شهداؤنا هم قناديل تستضيء بها طريق التحرير والانتصار، هم المنارة التي يهتدي بها الأحرار وهم درع الوطن، لم يبخلوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن فلسطين وكلمة الحق.
الشهداء هم أكرم الناس أعلاهم قدراً ومقاماً، وقدرهم محفوظ في جنات عرضها السموات والأرض التي أعدها الله للأنبياء والصادقين والشهداء، فالشهداء هم من صدقوا الله فصدقهم الله ، لهم خصال وصفات خاصة يتميزون بها.
شهيدنا طيب الذكر وصادق الانتماء لفلسطين، الشهيد المجاهد معاذ نبيل الزعانين تعددت في حياته الخصال، فتميز بابتسامة لا تفارق محياه وبقيت صدقة لكل مسلم يراه.
ميلاد الفارس
أبصر الشهيد المجاهد معاذ نبيل محمد الزعانين، النور في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة في 25 فبراير من العام 1994م، لأسرة فلسطينية مجاهدة عرفت واجبها تجاه دينها ووطنها فلسطين، قدمت الشهداء والجرحى والأسرى والمجاهدين على طريق ذات الشوكة، ففي العام 2003م، قدمت أخيه محمد نبيل الزعانين شهيداً برصاص الاحتلال خلال إحدى الاجتياحات في بيت حانون شمال قطاع غزة.
درس الشهيد المجاهد معاذ الزعانين، المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس البلدة، لينتقل بعدها للعمل والكدح لإعالة عائلته في توفير الاحتياجات الأساسية للعيش بكرامة في ظل ما يعانيه قطاع غزة من حروب وازمات وحصار صهيوني خانق.
تزوج شهيدنا الفارس معاذ الزعانين من زوجة صابرة محتسبة، ورزقه الله منها بطفلين.
الابتسامة لا تفارق محياه
وتقول والدة الشهيد معاذ الزعانين:" أهم الصفات التي تميز بها ابني الشهيد المجاهد معاذ دماثة الخلق والابتسامة، وكان معاذ أشد إخوانه حرصاً على أداء الصلوات الخمس في المسجد وبره لي ولوالده وعطفه على الصغار وصلة الأرحام، كما تميز بعلاقة طيبة مع جيرانه فكان محبوب من الصغير قبل الكبير وتربطه علاقة الأخوة مع أصدقائه".
وأضافت خلال حديثها لموقع السرايا: لم نرى من الشهيد معاذ إلا كل خير فكان لا يميز بين أطفاله الصغار وأطفال إخوانه وأخواته فأسر أفراد عائلته بأدبه وحسن سلوكه.
معاذ وكرة القدم
لقائي الأول مع الشهيد معاذ كان في المعلب فأحببته وأحببت عطاءه داخل المعلب، بتلك الكلمات بدأ صديق الشهيد مؤمن أبو عودة حديثه قائلاً: انتقلت للعب في نادي اتحاد بيت حانون الرياضي وهنا كانت لحظة التعرف على طيب الخلق والصادق الشهيد معاذ الزعانين".
وتابع خلال حديثه لموقع السرايا:" ما رأيت منه الا الحب والاخلاص والشهامة داخل الملعب، كان يلعب في مركز حساس ويبذل كل الجهد للفوز بالمباريات فكان دائما حاضرا في الأوقات الحاسمة ويسجل الأهداف فكان رياضيا يمتلك جسداً قوياً يتحمل الضغط الجماهيري خلال المباريات الحاسمة ودائما ما يدخل الفرحة على قلوب المشجعين".
ويضيف صديق الشهيد الزعانين: أن أحد المواقف المشرفة للشهيد معاذ تمثلت في نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء الحملة الفرنسية المسيئة للرسول، فعند تسجيله أحد الأهداف كتب على بلوزته "نصرة للنبي.. صلوا عليه".
المجاهد الكتوم
بدوره قال عطية شقيق الشهيد معاذ الزعانين:" تمتع أخي معاذ بالسرية العالية والكتمان، فلم يكن أحد يعلم شيء عن عمله الجهادي وانتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس، فكان دائم يتجنب الحديث في جانب المقاومة والعمل العسكري، فضلاً عن تخصيص الأوقات بين العمل المهني في البيع والشراء وممارسة موهبته المفضلة كرة القدم والعمل العسكري في السرايا".
ويتابع شقيق الشهيد حديثه لموقع السرايا:" خلال معركة سيف القدس كان الشهيد يعمل بسرية كاملة ولم يكن أحد يعرف بعمله في وحدة المدفعية ودك حصون المحتل الغاصب بحمم قذائف الهاون، وتفاجئنا وتفاجئ الجميع باستشهاده في عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال خلال عمله الجهادي في قصف مواقع ومغتصبات العدو بقذائف الهاون".
مشواره الجهادي
منذ أن تفتح عيناه على ظلم الاحتلال وبطشه وتغوله بالدم الفلسطيني، عزم على أن يكون أحد الثائرين على أرض فلسطين للانتقام من العدو الصهيوني ودك معاقله ونيل أحد الحسنيين أما النصر أو الشهادة، فالتحق الشهيد معاذ الزعانين بمدرسة الإيمان والوعي والثورة "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" منذ نعومة أظفاره، حيث شارك إخوانه في الحركة العديد من الفعاليات على مستوى بيت حانون وشمال قطاع غزة وعلى مستوى النشاط العام للحركة، كما كان مشاركاً في أعراس الشهادة في بيت حانون.
ونظراً لالتزام الشهيد معاذ وإلحاحه على الالتحاق بصفوف المجاهدين انضم شهيدنا لصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي حيث خضع للعديد من الدورات العسكرية فكان من المجاهدين المميزين المخلصين في ميدان الجهاد والمقاومة.
شارك إخوانه المجاهدين الرباط على ثغور الوطن المسلوب وكذلك عمليات حفر الأنفاق الهجومية ضمن مرحلة الإعداد والتدريب، وتنقل الشهيد بين الوحدات العسكرية حتى أصبح أحد المجاهدين في سلاح المدفعية بكتيبة الشهيد عبد الله السبع في بيت حانون شمال قطاع غزة، فكان له الدور البارز في إطلاق قذائف الهاون خلال معركة البنيان المرصوص عام 2014 ، ومعركة صيحة الفجر وبأس الصادقين وغيرها من المعارك التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية.
موعد مع الشهادة
في خضم معركة سيف القدس، وفي إطار العمل المقدس واستجابة لنداء الأحرار في القدس، وبتاريخ 16/5/2021م، كان الشهيد معاذ الزعانين يدك المغتصبات الصهيونية بقذائف الهاون ويقض مضاجع الصهاينة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني ووطنه وصد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث قامت طائرة بدون طيار صهيونية باستهداف مجموعة من المجاهدين في بلدة بيت حانون خلال إحدى المهام الجهادية ليرتقي الشهيد معاذ نبيل الزعانين وبرفقته في الجهاد الشهيدين محمد عوني الزعانين ومحمد يوسف الكفارنة شهداء مقبلين غير مدبرين ولسان حالهم يقول وعجلت إليك ربي لترضى.