نظم التجمع الإعلامي الفلسطيني، اليوم الخميس، وقفة استنكارية احتجاجاً لحجب وزارة العدل الامريكية لموقع قناة فلسطين اليوم الفضائية، إلى جانب عدد من القنوات العربية والإسلامية.

وندد المشاركون بالوقفة بالخطوة الأمريكية الرامية للحد من حرية الرأي والتعبير، وإسكات صوت الحق والحقيقة، لاسيما أن فضائية فلسطين اليوم من القنوات التي أبلت بلاءً حسناً في فضح الجرائم الإسرائيلية، معتبرين ان الحجب الأمريكي يأتي في سياق الانحياز إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.

لن تنجح في اسكات رسالتنا

مدير مكتب قناة فلسطين اليوم في قطاع غزة د. عامر عامر اعتبر هذه الخطوة الأمريكية استمرارا للاعتداء على الصحافة وحرية التعبير، لكونها تتعارض مع المواثيق الدولية التي كفلت حرية الرأي والتعبير".

وأشار عامر في كلمته أن تلك الخطوة تعد امتدادا للعدوان الإسرائيلي على المؤسسات الاعلامية خلال معركة سيف القدس الشهر الماضي التي دمر خلالها جيش الاحتلال العديد من المكاتب الصحفية الفلسطينية والعربية والدولية وارتقى فيها الزميل الصحفي الشهيد يوسف ابو حسين.

وأضاف: "الخطوة تتماثل مع الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي ضد المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي والتي حظرت خلالها بالتعاون مع هذه المنصات التي تعمل من الولايات المتحدة عشرات الاف الحسابات الفلسطينية في محاولة لحجب الحقيقة واسكات صوت الشعب الفلسطيني المقاوم"

وذكر أن القرصنة الامريكية بحق موقع قناة فلسطين اليوم على شبكة الإنترنت يشكل انحداراً جديداً في مستويات الحريات الإعلامية التي تتغنى بها الولايات المتحدة برفع شعارات الحرية, والديمقراطية.

وشدد على أنّ "ما تريده الولايات المتحدة الا يعرض الاعلام الحر المقاوم رواية الشعب الفلسطيني، ويلتف حول نضاله المشروع ضد الاحتلال الاسرائيلي في وقت اخذت الرواية الفلسطينية للصراع مكانها الطبيعي في عواصم العالم وبين احراره الذين خرجوا في مسيرات حاشدة مؤيدة للشعب الفلسطيني وضد العدوان الإسرائيلي".

وأوضح أن الخطوة الأمريكية محكوم عليه بالفشل المسبق ولن تسكت رسالة قناة فلسطين التي ستتواصل بقوة اكبر، معتبراً الرسالة الإعلامية لقناة فلسطين اليوم رسالة الشعب الفلسطيني الذي يرفض الاحتلال ويناضل من اجل حريته واستقلاله.

وبين أن الحجب الأمريكي يمثل دليلاً جديداً على الانحياز الأمريكي وتبنيه للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحقوقه.

امتداد لمحاولات تغييب الحقيقة

من ناحيته، لفت مسؤول المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، إلى أن العدوان الأمريكي على موقع قناة فلسطين اليوم، يمثل امتداداً لمحاولات تغييب الحقيقة، سواء بقصف المقرات والطواقم الصحفية، أو بملاحقة الإعلام الفلسطيني سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، او اختراق وقرصنة المواقع الاخبارية.

وقال في كلمته "الإدارة الأمريكية تثبت مجددًا أنها لم تكن يومًا من الأيام نزيهة، أو وسيطًا بالمطلق في الصراع العربي الاسرائيلي، وانما كانت على الدوام تصطف إلى جانب رواية الاحتلال وتنحاز للاحتلال وادعاءاته، وباطله".

وأكد معروف أن جميع المحاولات لن تفلح في إسكات الإعلام الفلسطيني عن مواصلة حمل الرسالة العادلة والقضية المشروعة إلى العالم، مشيرًا إلى أن الإعلاميين الفلسطينيين رفعوا شعار "بالدم نكتب لفلسطين"، في رسالة أنهم سيوصلون الرواية الفلسطينية بكل الأثمان ومهما بلغ ذلك من أثمان.

