قائمة الموقع

"مسيرة الأعلام".. النصر بالرعب المعادلة التي رسختها "سيف القدس"

2021-06-15T21:27:00+03:00
مسيرة الأعلام.jpeg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

بعد سلسة من التأجيلات نظم المستوطنون المتطرفون، مساء اليوم الثلاثاء، مسيرة الأعلام الاستيطانية في مدينة القدس، ولكن وبحسب متابعين فقد طرأ عليها الكثير من التغيرات أهمها تحويل مسارها وعدم دخولها للأحياء العربية، بالإضافة إلى أن أعداد المستوطنين المشاركين فيها لم يتجاوزوا بضع مئات.

هذه التغيرات الجوهرية في المسيرة الاستيطانية يرى فيها الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أنها جاء لتلافي حكومة الاحتلال، وقادة المستوطنين غضب المقاومة الفلسطينية، التي أكدت وعلى غير مرة أنها تتابع عن كثب وأن أيديها على لا زالت على الزناد.

وقال عبدو في حديث مع "شمس نيوز"، "كان واضحًا بأن تغيير مسار المسيرة وخفض أعداد المشاركين فيها، بالإضافة إلى الكم الهائل من قوات الاحتلال التي عملت لضمان عدم وجود احتكاكات كبيرة مع أهل المدينة المقدسة، وتلافي دخول الحي الاسلامي، دليل على أن كي العقل الاسرائيلي من صواريخ غزة لا زال له أثرًا".

وبحسب تقدير عبدو فإن المقاومة لها تقييمها لما جرى، مشيرًا إلى أنه لم يستدع الوصول لإطلاق الصواريخ أو القيام بعمليات عسكرية، ردًا على هذه المسيرة، بعد تغيير مسارها، رغم وجود بعض الاستفزازات للمقدسيين.

وتابع "المقاومة ردت بقدر معقول من قطاع غزة، من خلال اشعال الحرائق وإدخال الأدوات الخشنة إلى الساحة، والأعمال السلمية في القدس ومناطق الضفة".

واستدرك عبدو حديثه بأن الأجنحة العسكرية للمقاومة كانت على استعداد واضح بتوسيع الرد إذا ما استدعى الأمر ذلك.

وأضاف الكاتب السياسي، "لكن يبدو أن الأمور مرت بسلام"، مشيرًا إلى أن تصريحات قيادات المقاومة بعدم الرغبة بالمواجهة، ولكن إذا فرضت عليها واستدعى الأمر ذلك فهي جاهزة.

وتابع "مسيرة الأعلام الاسرائيلية قوبلت بمسيرة أعلام مضادة فلسطينية"، معربًا عن أمله بأن يكون ذلك بشكل سنوي ومستمر.

وأوضح أن المسيرات المضادة التي لا بد من أن تكون بشكل متزامن يجب أن تجوب أنحاء وجود الفلسطينيين في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل المحتل والشتات، داعيًا لوجود يوم للعلم الفلسطيني والقومية الفلسطينية لإظهار أن هذه الأرض للفلسطينيين وأن المشروع الصهيوني يحرمهم من حقوقهم وقيام دولتهم.

اعتراف ضمني بالفشل

من ناحيته يرى المختص بالشأن الاسرائيلي حسن لافي ان معركة سيف أعادت الحلم الصهيوني للمربع الأول وأثبتت للجميع أن القدس مازالت عاصمة فلسطين الأبدية.

وقال لافي في مقال له بعنوان "(مسيرة الأعلام)... القدس فلسطينية"، إنه "وبعد انتهاء معركة سيف القدس حاول اليمين الصهيوني مرة أخرى لفرض سيادتهم على القدس والبلدة القديمة ولكن هذه المرة يصطدم اولا بخوفه من تدحرج الامور إلى مواجهة عسكرية لا جيشه ولا حكومته والاهم لا جبهته الداخلية جاهزة لهذه المعركة".

وأشار إلى أن هذه التخوفات انعكست على ضعف المشاركة في "مسيرة الاعلام" التي لم تتجاوز الخمسة آلاف أغلبهم من الفتية والشبيبة من المدارس الدينية.

واستدرك حديثه "لكن انعكاس مسيرة الأعلام لم يقتصر على ذلك، بل (إسرائيل) التي تزعم أن القدس عاصمتها الموحدة لم تستطع أن تسير مسيرة بها إلا بحماية أكثر من ٢٠٠٠ شرطيًا صهيونيًا، ناهيك أنها أرسلت رسائل للجميع بما فيها المقاومة عبر الوسطاء أنها عملت كل ما في وسعها من أجل أن تمر المسيرة في القدس دون أن يمس ذلك في الحي الاسلامي وسكان القدس الفلسطينيين".

وأوضح لافي أن ذلك يعني اعتراف ضمني من قبل "اسرائيل" وحكومته وجيشه ومؤسسته الأمنية بأن الشعب الفلسطيني ومقاومته استطاعت فرض معادلة اشتباك جديدة تكون القدس في مقدمة سلم أولوياتها في حربها الطويلة والمستمرة مع الاحتلال.

اخبار ذات صلة