أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ورئيس دائرتها السياسية الدكتور محمد الهندي أنَّ معركة "سيف القدس" شكلت نقطة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، مع إشارته إلى أنَّ المنحى الصاعد للعدو بدأ ينكسر، ويتراجع بشكلٍ واضح.
وأوضح الدكتور الهندي في لقاء مرئي تابعته "شمس نيوز" أنّ معركة "سيف القدس" جددت الأمل في أنَّ الكيان يمكن دفعه للخلف، مشيراً إلى أنَّ الانتصار يحتم جملة من المسؤوليات أمام شعبنا ومقاومته، مع إشارته إلى وجود تحديات حقيقة تواجه الانتصار، منها محاولة إنعاش مسار التفاوض العبثي.
الضفة.. ميدان الصراع القادم
وشدد الدكتور الهندي على أنَّ الضفة المحتلة وفي قلبها القدس هي ميدان الصراع في المرحلة القادمة، مع إشارته إلى أنّ ثوران الضفة ودخولها على خط المواجهة يشكل هاجساً للعدو الصهيوني.
وأشار إلى أنَّ القدس ستبقى هي البوصلة، والعنوان، ومحل إجماع كل الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية، وأنَّ المقاومة ستكون حاضرة عند أي عدوان صهيوني يستهدف مقدسات شعبنا وثوابته.
وذكر الدكتور الهندي أنَّ هناك مقدمات لنصر "سيف القدس" منها، أولاً أن العدو الصهيوني أصبح يواجه حركات مقاومة تمتلك رؤية واضحة، وعقيدة صلبة، لافتاً إلى انَّ المقاومة محمية بقاعدة شعبية صلبة وتعمل على تحقيق أهدافها الوطنية، أما ثاني مقدمات النصر فهو أنَّ المقاومة باتت تصنع سلاحها بيدها، ولا ترتهن لدول صناعة السلاح، وأنَّها باتت تملك اراداتها والجرأة في تنفيذ تهديداتها.
ولفت الدكتور الهندي أنَّ معركة "سيف القدس" وحدت جغرافيا فلسطين في وجه المحتل، إذ تحركت غزة بالصواريخ، والضفة في المواجهات، وأهالي المدن المحتلة عام 1948 بالمظاهرات، والشتات بالدعم والمناصرة.
معركة الميدان والوعي
ويرى الهندي أن هذه المعركة لم تكن في الميدان فقط بل كانت في الميدان والوعي، وأن الهزيمة كانت للاحتلال الصهيوني ولنهج التطبيع والتعاون مع الاحتلال، وهزيمة لنهج الاستسلام والانبطاح والتطبيع.
وذكر أن التحديات التي تواجه معركة "سيف القدس" بدأت منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنَّ هناك محاولات لسرقة النصر عبر إحياء مسار التسوية، والعودة إلى أوهام التفاوض، داعياً إلى ضرورة تصدي الكل الفلسطيني لأي محاولة للعودة إلى مسار التفاوض، أو محاولات توظيف النصر لإحياء المسار الذي أثبت فشله.
واوضح د. الهندي أنَّ "هناك قوى تبحث عن نفوذ لها في غزة من خلال إعادة الإعمار، وتحاول فك ارتباط مقاومة غزة بالقدس، وتحاول أن تغرق غزة بهمومها، وأوجاعها، وابتزاز أهالي غزة بملف إعادة الإعمار".
وأشار إلى أنَّ هناك تحدي حقيقي أمام شعبنا الفلسطيني يتمثل في محاولة قمع الروح الوطنية لأهلنا المنزرعين في ارضهم، والذين واجهوا محاولة طمس هويتهم.