قائمة الموقع

صوت الأسرى يغرد من جديد.. "إحنا أكبر من رمايات المدافع"

2021-06-10T19:33:00+03:00
برج الجلاء.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

في الخامس عشر من مايو/ أيار الماضي كانت إذاعة الأسرى على موعد مع التدمير البشع، الذي حول الإذاعة أثراً بعد عين، لدى تدمير الطيران الحربي الإسرائيلي برج الجلاء، الذي يحوي مؤسسات مدنية.

صحيحٌ أن الطيران الحربي دمر الإذاعة عن بكرةِ أبيها، إلا أن الصواريخ الإسرائيلية المجنحة الفتاكة لم تستطع أن تفت في عضد العاملين في الإذاعة، الذين عاهدوا الله منذ لحظة التدمير أن يعود إلى العمل في أقرب فرصة، فكان ذلك.

ثلاثة أسابيع كانت هي الفارق بين تدمير الإذاعة وعودتها إلى أثير FM، لتكمل الهدف، والغاية، ولتكون صوت الأسرى النابض إلى العالم، وصوت العالم إلى الأسرى.

"عٌدنا والعود أحمد، عدنا لنكمل المسيرة، ولنواصل الرسالة".. بتلك الكلمات بدأ مدير عام الإذاعة رباح مرزوق التأكيد على رسالة التحدي في وجه العدو الإسرائيلي الذي نال من تلك الإذاعة، التي كانت، ومازلت صوت الأسرى النابض.

ويقول مرزوق الذي بذل جهوداً جبارة إلى جانب فريق العمل بهدف عودة الإذاعة: "منذ الدقيقة الأولى لتدمير مقر الإذاعة، ومحاولة إخماد صوت أسرانا، عقدنا العزم أن نعود، وأن يصدح صوتنا من جديد، فكان ذلك بجهود مباركة من فريق العمل".

ويرى مرزوق في عودة الإذاعة إلى العمل بكل قوتها وإمكانياتها "هي رسالة تأكيد بأن هذا الصوت باقٍ، ولن يقف مهما حاول الاحتلال ذلك".

ولم ينسَ مرزوق في غمرة فرحته بعودة البث، بتوجيه الشكر إلى كل من وقف إلى جانب الإذاعة التي تمكنت من العودة في وقت قياسي، فقال: "شكراً لإذاعة القدس، وشكراً للدائرة الإعلامية لحركة الجهاد الإسلامي، لقد عدنا لنكون صوت أسرانا النابض، ولنكون جناح الطير الذي يحمل رسائلهم إلى كل العالم، ويحمل صوت العالم لهم".

ولفت مرزوق إلى أن ذوي الأسرى، ومع بداية عودة البث عادت مشاركاتهم بزخم كبير، لتلهفهم في إيصال رسائلهم لأبنائهم، في السجون والاطمئنان عليهم، مشددًا على ان الاحتلال لم يستطع كسر جناح الطير الذي ينقل أهالي الأسرى ورسائلهم".

وتابع حديثه، "إذاعة الأسرى اليوم تصل بقوة إلى معظم السجون، بحسب الرسائل التي وصلت منها، إلا أننا نسعى جاهدين للتغلب على بعض العقبات وإيصال الإذاعة إلى كافة السجون والأراضي الفلسطينية، كما كانت قبل التدمير".

وإذاعة صوت الأسرى، أنشأت في العام 2009، بعد قرار سلطات الاحتلال بمنع ذوي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال، ولتكون نافذة للأسرى على ما يجري حول العالم من خلال العديد من البرامج التي تقدمها.

وبدأ صوت الأسرى يتسع من خلال الإذاعة التي غطت كافة الأراضي الفلسطينية وصولًا إلى أطراف العريش ورفح المصرية، بالإضافة إلى أنها تصل إلى كافة الاسرى داخل سجون الاحتلال.

وعلى موازاة ذلك كانت الإذاعة هي المنبر الإعلامي للأسرى، من خلال العديد من النشرات التي كانت تنشرها على صفحات الجرائد والصحف بمختلف الدول العربية.

وتتقدم وكالة شمس نيوز الإخبارية إدارة وعاملين بالتهنئة القلبية الحارة من الزملاء الصحفيين في إذاعة الأسرى، بعد عودتهم للبث، في أعقاب التدمير الإسرائيلي الذي تعرضت له الإذاعة.

وشدد مدير وكالة شمس نيوز الإخبارية محمد السيقلي على أنَّ وجود إذاعة صوت الأسرى مهم في سياق الحفاظ على قضية الأسرى، وجعلها قضية حيوية باستمرار، بما تثيره الإذاعة من قضايا وموضوعات تتعلق بالأسرى.

وقال السيقلي: "استطاعت إذاعة (صوت الأسرى) أن تخلق زخماً إعلامياً كبيراً عن قضية الأسرى الفلسطينيين على الصعيد المحلي والعربي، كونها الإذاعة الوحيدة المتخصصة في شؤون الأسرى، فكانت محاولة ناجحة ورائدة في نقل الصوت المجروح إلى أولئك الغائبين خلف القضبان، إلى جانب أنها استطاعت أن تكون حلقة وصل بين الأسرى وبين أهاليهم".

وأضاف: "على الرغم من عمر الإذاعة القصير مقارنة بإذاعات يمتد عمرها عشرات السنوات؛ إلا أنها استطاعت ان تثبت ذاتها، وأن تحمل هم وقضية الاسرى في السجون، فكانت منارة إعلامية وطنية، واستطاعت أن توصل الرسالة الإعلامية الصحيحة، والصادقة، والدقيقة، والهادفة للجمهور الفلسطيني والعربي، وأبدعت أيَّما إبداع في مساندة جميع الأسرى، فكانت المحرك الرئيس للفعاليات المناصرة والمساندة للأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية".

وبالتزامن مع عودة بث الإذاعة تمنى السيقلي لأسرانا البواسل الفرج القريب، وإلى طاقم الإذاعة المميز والمهني دوام التألق والتوفيق في سماء الإعلام الفلسطيني المقاوم.

اخبار ذات صلة