بقلم/ حسن لافي
المشهد الصاخب للمعارضة ضد "نفتالي بينت" وحكومته الجديدة داخل قاعة الكنيست مؤشر قوي على طبيعة المعارضة الشرسة ضد هذه الحكومة خاصة من قبل الصهيونية الدينية بقيادة "سيموتريتش" والحريديم بقيادة "ليتسمان" و"ارييه درعي"، ولكن يبقى نتنياهو رئيس المعارضة الحالية في الكنيست الأخطر على نفتالي بينت حيث وعد بإسقاط الحكومة بأسرع مما يعتقدون، التي اعتبرها حكومة يسار خطيرة.
في ظل هذه المعارضة الشرسة لحكومة نفتالي ستكون مسيرة الأعلام اختبار صعب لتلك الحكومة، فمن جهة إلغاء او حتى تغيير مسار المسيرة بعكس ما تم الموافقة عليه من قبل حكومة نتنياهو السابقة، سيعتبر تراجع لحكومة نفتالي بينت اول رئيس حكومة من الصهيونية الاستيطانية الدينية لابسي (كيباه)، وتثبيت ان حكومته حكومة يسار من قبل معارضيه فرطت بالسيادة الصهيونية على القدس.
وفي المقلب الآخر إذا أجريت مسيرة الاعلام كما هي حاليا، فهذا انفجار جديد للوضع من جديد بعد يومين من بدء عمل الحكومة الجديدة، والتي تداعيات التصعيد سواء بقي في الحالة الشعبية على غرار هبة باب العامود او مظاهرات ال٤٨ او سواء تدحرجت الامور لمعركة عسكرية على نسق معركة سيف القدس، ستهز ثبات الائتلاف الحكومي المركب من متناقضات سياسية وايدلوجية خاصة ان منصور عباس جزء من هذا الائتلاف.
بناء على ما سبق اعتقد ان نفتالي بينت سيحاول ايجاد حلول خلاقة للخروج من مأزق مسيرة الأعلام ولكن مهمته لن تكون سهلة في ظل هذه المعارضة الشرسة من نتنياهو والاهم في ظل هذا التوقيت الغير مريح لحكومة نفتالي بينت، حيث حكومة نتنياهو قبل خروجها من الحكم وضعت الكثير من المعيقات أمام نفتالي بينت تجاه قطاع غزة امثال اغلاق المعابر و التراجع عن التفاهمات وخاصة المنحة القطرية ناهيك عن ربط ملف الاعمار بالتهدئة وملف الاسرى الجنود في غزة، وغيرها من الملفات الأخرى التي تجعل من موقف الفصائل في غزة أكثر صرامة تجاه حكومة نفتالي بينت، لكن نفتالي بينت للخروج من الازمة، سيعتمد على موقف المؤسسة العسكرية والجيش الذي يعتبر نفسه انه غير جاهز للذهاب إلى تصعيد عسكري في هذا التوقيت وخاصة ان جبهته الداخلية لم تستفق بعد من معركة سيف القدس، بالإضافة إلى الموقف الامريكي والمصري الساعي لتثبيت وقف اطلاق النار.