قائمة الموقع

"أبو جعفر" ... الجرح الذي لا يندمل...

2021-05-30T13:52:00+03:00
د. إبراهيم الحساينة.jpg
بقلم/ محمد فايق عزيز

الصديق المقرب من الفقيد الكبير د. أبو جعفر الحساينة رحمه الله

أعتذر سيدي عن التأخر في الكتابة... فهذا ليس من طبعي... ولكن فداحة المصاب جمّدت المِدادَ في قلمي... وتكسرت الكلمات في فمي... فقد غاب الحبيب والأخ والصديق... غاب الوجه الملائكي النقي؛ وغاب معه الفرح... مضيت أيها الحبيب وأخذت معك كل جميل في حياتنا... ذكرياتنا الجميلة... ولهفة الشوق حين أراك فاتحاً قلبك قبل ذراعيك... كأننا روح واحدة التقت بشطرها الآخر.

ما زال طَيفُكَ النوراني ينير عتمة قلوبنا... ويبدد سواد ليلنا الحالك... سيدي كنت البسمة على شفاه الفقراء والنصير لكل المقهورين وبلسماً شافياً للثكالى والمحرومين... فلا عجب أن تودعك هذه الجموع وهي تذرف دماً بدل الدموع... تزفك إلى الرضوان حيث كنت تسعى وتحب أن تكون.

ها قد رحلت على عجلٍ يا حبيب... لم تمهل أرواحنا المشتاقة وقلوبنا الملتاعة لثغرك الباسم والأمل يشع من عينيك المتعبتين وانت تسابق الزمن... عملاً وعلماً وبناءً... فمثلك لا يرضى إلا أن ينادى من أبواب الخير كلها.

أبا جعفر يا جرحي النازف... ويا قلبي الواجف... أتدري أنك لم تغب عن لاحظي لحظةً... فرُوحُك لا تغيب وإن غابَ الجسد... ستظلُ حاضراً مهما تطاول الزمن تروي ظمأ نفوسنا إلى لقياك... ستظل حاضراً إن اشتدت الخطوب وتساقط المتساقطون... ستظل حاضراً وإن تسلق المتسلقون على صخرة غيابك... ستظل حاضراً في وجداني إلى أن ألقاك وتستقبلني كعادتك... كأروع ما تكون... عندها فقط يعود القلب إلى صدري وتعود الروح إلى نفسي... يا أجمل من عرفت وأطيب من عاشرت... من كسر ظهري فراقك... وأعيا قلبي غيابك... يا كل الحب والود لن أنساك ولن يطول فراقك.

المخلص لك دوماً.

 

اخبار ذات صلة