قائمة الموقع

مسيرات الاعلام لفرض السيادة

2021-06-23T13:13:00+03:00
خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

احداث صاخبة رافقت مسيرة الاعلام الصهيونية التي نظمت في ساحة باب العمود بالقدس المحتلة, ولا زالت تداعيات هذه المسيرة متلاحقة, فرغم انها كانت مسيرة محدودة ورمزية ولم يشارك بها الا المئات من غلاة المستوطنين الصهاينة, ورغم ان مسارها تحول اكثر من مرة خوفا من ان تؤدي لاندلاع مواجهات بين اهلنا المقدسيين وقطعان المستوطنين الصهاينة, الا ان تداعياتها متلاحقة وآثارها مستمرة والاحتلال يبني عليها فباتت هذه المسيرة تمثل بالنسبة للإسرائيليين رمزاً جديداً وتفرض عليهم معادلات جديدة:

أولا: رمز للاستيلاء على الارض وفرض السيادة, لذلك طرح المستوطنون اقامة مسيرات اعلام في جل المستوطنات في الضفة الغربية, كرمز لسيادتهم عليها, وهذا امر خطير جدا إن لم تواجهه السلطة الفلسطينية الغارقة في قضايا فساد, وإن لم يواجهه اهلنا في الضفة المحتلة والذين عليهم ان يتخطوا كل العقبات والعوائق سواء تلك التي تفرضها السلطة, او ما يفرضه الاحتلال, وحماية ارضهم من سياسة القضم الاستيطاني وفرض الامر الواقع بتوسيع المستوطنات وزيادة وتيرة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين, خاصة ان نفتالي بينيت رئيس الحكومة الصهيونية يقول انه سيدعم الاستيطان بقوة خاصة في المناطق «ج» وهي المناطق التي تقع تحت السيادة الفلسطينية, لذلك فالمسؤولية مضاعفة على اهلنا في الضفة المحتلة للدفاع عن ارضهم ووقف المخططات الصهيونية, وهم بالتأكيد قادرون على ذلك ان فجروا انتفاضة شعبية عارمة في وجه الاحتلال,

ثانيا: تشديد القبضة الحديدية حول القدس, وقد تجلى ذلك في الايام القليلة الماضية, فحي الشيخ جراح وحي بطن الهوى في القدس يشهدان اشتباكات يومية بين سكان الحيين وقطعان المستوطنين الذين يحاولون طرد المقدسيين من منازلهم والاستيلاء عليها بالقوة, كما تمنع سلطات الاحتلال المواطنين المقدسيين من الوصول للأقصى والرباط فيه, وتعتدي على الشبان في ساحة باب العمود وتمنع تجمعات المقدسيين في القدس, كما تقوم قوات الاحتلال بحراسة المستوطنين المقتحمين للأقصى وحي الشيخ جراح وحي بطن الهوى وهم يعتدون على الفلسطينيين ويقتحمون منازلهم ويعتدون على الاهالي ويحطمون اثاث المنازل بفعل اجرامي مخطط ومتفق عليه مع عناصر الشرطة وحرس الحدود التي ترافقهم لتسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم .

ثالثا: فتح شهية بينت واغواؤه لطرح معادلة جديدة يحاول فرضها على الفلسطينيين بالقوة فرئيس الوزراء الصهيوني الجديد نفتالي بينت قال «لن نتسامح مع سياسة التنقيط من غزة، وصبرنا بدأ ينفذ», مضيفا أن حكم البالون مثل الصاروخ، وان البالون بصاروخ والصاروخ بقصف وهدم برج او مبني في غزة « وهو يعتقد ان هذا سيفت في عضد المقاومة, وسيؤدي الى اضعافها وتنازلها والتخلي عن شروطها للإفراج عن الاسرى في سجون الاحتلال, لكن الاجابة يبدو انها وصلته سريعا عن طريق قائد حماس في قطاع غزة المجاهد يحيى السنوار الذي قال في اعقاب لقائه المنسق الاممي الخاص لعملية السلام في منطقة غرب آسيا «تور وينسلاند» ان الاحتلال يحاول أن يبتزنا والأوضاع قد تتجه للهاوية، وانه دعا لعقد اجتماع مع الفصائل الفلسطينية لتحديد الخطوات القادمة. فهذا التصريح وحده كفيل بأن يبث الرعب في صفوف الاسرائيليين ويسقط نفتالي بينت وحكومته, ويعيد مشهد المواجهة العسكرية مع الاحتلال من جديد ما لم يتدخل الوسطاء لكبح جماح بينيت الذي يصر على المغامرة بمستقبله السياسي وهو لا زال يحبو لأنه لم يجرب المقاومة بعد وهو في موقع المسؤولية كرئيس للحكومة, ولعل ليبرمان الذي حمل نفس التوجه سابقا يصارحه بالحقيقة كي ينقذه من شر نفسه قبل فوات الاوان, والا فعليه ان يحجز مقعدا الى جوار باراك وأولمرت وليفني ونتنياهو.

رابعا: الاساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ورفع شعار والموت للعرب, فالإسرائيليون لا يستطيعون اخفاء عدائهم للرسول صلى الله عليه وسلم وللعرب, فأساءوا للرسول في شعاراتهم, كما هتفوا بالموت للعرب, ونحسب ان ذلك قد يعيد التفكير لدى البعض الذي يعتقد ان «اسرائيل» قد تكون حليفا للعرب يوما ما, وان تتوقف عن الاساءة لرسولنا الاكرم ونبينا الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم, لكن يبدو أن هناك من طبع الله على قلبه, ورأى في «اسرائيل» خير صديق له.

مسيرات الاعلام باتت تهدف لفرض السيادة واصباغ الارض بالصبغة الاستيطانية, فلا تسمحوا لمسيرات الاعلام في الضفة وعلى اهلنا هناك مواجهتها بقوة, والعمل على افشالها, وثقتنا بأهلنا في الضفة كبيرة وراسخة بأنهم قادرون على افشال مخططات الاحتلال لتنفيذ المخطط الاستيطاني في الضفة المحتلة كما وعد نفتالي بينت, ثورتنا على الابواب وجغرافيا الوطن ستتكامل وتتوحد لتحيل الارض براكين تحت اقدام الاحتلال.

اخبار ذات صلة