاد بالقول: نحتشد اليوم في مكان كان معتقلاً وسجنًا للمقاومين، وهو شاهد على عذابات الآلاف من أبناء شعبنا، واستشهاد الكثيرين منهم تحت التعذيب، لكنه اليوم بكم تحول إلى مكان لاحتفالنا بالانتصارات".
وقال :" نجتمع لنكرم الشهداء العظام من أبناء سرايا القدس المظفرة، وكتائب القسام، وشهداء شعبنا العظيم، بعد التصدي لعدوان كبير، كتب عنه الكثير، وسيكتب عنه الكثير".
وأضاف القائد النخالة: ها هي مقاومتنا في فلسطين بكل تكويناتها، تؤكد على خيار شعبنا الحقيقي في مواجهة العدو، وتؤكد أن الإرادة الحية المقاتلة تزيل أكبر التحديات رغم الحصار".
وذكر القائد النخالة، أن معركة سيف القدس مضت في أيام قليلة، كأنها الطوفان، وكأنها الحياة لأمة توهموا أنها ماتت، وتخلت عن القدس، وتخلت عن فلسطين.
وأكد القائد النخالة، أنه في أيام قليلة، أصبح كل شيء مختلفًا، وهرعت أمريكا وكل محورها، ليعيدوا ترتيب أوضاع بقرتهم المقدسة "إسرائيل".
وأشار إلى، أنهم سيحاولون إحياء اتفاق أوسلو بشكل جديد، وسيحاولون تجريدنا من سلاحنا، ليبقى الكيان الصهيوني هو السيد، وهو الذي يقرر الطريقة التي نعيش بها.
واكد القائد النخالة، أن هذا كله يستدعي الانتباه، ويستدعي التفاف الشعب حول المقاومة، وإن وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده هدف يجب أن نسعى بكل السبل والوسائل من أجل تعزيزه.
وشدد على، أنه يجب أن يكون واضحًا لدى الجميع، أن التعايش مع هذا الكيان القاتل والمجرم، كما يتوهم البعض، غير ممكن، وأن الاستجداء لا يجلب إلا المزيد من الذل، والمزيد من المهانة.
كما وشدد القائد النخالة، أن المقاومة أثبتت بعد معركة القدس، أنها الطريق الأصوب لاستعادة الحقوق، وحماية شعبنا من القتل والعبودية.
وأعتبر القائد النخالة، أن معركة سيف القدس تشكل مخرجًا وطنيًّا للشعب الفلسطيني، وللمشروع الوطني الذي راوح في مربع التسويات العدمية لأكثر من ربع قرن.
وقال إن فلسطين تعود اليوم إلى قلب الاهتمامات العربية والإسلامية شعبيًّا ورسميًّا، وإلى قلب الاهتمام الدولي.
وذكر القائد النخالة، أن الحديث عن حكومة وحدة وطنية، يقبلها الغرب بمسمى الشرعية الدولية، وبشروط الرباعية، لم يعد له سبب إلا محاولة القفز عما تم إنجازه في معركة سيف القدس، ومحاولة العودة إلى أوهام المفاوضات مرة أخرى.
وتابع:" فلننهض جميعًا، وبلا تردد، لمشروعنا الوطني الحقيقي الذي يدعو إلى تحرير فلسطين التاريخية، وعاصمتها القدس، وغير ذلك فهو العودة إلى الأوهام مرة أخرى".
وأكد القائد النخالة، أن معركة القدس أنهت مرحلة سقطت فيها أوهام السلام الزائف، وبدأت مرحلة جديدة من جهادنا ونضالنا.
وشدد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي، أن أمريكا التي نقتل بسلاحها، تتحدث عن إعادة بناء ما هدم ودمر بطائراتها وصواريخها، لذلك على إخواننا العرب والمسلمين، أن لا يتركوا الميدان للذين قتلوا شعبنا.
وأضاف:" إننا ما زلنا نعتقد ونثق بأن أمتنا قادرة على التقدم أكثر باتجاه فلسطين وشعبها".
وتابع: إيران الجمهورية الإسلامية تقدم نموذجًا للجميع، فماذا ينقصكم لتكونوا مثل الشعب الإيراني؟! لتنحازوا إلى فلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني؟!".
وأكمل:" من واجبي أن أقدم الشكر الكبير، للشعب اليمني العظيم، وقائده السيد عبد الملك حفظه الله، لمبادرته بجمع التبرعات. إنهم يريدون أن يعطونا طعامهم وطعام أطفالهم، وهم لا يجدون قوت يومهم".
وأشار إلى، أن معركة القدس فتحت آفاقًا جديدة، لكل الذين يريدون التحرر من الخوف ومن الرهبة، وللذين يريدون القدس حرة من سيطرة العدو، ويريدونها عاصمة لفلسطين بجلالها وكبريائها.
وأردف قائلًا:" إن الشعب الذي هو منكم، وبإرادته وإمكانياته المتواضعة، وبمقاومته العنيدة، جعل كل شيء ممكنًا، وجعل القدس أقرب".
وتابع القائد النخالة:" إن هذه الجولة من القتال بيننا وبين العدو لم تنتهِ بعد، ومقاتلينا ما زالوا جاهزين لاستئنافها في أي وقت".
وأكمل: نحن ما زلنا في مواقعنا مستعدين، ولكننا استجبنا لإخواننا في مصر وفي قطر الذين نقدر جهودهم في وقف العدوان على شعبنا، والتزمنا بوقف إطلاق النار المتزامن والمترابط بما يخدم ما انطلقنا من أجله.
وأكد القائد النخالة، بأن المقاومة تتابع عن كثب سلوك العدو في الميدان، ومدى التزامه بوقف إطلاق النار، وسلوكه اتجاه القدس وحي الشيخ جراح، والمقاومة كانت وما زالت ملتزمة بحماية شعبنا الفلسطيني ومقدساته.
