جاءت نتائج التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف أقل مما كان متوقعا في الدورة الأولى من انتخابات المناطق والمقاطعات الفرنسية أمس الأحد، وفق أول التقديرات، في اقتراع يشكل اختبارا تمهيديا قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية.
وفي الانتخابات التي أجريت وسط نسبة امتناع عن التصويت عالية جدا لم يحقق حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" نتائج جيدة.
نتائج أدنى من المتوقع
ووفق التقديرات الأولية، جاءت نتائج الحزب اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان -التي خاضت في العام 2017 الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية- أدنى من التوقعات ومن الانتخابات المحلية التي أجريت في العام 2015 حين تصدر في 6 مناطق.
وتييري مارنييه هو المرشح الوحيد للتجمع القادر على تصدر الدورة الأولى في منطقة وحيدة هي بروفانس-ألب-كوت دازور (جنوب)، وفق تقديرات تفيد بوجود منافسة حامية بينه وبين رئيس المنطقة المنتهية ولايته اليميني رونو موزولييه.
وقال موزولييه المنتمي لحزب "الجمهوريين" اليميني "لقد خالفنا كل التوقعات" في المنطقة.
لكن التجمع الوطني حل ثانيا في مناطق عدة، إلا أنه لا يبدو قادرا على تحقيق الفوز الأحد المقبل.
وبصورة عامة، تصدّر المسؤولون المنتهية ولاياتهم، في توجه يعزز فرص حزب الجمهوريين والحزب الاشتراكي بمواجهة التجمع الوطني وحزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي لا يملك قاعدة محلية قوية.
وفي منطقة إيل دو فرانس (شمال) تقدم رئيس المنطقة المنتهية ولايته كزافييه برتران المرشح منذ الآن للانتخابات الرئاسية عام 2022 بفارق كبير على مرشح التجمع الوطني سيباستيان شونو، فيما كانت استطلاعات الرأي تتوقع منافسة شديدة بينهما.
اختبار "صعب" لماكرون
وفي حين أن التجمع الوطني بقيادة لوبان يحقق صعودا منذ نحو 40 عاما إلا أنه لم ينجح -رغم تحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات السابقة- في إيجاد معاقل انتخابية له، حيث إن النظام الانتخابي لا يصب في صالحه، وهو يواجه منذ عقود معارضة ورفضا من بقية الأحزاب التي تتكتل عامة ضده في الجولة الثانية من الانتخابات.
كما أن حزب "الجمهورية إلى الأمام" -الذي أنشئ حول ماكرون لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2017- لا يملك قواعد محلية، ولم يحقق نتائج جيدة، وأقر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال بأن "الأمر كان صعبا".
بدوره، اعتبر رئيس حزب الجمهوريين كريستيان جاكوب أن الاستحقاق هو بمثابة "فشل ذريع للحكومة".
وفشل أنصار البيئة أيضا في تسجيل نتائج جيدة بعدما حققوا أداء ممتازا في المدن الكبرى خلال الانتخابات البلدية عام 2020.
وشهدت الدورة الأولى من انتخابات المناطق والمقاطعات نسبة مقاطعة مرتفعة جدا تراوحت بين 66.5 و68.6% بحسب تقديرات معاهد استطلاعات الرأي، وهو مستوى وصفه وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة بأنه "مقلق جدا".
وأعربت لوبان عن خيبتها، لأن ناخبي الحزب لم يُقبلوا على الاقتراع، داعية إياهم إلى الإقبال بكثافة في الدورة الثانية الأحد المقبل.
واعتبرت أن "الناخبين بمقاطعتهم الكبيرة تركوا المجال مفتوحا أمام المنتخبين المنتهية ولايتهم للبقاء في مناصبهم".
وأعربت كل الشخصيات السياسية عن قلقها إزاء نسبة المقاطعة الكبيرة جدا للانتخابات التي نظمت في خضم جائحة كورونا.
وقد أرجئت الجولة الأولى من هذه الانتخابات أسبوعا، لأن التدابير الصحية كانت تحول دون إقامة تجمعات والتنقل بين المنازل، واكتفى المرشحون بالتجول في الأسواق لتوزيع منشورات وهم يضعون كمامات.