غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"مسيرة الأعلام"... القدس فلسطينية

القدس فلسطينية.webp
بقلم/ حسن لافي

دولة الاحتلال التي تعتبر نفسها الاقوى عسكريا في المنطقة، والتي احتلت اراضي ثلاث دول عربية خلال ستة ساعات عام ١٩٦٧، ذلك الكيان الذي منذ احتلال مدينة القدس يحمل استراتيجية تهويد المدينة المقدسة، حيث وفي الوقت الذي اعتقدت اسرائيل انها شارفت على انهاء مهمتها من خلال اعلان سيادتها اليهودية على القدس بما فيها البلدة القديمة والمسجد الاقصى، ولم يبقى الا الاعلان عن ذلك من خلال مسيرة الاعلام الصهيونية رمزية على حسم معركة السيادة الكاملة الصهيونية على القدس والمسجد الاقصى مستغلة اعلان دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس ناهيك عن موجات التطبيع العربي.

أتت معركة سيف القدس لتعيد الصهيوني للمربع الاول وتثبت للجميع أن القدس مازالت عاصمة فلسطين الابدية و حتى المجتمع الدولي بات ينظر للقدس كمدينة محتلة لم يعترف بسيادة اسرائيل عليها.

وبعد انتهاء معركة سيف القدس حاول اليمين الصهيوني مرة اخرى لفرض سيادتهم على القدس والبلدة القديمة ولكن هذه المرة يصطدم اولا بخوفه من تدحرج الامور إلى مواجهة عسكرية لا جيشه ولا حكومته والاهم لا جبهته الداخلية جاهزة لهذه المعركة، الامر الذي انعكس على ضعف المشاركة في مسيرة الاعلام حيث لم تتجاوز الخمسة آلاف اغلبهم من الفتية والشبيبة من المدارس الدينية، ولكن انعكاس مسيرة الاعلام لم يقتصر على ذلك، بل اسرائيل التي تزعم ان القدس عاصمتها الموحدة لم تستطع ان تسير مسيرة بها الا بحماية اكثر من ٢٠٠٠ شرطيا صهيونيا، ناهيك ان ارسلت رسائل للجميع بما فيها المقاومة عبر الوسطاء انها عملت كل ما في وسعها من اجل ان تمر المسيرة في القدس دون ان يمس ذلك في الحي الاسلامي وسكان القدس الفلسطينيين، وبذلك اعتراف ضمني من قبل اسرائيل وحكومته وجيشه ومؤسسته الامنية بان الشعب الفلسطيني ومقاومته استطاعت فرض معادلة اشتباك جديدة تكون القدس في مقدمة سلم اولوياتها في حربها الطويلة والمستمرة مع الاحتلال.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".