قائمة الموقع

خبر خالدة جرار لـ "شمس نيوز": المقاومة هي البديل الوحيد عن المفاوضات

2014-04-04T12:44:05+03:00

حاورها/ سفيان الشوربجي

وصفت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير لفلسطين والنائب في المجلس التشريعي خالدة جرار الخطوة الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالانضمام لـ15 منظمة واتفاقية دولية، بأنها "هامة وفي الاتجاه الصحيح" رغم أنها جاءت متأخرة، مؤكدة على أنها تساهم في محاكمة ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين طوال السنوات الماضية .

وجاء قرار الرئيس عباس بالتوقيع على تلك الاتفاقيات بعد أن رفضت "إسرائيل" الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق "أوسلو"، كاستحقاق ملزم لها، مقابل تأجيل التوجه الفلسطيني للمنظمات الدولية .

وطالبت جرار في حديثها لـ"شمس نيوز" بضرورة استكمال هذه الخطوة ونقل الملف برمته إلى الأمم المتحدة، والعمل على الإفلات من الرعاية الأمريكية المنفردة للمفاوضات، وإجراء المراجعة السياسية المطلوبة، ووقف المفاوضات وكافة أشكال التنسيق الأمني، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لا تعني فشل المفاوضات وتوقفها، لأن الرئيس عباس أكد خلال خطابه الأخير بأن خياره هو المفاوضات ولا يزال يراهن عليها بشكل كبير.

الانسحاب من المفاوضات

وجددت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية دعوتها للرئيس عباس والسلطة بضرورة الانسحاب من المفاوضات التي ثبت فشلها على مدار الـ20 عامًا الماضية، وتعارضها مع قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني، حيث لم يجن منها المفاوضون أي شيء لصالح القضية الفلسطينية الوطنية، مطالبة بضرورة تشكيل موقف فصائلي موحد وإيجاد حراك شعبي يضغط على السلطة لإسقاط خيار التفاوض.

وأكدت جرار أن وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" يسعى جاهداً لتمديد المفاوضات لفترة أخرى بناء على الرغبة الإسرائيلية، متوقعة أن تمارس (إسرائيل) مزيدا من الضغوط على السلطة لإجبارها على تمديد المفاوضات.

ولم تستبعد إمكانية وجود شيء ما يحاك في الخفاء بين الطرفيين الفلسطيني والإسرائيلي لتمديد المفاوضات رغم الإعلان عن تعثر هذا الملف في الوقت الحالي، لأن الولايات المتحدة لا تستطيع ترك هذا الملف يخرج من يديها، كونها تعتبره من أوراق القوة للتحكم في الشرق الأوسط، مشددة على أن "كيري" لن يقدم شيئاً حقيقياً للسلطة، لأنه يطبخ "الحصى" للفلسطينيين على نار هادئة.

قيادة وطنية

وحول الدعوات لإشعال انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال، قالت جرار: الشارع الفلسطيني مهيأ للانفجار، ليس فقط بسبب انسداد الأفق السياسي غير الموجود أصلا، وتأبيد إجراءات الاحتلال على الأرض، بل لتأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتكريس مشاريع اقتصادية في يد محتكرين ومستثمرين محددين، وأخرى مشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبعض الشخصيات العربية".

وأضافت: يحتاج ذلك لدفعه شعبية أكثر باتجاه إيجاد قيادة وطنية موحدة غير معلنة تكون قادرة على قيادة الشارع، وكذلك استراتيجية وطنية قائمة على المقاومة، وتوفر حماية سياسية لأنه لا يستوي قيام انتفاضة شعبية في ظل وجود مفاوضات مليئة بالاشتراطات على المفاوضين واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال".

عدوان على غزة

ولم تستبعد جرار إقدام الاحتلال الإسرائيلي على شن عدوان جديد على قطاع غزة لأن طبيعته احتلال عسكري يؤسس دائما لاستهداف الشعب الفلسطيني ومقاومته ولا يعرف سوى خوض الحروب وممارسه هوايته بالقصف والقتل وهدم البيوت.

وفيما يتعلق بملف اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، حمّلت جرار الاحتلال مسؤولية استمرار اعتقاله، وكذلك السلطة الفلسطينية لأنها قامت باعتقال المناضلين وراهنت على الأمريكيين والبريطانيين في احتجازهم.

وتابعت بالقول: جريمة الاعتقال السياسي التي تنتهجها السلطة والقائمة على ذريعة حماية المقاومين، أثبت التنسيق الأمني فشلها، كونها تصب في النهاية في خانه ومصلحه الاحتلال" مطالبة بضرورة وقف كافة أشكال التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال والدعوة إلى توفير مقومات لحماية الشعب الفلسطيني وإتاحة المجال أمام مشاركة شعبية واسعة لمقاومته. 

عمل ديمقراطي طبيعي

وذكرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن ما جرى من تخلي لعدد من قيادات الجبهة الشعبية عن مناصبهم شيء طبيعي وديمقراطي، وجاء بمحض إرادتهم ليفسحوا المجال أمام القيادات الشابة بأخذ دورها الريادي، وليس نتيجة خلافات داخلية بين صفوف الجبهة، كما روجت بعض وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة ، مشيرة إلى أن الجبهة دائما تقف أمام مؤتمرها وتجاربها ورؤيتها السياسية والتنظيمية والأيديولوجية وتقوم بانتخاب الهيئات القيادية "وهذا نتاج لإرادة جماعية وشعبية".

وشددت على أن هذا التغير يسجل للجبهة الشعبية بأنها تقف دائما في محطات وتعمل على الإحلال والتجديد، لافتة إلى أن القيادات التي تركت مناصبها والهيئات المختلفة، لم تتخل عن الجبهة، بل عادوا إلى صفوف الجماهير ليقوموا بأدوارهم المطلوبة وأفسحوا المجال لغيرهم من القيادات الشابة.

لقاءات برتوكولية

وحول زيارة وفد من المستقلين قطاع غزة بداية الأسبوع المقبل في ظل تعثر المصالحة، أعربت جرار عن أملها بأن يكون للزيارة تأثيرات إيجابية في تفعيل وتحريك عجلة المصالحة المتوقفة، لأن استمرار الانقسام مدمر للشعب الفلسطيني، لافتة إلى أن إنهاء الانقسام يحتاج إلى إرادة ونوايا صادقة من قبل حركتي "فتح وحماس"، والاتفاق على استراتيجية وطنية واضحة، تقوم على تقريب وجهات النظر وتطبيق ما تم إقراره بلقاءات المصالحة الماضية.

إلا أن جرار شككت في إمكانية إحراز اختراق وتقدم في ملف المصالحة خلال المرحلة القريبة المقبلة في ظل تباعد وجهات النظر وعدم وجود رؤية مشتركة تعمل على إذابة الخلافات والعقبات بين طرفي الانقسام، معتبره هذه اللقاءات بروتوكولية وشكلية وبعيدة عن مناقشة القضايا الحساسة والشائكة في هذا الملف.    

اخبار ذات صلة