غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

وداعاً بيبي .. والى الجحيم!

خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

يشهد الكيان الصهيوني على المستوى الرسمي والشعبي حالة من الارتباك والتخبط والتناحر, في اعقاب ملحمة "سيف القدس" البطولية, على المستوى الشعبي هناك شعور صهيوني موجع ومؤلم «بالهزيمة» امام المقاومة الفلسطينية, واهتزاز عنيف لصورة الجيش الذي اعتقدوا على مدار سنوات طويلة انه لا يقهر, بل ان شعورا عاما ينتاب الاسرائيليين ان قرب زوال كيانهم المصطنع قد اقترب, وان ما قبل معركة «سيف القدس» ليس كما بعدها, وباتت المقاومة الفلسطينية تشكل خطرا كبيرا على وجود «اسرائيل» وقد ارعب مشهد انتفاضة اهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 الاسرائيليين وشكل انعطافه خطيرة في المعاملة مع الاسرائيليين المحتلين, وباتت فلسطين المحتلة من نهرها لبحرها تنشد استقلالها وحريتها واستعادة ارضها ومقدساتها, فاندثرت احلام «اسرائيل» التي عملت على ترسيخها على مدار اكثر من سبعين عاما, فكانت تعتقد انها أسرلت العقول الفلسطينية وهودت كل شيء الارض والانسان والثقافة والوعي, لكن اهلنا في الاراضي المحتلة عام 48م نفضوا كل هذه الشوائب والرزايا عن كواهلهم واستعادوا هويتهم المخطوفة من الاسرائيليين الغزاة, واثبتوا انهم اصحاب الارض وملاكها الحقيقيون وانهم متجذرون في اعماقها ولا يستطع احد ان ينتزعهم من وطنهم وانتمائهم لفلسطين, ولن يستطيع احد ان يغير من ملامحهم العربية الاصيلة مهما تآمروا وخططوا وفعلوا لان الاصيل لن يميل ابدا ولن ينحرف او يحيد واهلنا في ال48 هم رمز الاصالة لشعبنا وامتنا, ولعل "اسرائيل" ايقنت ان انتفاضتهم المباركة وانخراطهم في معركة "سيف القدس" البطولية برفقة اهلهم في القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة, يمثل المسمار الاول في نعش ما تسمى «بدولة اسرائيل», وهو بمثابة انتكاسة لهم وانذاراً مبكراً لقرب زوالهم.

على المستوى الرسمي تحالف احزاب يمينية برئاسة نفتالي بينت مع زعيم المعارضة «الوسطي» يائير لبيد، لتشكيل ائتلاف حكومي يتناوبان بموجبه على منصب رئيس الوزراء، وهذا يعني خروج نتنياهو من المشهد تماما واكثر من ذلك فقد يمضي نتنياهو بقية حياته في السجن بتهم الفساد التي تلاحفه, لذلك فان نتنياهو يستخدم نفس اسلوب الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب, فهو يحاول خلط الاوراق وارباك المشهد ومنع الكنيست من التصويت لحكومة «بينت_ لبيد», ويشحن الشارع الاسرائيلي لرفض حكومة بينت, ويحرض على عدم التصويت لها, ويحاول اختراق الاحزاب المتحالفة وسحب بعض ممثلي هذه الاحزاب في الكنيست, وهناك خشية لدى الاسرائيليين ان يؤدي هذا التحريض إلى فعل مماثل لمقتل رئيس الوزراء الصهيوني الاسبق اسحق رابين, الذي قتل على يد صهيوني «متطرف» لذلك فان بينت حذر نتنياهو من سلوك هذا النهج التحريضي, واحترام نتائج الانتخابات, تماما كما حصل مع دونالد ترامب عندما حرض الامريكيين على اقتحام الكونغرس, ورفض تعيين الرئيس الامريكي الجديد المنتخب جو بايدن, فلعلها مدرسة الدكتاتورية التي ينتمي طغاتها دائما الى القمع والقهر والسطو على حقوق الاخرين بالقوة, فنتنياهو وترامب من نفس المدرسة وقد ظنا انهما امتلكا العالم, لذلك لم يستوعبا سقوطهما وغيابهما عن المشهد فكان سلوكهما الغريب.

هذا لا يعني ان حكومة بينت افضل حالا من حكومة نتنياهو, فنفتالي بينت معروف بمواقفه الاكثر تطرفا, فهو لا يؤمن بحل الدولتين ولا يقبل بتقسيم القدس, ويرفض المفاوضات مع السلطة على اساس اتفاقية اوسلو, حتى انه رفض ما تسمى «بصفقة القرن» واعتبر انها لا تلبي طموحات «اسرائيل», وهو يعتبر ان العرب مجرد رعاع وعبيد «لإسرائيل» ويجب ان يسخروا لخدمتها وتحقيق مصالحها, ويبدو ان ولاية بينت ستشهد المزيد من التصعيد ضد الفلسطينيين, وقد تشهد مواجهات عسكرية مع المقاومة الفلسطينية, لكن كل ذلك لن يشفع لبينت لدى الاسرائيليين ولن يجعله رئيسا للوزراء لفترة طويلة, لان ائتلافه هش ومتناقض في المواقف والسياسات, وقد تنهار حكومة بينت في لحظات, نتنياهو سقط ليس بسبب سياساته انما بسبب خداعه وكذبه على حافائه وعلى الاسرائيليين, لكن يحسب له انه اسس للتطبيع مع العرب, وهو القادر على استمرار سياسة التواصل مع الحكام العرب بفضل المصالح المشتركة بينهما, لكنه يدفع ثمن فهو تحالفه مع غانتس وغدر به, وتحالف مع ليبرمان وغدر به, وتحالف مع بينت وغدر به, وبات مصدرا لعدم الثقة, كما انه ينسب أي مكسب «لإسرائيل» لنفسه وليس لحكومته, وهو ما ازعج حلفاءه واعداءه على حد سواء, لذلك فان نتنياهو يدفع ثمن غروره وعنجهيته, وهو سيخرج الى غير رجعة, وينهي حياته على غرار ما انهاها اولمرت وتسيبي ليفني وايهود باراك وغيرهم.. وداعا بيبي والى الجحيم.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".