قال عضو المكتب لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. محمود الزهار "أن معركة سيف القدس ضربت الأمن القومي الإسرائيلي في مقتل، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أو المزايدة جدوى المقاومة العسكرية"، مع إشارته إلى أنَّ معركة "وعد الآخرة" باتت قاب قوسين أو أدنى.
وأوضح الدكتور الزهار في حوار مع "شمس نيوز" أنَّ المقاومة ضربت نظرية الأمن القومي الإسرائيلي بكل أبعادها، عبر ضرب جميع المدن المحتلة بالصواريخ، وافقاد العدو الإسرائيلي القدرة على التحكم بالمسار الزمني للمعركة، التي استمرت 11 يوماً، مع إشارته إلى أنَّ المعادلة الجديدة، وتحرك الداخل المحتل وتعاظم التأييد الشعبي العربي والعالمي أربك العدو الإسرائيلي بشكلٍ واضح.
ولفت إلى أنَّ "الحراك الفلسطيني في قطاع غزة عبر الصواريخ، والضفة في المواجهات، والداخل المحتل بالمظاهرات، والشتات الفلسطيني بالدعم والمناصرة، ووقفة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، يضع مستقبل إسرائيل على كفٍ غير ثابتة".
وبيَّن ان معركة "سيف القدس" ستترك تداعيات كبيرة على كيان الاحتلال منها الهجرة العكسية من فلسطين المحتلة، لاسيما أن المعركة كانت في صميم المدن الفلسطينية المحتلة.
ويرى الدكتور الزهار في معركة "سيف القدس" أحد مظاهر وتجليات اقتراب المعركة الفاصلة مع العدو الإسرائيلي التي أطلق عليها اسم معركة "وعد الآخرة"، قائلاً: "باتت معركة وعد الآخرة قاب قوسين أو ادنى، فقط علينا أن نجهز أنفسنا إلى ما هو أكثر من ذلك، وأن نستعد لدخول الأرض محررين، وبعدها سيكون العدو الإسرائيلي وراء ظهورنا، وسيغدو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948 سطراً في التاريخ الذي سيدرسه أبناء أمتنا".
وعن إمكانية أن تشن "إسرائيل" عدواناً جديداً على قطاع غزة، قال: "العدو الإسرائيلي يريد أن يستعيض بالفشل الذريع عبر تهديداته بالحديث عن جولة جديدة، لكنه إن فكر في شن أي عدوان على غزة، سيمنى بهزيمة جديدة، وبإذن الله تكون في المعركة المقبلة زوالهم، اعتقد أن زوال العدو اقترب بشكل كبير، وهذا ما يخبرنا به القرآن الكريم، قال تعالى: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”، جزء كبير من هذه الآية الكريمة تحقق، فقد اساءت المقاومة وجه العدو الإسرائيلي، وتبقى أن ندخل على المسجد، كما دخلناه أول مرة، ولحظتها سنتبر تتبيرا، ويكون مصير هذا الكيان الدمار، على المستوى العسكري، والأفراد، والأسلحة، والحالة النفسية، وعلى كل المستويات، هذا هو وعد رباني.
وذكر أنَّ زلزلة الكيان الإسرائيلي سيجلب للقضية الفلسطينية الكثير من المؤيدين والمتضامين، قائلاً: "مثلما حصل في المعركة الأخيرة، إذ زحف إلى فلسطين العرب والعجم، وأصبح الكثير يتواصل معنا، وهنا أقول الهزيمة يتيمة الكل يتبرأ منها، أما النصر فله 100 أب، وبإذن الله اقترب التحرير، وبتنا أقرب ما يكون إلى دورة حضارية جديدة لا يكون فيها صهاينة بأنواعها الثلاثة (عربية، يهودية، مسيحية).
وأشار إلى أنَّ المعركة المقبلة لن تكون قطرية، ولا إقليمية، ولكنها معركة عالمية، بمعنى: "أنها لن تكون في العالم، ولكن نتائجها ستكون في كل مكان بإذن الله".
برنامج المقاومة
وشدد الدكتور الزهار أن برنامج المقاومة هو القادر على تحقيق إنجازات حقيقة في سياق الصراع مع العدو الإسرائيلي، قائلاً: "الشارع الفلسطيني أمام برنامجين، الأول التفاوض والتعاون الأمني المقدس مع إسرائيل وهو (خيانة)، والثاني برنامج المقاومة الذي يناطح العدو، وينصر المسلمين المصلين في الأقصى والمسيحيين الذين يعيشون في الأرض المحتلة، وقد اثبت البرنامج الثاني قدرته على المواجهة، وتحقيق إنجاز.
وذكر إلى أن برنامج التفاوض بقيادة الرئيس محمود عباس أثبت فشله، قائلاً: "أنت تفاوض على دولة ليس لها حدود؛ العدو الصهيوني يفرض شروطا، ويطالب التنازل عن كل الثوابت، عن أي شيءٍ ممكن أن نفاوض عدونا، ولو حصل استفتاء للشارع الفلسطيني لن يصطف أحد مع برنامج التفاوض، وسيطف الناس مع برنامج المقاومة، فكرة حل الدولتين، والحلول الجزئية، وفكرة المفاوضات العبثية انتهت، ولن يقبل بها أحد.
ولفت إلى "أنَّ المطلوب مراكمة القوة والإعداد بعد معركة (سيف القدس)، للاستعداد للمرحلة المقبلة، التي تتمثل في تحرير الأقصى، وتحقيق وعد الآخرة، تلك المعركة التي سيغير الله بها وجه الكرة الأرضية".