كتبت: لينا الداعور
حولت الطائرات الحربية الإسرائيلية شارع الوحدة وسط مدينة غزة إلى بركة دماء كبيرة، بعد أن تركت صواريخ الغدر ورائها حوالي ٣٧ شهيداً منهم ٢٢ شهيداً من عائلة الكولك، غالبيتهم من الأطفال.
دلال المغربي زوجة الشهيد محمد الكولك وام لثلاث شهداء فقدتهم في مجزرة شارع الوحدة، تقول " لم أكن أعلم أن تحقيقي لمطلب اطفالي، وأخذهم لبيت جدهم ستكون رحلتي الأخيرة معهم، ذهبت أنا واطفالي وزوجي تحقيقا لمطلبهم، وعندما عدنا للمنزل اعددت لهم العشاء، ومن ثم أخذتهم جميعا للنوم في غرفة صغيرة ظننت أننا في مأمن من القصف، لكن غرفتنا الدافئة لم تكن في مأمن من صواريخ الحقد الإسرائيلية".
"سمعنا قبل المجزرة بدقائق أصوات عنيفة جداً، قام على الفور زوجي ليرى ماذا يحدث بالخارج، بعدها جاء ليطمئننا أن ما يحدث بعيد عنهم، وأنهم في أمان، الا ان حدة وقوة الصوت بدأت تزداد، وبدأ اثاث البيت من حولنا يصدر أصواتاً قوية، ذهبت مسرعة لأحضر ملابس الصلاة، ولكن كان سقف منزلي في هذه الأثناء يسقط امام عيني على زوجي وهو ينظر إلى عيني ويحادثني"، قول المغربي.
تضيف: "هذا اخر ما اتذكره، وبعد ذلك اخرجوا اطفالي الثلاثة مُتمسكين بأيدي بعضهم البعض من تحت الأنقاض، وكأنهم يحتضنوا ويطمئنوا بعضهم، رحلوا عني جميعا ولم أنجو إلا أنا وطفلي".
أما فضة الكولك إحدى الناجيات من المجزرة، أفادت أن نجاتها وعائلتها كان أشبه بالحلم أو المعجزة، إذ أنها تشير إلى أن المنزل قصف دون سابق إنذار، مع إشاراتها إلى جميع من في المبنى مدنيين وليس لهم أي علاقة بأي تنظيم.
أكملت قائلة "أنها وعائلتها تسكن في الطابق الخامس من المبنى، وعندما سمعت صوت القصف ذهبت لتأمين أطفالي واخذتهم للدخل، وما هي إلا لحظات وبدأ البيت بالانهيار الكامل عليهم".
وأضافت: "شعرت بالموت يقترب منا وفقدت الأمل في النجاة ولم أجد اي منفذ للخروج، وما هي إلا دقائق وسمعنا بعض الأصوات الآتية لنجدتنا، وعند خروجنا نظرنا حولنا وكأن المبنى غير موجود وليس له أثر".
وتبقى الكلمات عاجزة عن التعبير عما يرويه الناجون من مجزرة عائلة الكولك، ولكن تبقى دموع أبناء تلك العائلة هي التي تلخص حجم الجريمة.