وشدد بالقول:" إننا ملتزمون بمقاومة الكيان الصهيوني، ولن نتوقف عن قتاله حتى يرحل عن أرضنا فلسطين، مهما كانت التضحيات"، مضيفًا أن" وحدة شعبنا ومقاومته هي السبيل الأهم لاستعادة حقوقنا في فلسطين".
وأضاف: لا سلام في المنطقة والعالم ما بقي هذا الاحتلال قائمًا على أرض فلسطين".
وختم مؤكدًا: إن القدس ستبقى محط رحالنا، ومهوى قلوبنا، طال الزمان أم قصر".
سرايا القدس ترسل رسالة للاحتلال
من جهته، قال الناطق باسم سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أبو حمزة، إن جولةٌ جديدة على طريق التحرير خضناها ومعنا شعبنا المقاوم الذي لم يألُ جهدا في البذل والعطاء دفاعاً عن أرضه وبلده ومقدساته.
وأضاف أبو حمزة، في كلمته: جولةٌ خرجنا منها بعدما هزمنا عدونا وقادة جيشه وغلاة مستوطنيه ولقناهم درساً عنوانه أن للقدس سيفٌ بتار، وأن المقدسات خط أحمر.
وتابع أبو حمزة: نرسل للعالم أجمع أن فلسطين لنا والقدس لنا، والأرض حتماً لن تكون إلا لشعبنا، والقدس قدسُنا قدسُ المسلمين المحررة إن شاء الله.
وأكد أبو حمزة، أحد عشر يوماً من القتال في معركة سيف القدس البطولية التي خضناها في سرايا القدس ومعنا فصائل المقاومة لأجل القدس بكل عزيمة وإصرار أمام عدوِ لم يتعدى بنكُ أهدافه حدودَ الأبراج والمنازل السكنية ودماء الأطفال والأبرياء.
وأكمل : معركةٌ سطرنا فيها نصراً جديداً لشعبنا وإذلالاً لعدونا بدماء الشهداء الذين نعتز ونفخر ونرفع رأسنا عالياً بهم من أبناء شعبنا المجاهد ومن قادة ومجاهدي المقاومة".
وأشاد أبو حمزة بالثبات الراسخ للمقاتلين الأشداء في ميدان المواجهة الذين سطَّروا أروع معاني الفداء في وجه أعتى سلاح جو في المنطقة.
وأردف قائلًا:" يحاول الكيان يائساً القضاء على شعب وضع نصب عينيه تحريرَ أرضه واسترداد قدسه من دنس المحتل الغاصب على خطى القادة الشهداء الدكتور فتحي الشقاقي والدكتور رمضان شلح والقافلة الطويلة من الشهداء العظام".
وأضاف: أحد عشر يوماً مضت والقدس تناظر سراياها وقسامَها ومقاومتَها، وهي تذود وتدافع بكل عزم وتصميم في مشهد لم يشهد التاريخ له مثيل، حينما خرجت إرادة شعبنا ومقاومته لتقول لا للاحتلال، ولا لتهجير سكان حي الشيح جراح، ونعم لوحدة فلسطين كل فلسطين".
وقال أبوحمزة : تابعنا باهتمام ونحن ندك حصون عدونا ما يجري من انتفاضة عارمة في الضفة والقدس والداخل المحتل، وكذلك الحراك الكبير الذي قام عليه أهلنا في الشتات، في فعل حيوي يعبر عن أصالة شعبنا وقدرته على النهوض في كل المراحل صوناً للمقدسات وطلباً للحرية".
ودعا أبو حمزة، لمزيد من الفعل النضالي في وجه المحتل عند كل حاجز ومستعمرة، وفي كل قرية ومدينة يتواجد فيها العدو ومستوطنوه، ونعدكم أننا معكم كتفاً بكتف ولن نخيب رجاكم وسنكون درعكم الحامي بإذن الله.
وذكر الناطق العسكري باسم سرايا القدس، أن ما حققناه في معارك بشائر الانتصار والسماء الزرقاء وكسر الصمت والبنيان المرصوص والوفاء للشهداء وجحيم عسقلان وحمم البدر وثأر تشرين وصيحة الفجر وبأس الصادقين وليس انتهاءً بمعركة سيف القدس سنواصل العمل عليه صوناً للكرامة ومراكمةً حتى التحرير.
ووجه أبو حمزة رسالة للاحتلال الاسرائيلي قال فيها:" نقول للعدو وقادته أن القوة الصاروخية في معركة سيف القدس هي بعضُ بأسنا، وأن ما أعددناه سابقاً يفوق توقعاتكم، وسترونه واقعاً ولو بعد حين".
وتابع :" لقد صمدنا ومعنا شعبنا بفضل الله ، وبدأنا معركة سيف القدس بضربة الكورنيت وكان في قلبها توقيت بهاء المقاومة حاضراً وختمناها بقصف مغتصبات ومدن العدو، وكنا اليد العليا، وقد أخرجنا نتنياهو ومن معه من الأقزام أذلة صاغرين دون تحقيق أدنى هدف".
وأكمل :" نشكر الله أولاً خاضعين مستكينين ثم نوجه شكرنا لشعوبنا العربية والإسلامية، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية في إيران التي جادت في رفدنا بأسباب القوة المادية والفنية والتي تواصلت مع قيادتنا السياسية والعسكرية أثناء المعركة بما يعزز صمود شعبنا".
وأردف قائلًا : نشكر كل الأحرار الذين هبوا في الساحات تلبيةً لنداء الأقصى والمسرى ودفاعاً عن حرمة الإسلام العظيم".