كشفت مصادر مطلعة على حوارات الفصائل الفلسطينية في القاهرة النقاب عن مقترحين قدمتهما مصر للسلطة الفلسطينية بشأن إعادة أعمار غزة، رفضتهما الأخيرة، وأوفدت نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو للتعبير عن رفض قيادة السلطة للمقترح.
ويتضمن المقترح، وفق المصادر، أن تتولى مصر ملف إعادة إعمار غزة ضمن لجنة تتكون من هيئات حكومية عاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وممثلين عن القطاع الخاص الفلسطيني، فيما ترى السلطة أن الملف يجب أن يدار من طرفها.
وقالت المصادر إن القيادة المصرية متفهمة لمطالب الفصائل الفلسطينية بخصوص إعادة الإعمار، إذ أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترى بأن الملف يجب أن يُدار من خلال لجنة وطنية أو مهنية.
وكانت مصادر قد كشفت لـ"قدس" الخميس الماضي عن فشل اللقاء الثنائي الذي جمع حركتي فتح وحماس بالقاهرة الأربعاء، وهو الذي كان من المفترض أن يشكل نقطة انطلاق لحوار بحضور جميع الفصائل يوم السبت 12 يونيو على أن يتم الخروج ببيان مشترك في اليوم التالي.
وحول أسباب الخلافات بين فتح وحماس، قالت المصادر إن حركة فتح تصرّ على أن تكون مسألة الحكومة هي نقطة البداية في جميع الملفات، وترفض في الوقت ذاته فكرة الانتخابات، وتصرّ على مبدأ حكومة توافقية مقبولة لدى "المجتمع الدولي"، بينما تصر الفصائل الفلسطينية على ضرورة نقاش ملف المنظمة أولا.
وفي السياق كشفت مصادر لـ"قدس" اليوم الأحد أن مصر قدمت مقترحا بخصوص منظمة التحرير، يشمل إعادة تشكيل المجلس الوطني خلال مدة أقصاها 100 يوم، بما يضمن دخول حركتي حماس والجهاد لتركيبة المجلس، لكن حركة فتح رفضت كذلك المقترح.
وفي وقت سابق صرّح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول معقبا على فشل لقاء القاهرة بأن موقف جبهته كان واضحاً منذ بداية الانقسام ويتمثل في إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد وإعادة الاعتبار لها، وتعزيز الشراكة الوطنية وصولاً لترتيب باقي المؤسسات.
وعن حديث عباس المتكرر عن تشكيل حكومة وحدة تلتزم بالاتفاقيات، علق القيادي الغول قائلاً: "الحديث عن الالتزام بالاتفاقيات الدولية له هدف واضح هو قطع الطريق على مشاركة أطراف بعينها في الحكومة والأصل أن الحكومة يجب أن تنطلق من احتياجات الشعب الفلسطيني ولا يجوز رهنها بأي ابتزازات كشروط الرباعية الدولية".
كما واعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قرار إلغاء الحوار الوطني الفلسطيني الذي كان مقرراً له أن ينعقد في القاهرة أمس السبت، أنه تأكيد ثالث على فشل النظام السياسي الفلسطيني، في صيغته الحالية في تحمل مسؤولياته إزاء القضية الوطنية، وإدارة شؤونها بما يصون المصالح والحقوق الوطنية.
وتشير المصادر إلى أن اللقاءات التي جمعت الفصائل الفلسطينية مع المخابرات المصرية كانت إيجابية، ومن المتوقع أن تصل وفود فصائلية أخرى من قطاع غزة إلى القاهرة الأسبوع القادم، فيما اتسمت لقاءات حركة فتح بالمصريين بالتوتر.