يواصل الشباب الفلسطيني فعالياته المختلفة لطرد المستوطنين من البؤرة الاستيطانية "أفيتار"، التي أقامها الاحتلال على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس شمال الضفة المحتلة.
مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، أكد أن أهالي نابلس بدأوا باتخاذ الإجراءات القانونية لطرد المستوطنين من هذه البؤرة، مع الاستمرار في الفعاليات الشعبية التي بدأت خلال الفترة الماضية.
وقال دغلس في حديث مع "شمس نيوز"، إن الأهالي بدأوا بفعاليات المقاومة الشعبية المختلفة، مصرين على ان يواصلوها حتى نهاية هذه البؤرة وإزالتها، مشددًا على ان حجم ما قدمه الأهالي من تضحيات في سبيل ذلك يدفعهم للمواصلة والاستمرار.
ولفت إلى، أنه منذ بدء الفعاليات ارتقى 4 شهداء من بيتا، وأصيب حوالي 275 مواطنًا بالرصاص الحي، بالإضافة إلى مئات الاصابات بالمطاط والاختناق، موضحًا أن هذا الأمر دفع الأهالي لاتخاذ القرار بعدم التراجع للخلف حتى يخلي المستوطنون الجبل.
وأشار دغلس إلى، أن المستوطنين عندما بدأوا بوضع البؤرة الاستيطانية "أفيتار" استغلوا حالة الانشغال العالمي في العدوان على قطاع غزة، والأحداث الجارية في المسجد الأقصى، ما دفعهم للإسراع بوضع أكثر من 40 وحدة استيطانية داخل البؤرة في أقل من 9 أيام، بإشراف ومتابعة وحماية من جيش الاحتلال.
وتابع "بعد انتهاء العدوان على غزة، بدأت وسائل الإعلام تعطي اهتمامًا واسعًا لقضية جبل صبيح، والتي بدأت تأخذ صداها على المستوى العالمي".
وبين مسؤول ملف الاستيطان، أن الوضع بدأ يتصاعد أكثر وأكثر في بيتا والقرى المحيطة بالجبل، وأن الاحتلال بدأ يدرك أن الأمور قد تخرج عن السيطرة ويتولد انفجار في المنطقة.
وذكر دغلس أن حكومة الاحتلال في عهد نتنياهو أصدرت قرارًا بإخلاء البؤرة الاستيطانية، وهو ما وصل فعليًا للمستوطنين فيها، إلا أنه لم يطبق القرار مرحلًا ذلك للحكومة الجديدة لتكون عقبة أمامها.
وعن خطورة وجود البؤرة الاستيطانية "أفيتار" قال دغلس، "هذه البؤرة موجود في منطقة فاصلة بين ثلاث بلدات، وهي بيتا وقبلان وجزما، ووجودها يعني التوسع الاستيطاني في المنطقة ما سيؤدي إلى وجود مشكلة بالتواصل الجغرافي، وتقطيع أواصر المنطقة بالكامل".
وبين أن المستوطنين عملوا على استغلال الغطاء الأمريكي لهم في عهد ترامب وشرعنته للاستيطان من خلال زيارة وزير خارجيته لعدد من المستوطنات، بالإضافة إلى التمويل الكبير الذي تلقوه، جعلهم بالبدء الفعلي في تطبيق أحلامهم لتنمية الاستيطان، وربط المستوطنات المعزولة مع بعضها من خلال شق طرق جديدة.
وحذر دغلس من أن هذا التمادي الاستيطاني سيجر المنطقة إلى مواجهة حتمية مع المستوطنين الذين أصبحوا يشكلون تهديدًا واضحًا على كل مواطن فلسطيني.
وطالب دغلس بضرورة زيادة الإسناد والدعم المحلي، لأهالي نابلس في معركتهم لتفكيك البؤرة الاستيطانية، والعمل على الجدي على الأرض من قبل الفصائل الفلسطينية لطرد هذه البؤرة.
ودعا الحكومة الفلسطينية، بضرورة الالتفات لأراضي الضفة واستثمارها بمشاريع حيوية تمكن المواطنين الاستفادة منها وقطع الطريق أمام حركة المستوطنين ومحاولات سيطرتهم عليها.
وشدد دغلس على ضرورة أن يلزم المستوى الدولي الاحتلال بالقرارات الأممية المختلفة التي تعتبر الاستيطان غير شرعي، وعدم السماح لوقوع مجازر بحق المواطنين من قبل عصابات المستوطنين.
ومن المتوقع أن تنظر حكومة الاحتلال خلال الأسبوع الجاري في مصير البؤرة الاستيطانية المسماة “أفيتار” المقامة على جبل صبيح التابع لأراضي بلدة بيتا جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت القناة "12" العبرية، أن الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو كانت تعتزم إخلاء البؤرة، إلا أنها تعمّدت تأجيل هكذا خطوة لتبقى مسألة إخلائها فخًا قد يطيح بالحكومة الاحتلال الجديدة.
وقالت القناة إن تكاليف إخلاء البؤرة ستصل الى نحو 10 ملايين شيقل؛ بالنظر إلى عدد المباني وتأمين الحماية وغيرها.
أما على صعيد المستوطنين؛ فادّعى القائمون على البؤرة أنها قانونية ومقامة على أراضي غير مستصلحة منذ عشرات السنين، مطالبين بعدم إخلائها والسعي لتحويلها إلى مستوطنة.