حذّرت دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الخميس، من خطورة المشاريع الاستيطانية في المناطق المحيطة بمدينة القدس، وخاصة منطقتي الشيخ جرّاح وباب العامود والتي من شأنها أن تغلق الطريق أمام أي "مبادرات سلمية" قد تلوح بالأفق، موضحةً أن مثل هذه المشاريع تهدف الى طمس معالم المدينة المقدسة العربية الإسلامية المسيحية وتأجيج الصراع، وتدفع باتجاه موجة من الغضب الفلسطيني.
وكانت مصادر إعلامية "إسرائيلية" قد ذكرت أن العمل جار على مشروع ضخم لتغيير معالم حي الشيخ جرّاح ومنطقة باب العامود بالقدس، وتحويلها من "مركز صراع" إلى "مركز ترفيهي نابض بالحياة"، على حد تعبيرها.
وأوضحت المصادر أن بلدية الاحتلال تأمل في تغيير صورة منطقة باب العامود وحي الشيخ جرّاح عن طريق تجديد معماري شامل بتكلفة 70 مليون شيقل، يشمل بناء جادة حضرية فسيحة ونابضة بالحياة، ومعروضات ضوئية سيتم وضعها على باب العامود، وتجديد المنطقة العامة، ومنطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان إلى الطرف الجنوبي من حي الشيخ جراح، مع الحفاظ على القيم التاريخية للفضاء، إضافة الى تطوير محور شارع السلطان سليمان والأنبياء المطل على الأسوار، فضلا عن تشييد شارع مظلل به صفان عريضان من الأشجار في الموقع الذي سيربط مركز الأعمال بأبواب المدينة القديمة.
وقالت الدائرة في بيان صدر عنها، إن سلطات الاحتلال لم تستخلص العبر من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، وتواصل تعنتها ومسابقة الزمن وضخ المليارات لتلبية عنجهيتها والتي تحطمت أكثر من مرة على صخرة الصمود الفلسطيني الأسطوري، وتنفيذ سياستها العنصرية بالتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا في مدينة وجدت أساسًا لتحقيق المحبة والسلام، ما يؤكد أن سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل المبادرات وتدير ظهرها لقرارات الشرعية الدولية التي من شأنها تحقيق "سلام عادل وشامل" يضمن تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة المترابطة جغرافيًا وذات السيادة الكاملة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
ودعت الدائرة المجتمع الدولي الى احترام قراراته وترجمتها بإجراءات عملية فاعلة قادرة على إجبار الاحتلال على وقف سياسة التوسع الاستيطاني في أراضِ دولة فلسطين، وعدم التخلي عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذه الشعب الفلسطيني الذي ينشد السلام ويطلب الكرامة والحرية والانعتاق من عبودية الاحتلال.