لم تعد غزة اليوم كما كانت في العقود الماضية، حين كان العمل الجهادي يقتصر على مجموعاتٍ صغيرةٍ مسلحةٍ تعمل في الخفاء وفي ظل ظروف أمنية معقدة لتنفيذ عملياتٍ نوعيةٍ ضد قوات الاحتلال الصهيوني، بل أضحت تلك البقعة المباركة واحة من واحات المقاومة بعد سيلٍ من الدماء التي خضبت رمالها، وبعد ان كسرت قواعد الاشتباك، ورسمتها من جديد.
المعادلات الجديدة التي رسمتها المقاومة جعلت من غزة أرضاً خصبة للمقاومة، وأرضاً محرمة على الإسرائيليين؛ ولم يعد غريباً أن ترى عشرات الآلاف من الفتية يسارعون إلى خيام التسجيل في البرامج التدريبية العسكرية المكثفة، التي تشرف عليها المقاومة.
ويقبل عشرات الآلاف من الفتية الفلسطينيين على التسجيل في تلك المخيمات كل عام، وتقام فعالياتها المكثفة طوال أسبوع في مواقع عسكرية تابعة للمقاومة؛ التي أضحت قبلة الفتية، والشباب، بل والشيوخ.
سرايا القدس افتتحت مؤخراً مخيمات (سيف القدس -اقترب الوعد) فيما افتتحت كتائب القسام مخيمات (طلائع التحرير)، بهدف اشعال جذوة الجهاد في جيل التحرير، وزرع القيم الإسلامية، وإعداد جيش النصر المرتقب.
وتهدف المخيمات العسكرية لسرايا القدس وكتائب القسام لتدريب الفتي على الرمي والمناورة والجلد والثبات، مهاراتٌ عسكريّةٌ وأمنيّة يتحصّن بها أبناء قطاع غزة في العطلة الصيفيّة، يرفعون بها معنويّاتهم ويتهيّئون لساعة مواجهةٍ قد تكون قريبة.
جيل يتجهز للمعركة
بدوره، قال المتحدث باسم مخيمات "سيف القدس-اقترب الوعد"، أحمد الراعي "إن تلك المخيمات التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، تهدف إلى ترسيخ حضور القضية الفلسطينية في عقول وقلوب وأذهان الفتية الفلسطينيين، وترسيخ انجازات معركة (سيف القدس) في عقولهم باعتبارها محطة مهمة في تاريخ الصراع".
وذكر الراعي في حديث لـ "شمس نيوز" أن تلك المخيمات تهدف أيضا لترسيخ حب وروح الجهاد والمقاومة عند أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة فئة الشباب، كما أرادت حركة الجهاد أن تؤكد للمشاركين، أن معركة "سيف القدس" كانت البداية لمعركة التحرير الكبرى.
وأشار إلى أن حركة الجهاد استهدفت فئة الفتية من عمر (14-17 عامًا) للمشاركة في مخيماتها الصيفية؛ كونهم المستهدفون من قبل العدو لتغييب وكي وعيهم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وخاصة أن الاحتلال يستهدف تلك الفئات العمرية من خلال الانفتاح على الثقافات الغربية.
وأفاد الراعي، بأن التسجيل للمخيمات الصيفية "سيف القدس-اقترب الوعد" بدأ منذ خمسة أيام في المساجد وعدد من نقاط التسجيل، لافتًا إلى أن الحركة قسّمت المشاركين لفئات عمرية، لتقديم أكبر استفادة من البرامج المقدمة للمشاركين.
ولفت إلى آلاف الفتية توافدوا للتسجيل في مخيمات "سيف القدس – اقترب الوعد"، مشيرًا إلى أن الحركة اتخذت قرارًا مباشرًا بتجهيز وتحضير تلك المخيمات للانطلاق بها السبت المقبل.
وبشأن رسالة تلك المخيمات، ذكر أنها تحمل رسائلا عدة، أبرزها أن حركة الجهاد تؤكد أن أيادي مقاوميها لا تزال على الزناد، ويعدون جيل التحرير لمعركة "التحرير الكبرى" لهذه الأرض المباركة، كما أنها توجه رسالة للأمتين العربية والإسلامية فحواها بأن الحركة تُبقي جذوة الصراع.
ووجه رسالة للاحتلال الإسرائيلي قائلا: "انتظر وراقب تلك المخيمات، فهي ستخرّج جيلًا سيحرر فلسطين منكم"، داعياً أولياء الأمور للإسراع في تسجيل أبنائهم في المخيمات التي من شأنها تعزيز الثقافة الدينية، وتربي الأجيال، وتزرع حب الجهاد المقاومة عندهم، وهي من تزرع عقول الأبناء حب التمسك بالأرض حتى التحرير".