رأى ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، أن "تزامن الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد الدكتور رمضان عبد الله شلح مع انتصارات شعبنا في معركة سيف القدس تشير إلى أن هناك لطائف وبركات وإشارات يرسلها لنا الله تؤكد على صوابية نهج حركة الجهاد الإسلامي المقاوم على طريق تحرير فلسطين".
وقال عطايا في مداخلة له على قناة "القدس اليوم": "شهداء معركة سيف القدس ساروا على درب الشهيد القائد الدكتور رمضان شلح الذي قاد حركتنا إلى مصاف الريادة والتقدم، فهو دائماً كان يؤكد على نهج المقاومة والثوابت التي لا يمكن أن تحيد عنها حركتنا قيد أنملة، وهي مستمرة على هذا النهج حتى تحرير كل شبر من أرضنا المحتلة".
وأضاف: "نقول لشهيدنا وقائدنا العزيز: نم قرير العين، فإنك لو كنت بيننا الآن لشاهدت إنجازات الحركة وسرايا القدس التي سطرت ملحمة تاريخية مهمة جداً في المسار النضالي لشعبنا الفلسطيني".
ولفت إلى أن "معركة سيف القدس أظهرت وحدة الشعب الفلسطيني التي تجلت بأبهى حلتها، ما يلزمنا جميعاً بالمحافظة عليها، ومواصلة طريق المقاومة حتى إنجاز التحرير الكامل بإذن الله تعالى".
وأردف قائلا: "عندما نتحدث عن القائد الكبير الراحل الدكتور رمضان فإننا نتحدث عن قامة كبيرة على مستوى العطاء والجهاد والمقاومة، وعلى مستوى الرقي والاستنارة في التفكير وبُعد النظر في المسائل الوطنية، وقد كانت واضحة جداً لكل من يلتقيه، وإذا أردنا أن نقرن هذه الصفة التي تدل على مستواه الفكري والمعرفي والثقافي، فإننا نقرنها بمستوى تواضعه ونبل أخلاقه".
وأوضح: "الدكتور رمضان كان نموذجاً مميزاً على أكثر من مستوى وعلى أكثر من صعيد، فكان يجمع بين كثيرٍ من الصفات التي مكنته أن يكون رائداً على مستوى الأمة الإسلامية وليس فقط على مستوى الشعب الفلسطيني، حيث كان قائداً وطنياً يُشهد له بأنه الأكثر اطلاعاً وقراءةً وثقافة بين قادة الشعب الفلسطيني، وقد أثبت ذلك قولاً وفعلاً".
وأضاف: "الدكتور رمضان كان نموذجاً يحتذى به، واستطاع أن يتابع مسيرة الشهيد القائد الكبير المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي التي عبرت عن روحية المقاومة وعن آمال شعبنا الفلسطيني وطموحه في تحرير أرضه، بعد أن حلت العتمة السياسية واسودّت سماء فلسطين وأظلم أفق التحرير، مع انحراف مسار النضال الفلسطيني باتجاه المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني وصولاً إلى توقيع اتفاقية أوسلو ومخرجاتها".
ولفت إلى أن "حركة الجهاد الإسلامي بقيادتها الحكيمة والشجاعة جاءت لتواجه الانحراف عن نهج التحرير، ولتعبر عن ثوابت الأمة والشعب الفلسطيني بأن القدس عاصمة فلسطين التاريخية والعاصمة السياسية لكل أمتنا العربية والإسلامية، ولتؤكد على أنه لا يمكن التنازل عن أية ذرة من تراب فلسطين المحتلة. ومن هنا كان على حركة الجهاد الإسلامي أن تواجه مشروعاً تآمرياً واستعمارياً وإحلالياً كبيراً جداً تقوده الولايات المتحدة بإداراتها المتعاقبة مع حلف غربي لا يستهان به يدعم العدو الصهيوني المجرم بكل ما يملك من قوة".
وتابع: "إن دماء شهداء سرايا القدس وشعبنا الفلسطيني التي روت شجرة الجهاد والمقاومة، لها الفضل الأساس في إرساء معادلة القوة التي تتمسك بها حركة الجهاد الإسلامي حتى تحرير كل فلسطين من دون أي نقصان. وأيضاً من بركات دماء الشهداء أن قوّض الله سبحانه وتعالى لهذه الحركة أميناً يخلف الدكتور رمضان حافظ على هذا النهج، بل أضاف عليه بصمة المصداقية والقوة والجرأة في الإقدام، والتي نقلت الحركة إلى مرحلة استطاعت فيها أن تقود منفردة أكثر من مواجهة مع العدو الصهيوني ألحقت به الضرر على المستوين العسكري والمعنوي".
وأكدَ عطايا على أن "الإنجاز المعنوي الكبير الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس هو توجيه ضربة وجودية لكيان العدو، استطاعت أن تواجه عملية كي الوعي بكي وعي مضاد موجه للمستوطنين بأنه لا مستقبل لكم على أرضنا".
وختم عطايا كلامه مشيراً إلى أن "حركة الجهاد ثابتة على نهج الجهاد والمقاومة، لأنه الخيار الوحيد الذي يمكننا من خلاله استعادة أراضينا المحتلة"، داعياً إلى "الحفاظ على أمانة الشهداء والمقاومة، ونحن كلنا ثقة بقيادة حركة الجهاد وعلى رأسها أمينها العام القائد زياد النخالة، ونقول له سر على بركة الله في هذا الطريق ونحن معك، ولن نحيد عن طريق الجهاد والمقاومة حتى التحرير والعودة إلى الديار. ونقول للقائد الراحل الدكتور رمضان إن إخوانك ما زالوا محافظين على الأمانة، وهم على العهد والوعد".