وتابع "هذا الشعار يؤكد أن الرسالة الفلسطينية باقية، والإعلام الفلسطيني باق ويرتقي في كل مرحلة عن سابقتها، وسيستمر كذلك وصولًا لليوم الذي يدفع فيه الاحتلال ومن يقف معه ثمن هذه الجرائم بحق الاعلام الفلسطيني".

ودعا معروف المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في ملاحقة هذا القرار الأمريكي، الذي يعد ضربًا للقوانين والمواثيق الدولية الحامية لحرية التعبير والصحافة، من إدارة تدعي أنها واحة الديمقراطية في العالم.

واشار إلى أن السلوك الأمريكي بالشأن الفلسطيني، وملاحقة إعلامه، دليل واضح على النظرة التي تحملها تجاه الحرية، والتي يجب ألا تخالف الرواية والسياسة الأمريكية.

وختم معروف حديثه، "لن تكون هذه الوقفة الأخيرة لرفض هذا القرار أو غيره من القرارات والتي تستهدف الاعلام الفلسطيني، وهذه خطوة في مسيرة كبيرة من الاعلام الفلسطيني الرافض للمس بحرية الرأي والتعبير".

لا فرق بينها وبين من دمر المكاتب الصحفية

نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، ذكر أن هذا الاستهداف لفضائية فلسطين اليوم لم يكن الأول من نوعه للقناة، لافتًا إلى أن الاحتلال الاسرائيلي كان في وقت ماضي قد أغلق مكتبها في الضفة، ولاحق طواقمها.

وقال الأسطل "رسالة اليوم بوحدة الصحفيين الفلسطينيين بمختلف كتلهم وتجمعاتهم، وأسنادهم لقناة فلسطين اليوم، تؤكد تمسكه والتفافه حول وحدة قضيته، وتصديه للاحتلال والطغيان بكل أشكاله وصوره وجرائمه".

وشدد على أن هذا القرار لا يختلف عن القرار بتدمير وقصف 33 مقرًا صحفيًا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بطائرات f35 الأمريكية.

وأضاف "لا نريد أن تخرج لنا الإدارة الأمريكية بتقريرها الشهري عن الحريات حول العالم"، مشيرًا إلى أن مصداقيتها أصبحت في جيب الاحتلال ولن تستطيع أن تقول كلمة واحدة عن الحريات والديمقراطية.

وتابع "اليوم نحن من سيسأل أمريكا عن الديمقراطية والحريات الاعلامية وحقوق الانسان، ولن نسمح لهم بالحديث عن هذا الشأن".

وبين أن النقابة وجهت رسالة للاتحاد الدولي للصحفيين وطالبته بالتدخل بهذا الاعتداء الصارخ على الإعلام الفلسطيني، وحجب موقع قناة فلسطين اليوم، داعيًا كل المؤسسات الحقوقية والمختصة وان تقول كلمة الحقيقة.

خطوة في مسلسل من الانتهاكات

بدوره، اعتبر رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني علاء سلامة، الخطوة الأمريكية بحجب موقع قناة فلسطين اليوم، حلقة في مسلسل طويل من الانتهاكات لكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنصّ على احترام الحريات الإعلامية، واحترام حرية الرأي والتعبير.

وشدد سلامة على أن الخطوة الأمريكية التعسّفية وغير القانونية، تعكس الوجه الحقيقي لواشنطن، وادّعاءاتها الكاذبة وخديعتها للعالم أجمع بأنها واحة للحريات والديمقراطية، موضحًا أن هذه الخطوة تعكس مدى الرضوخ والارتهان الأمريكي لسياسات الاحتلال، الرامية لتذويب القضية الفلسطينية، وحقوق شعبنا الفلسطيني العادلة.

وعبّر رئيس التجمع الإعلامي عن ثقته العالية، بأن قناة فلسطين اليوم، وغيرها من الوسائل الإعلامية المنحازة للحق الفلسطيني، لا سيما تلك التي تتخذ من المقاومة نَهجًا وعَنوانًا، ستبقى متمسكة بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية، بالدفاع عن مظلومية قضيتنا الفلسطينية وحقوق شعبنا، وقضايا الأمة العربية والإسلامية.