غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

السلطة امام خيارها الامثل.. القتل "بالعتلة"

خالد صادق.jpg
قلم/ خالد صادق

"العتلة" هي كتلة حديدية ثقيلة وسميكة نستخدمها في قطاع غزة, لتفتيت الاحجار الثقيلة وكتل الباطون الضخمة التي خلفها القصف الصهيوني على قطاع غزة, لكنها بالنسبة للسلطة الفلسطينية لها وظيفة اخرى فهي سلاح جديد بيد اجهزة امنها لقتل الفلسطينيين المعارضين لسياسة الزعيم الملهم ذو الرأي الرشيد محمود عباس.. رحم الله نزار بنات كان ضحية هذه العتلة التي هوت على رأسه بحقد وغل دفين ليرحل عن عالمنا دون ذنب اقترفه سوى انه رجل وطني, فضمن ثقافة قتل المعارضين لسياسة الحكام والتي ظهرت بفجاجة على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عندما استهدف الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي, ولكن اداة القتل كانت المنشار, وبنفس المنطق والنهج ولكن باختلاف الاداة اجمع القوم على ضرورة قتل الشهيد المغدور نزار بنات, ولكنهم اختلفوا في وسيلة القتل, ايهم تكون اكثر ضراوة وترعب كل المعارضين, فأشار عليهم سيد القوم بالقتل "بالعتلة", على اعتبار انه قتل فريد وبوسيلة لا تستخدم كثيرا بشكل رسمي, وكان النزول عند رؤية سيادته, فاقتحموا المنزل الذي يحتمي فيه نزار الساعة الثالثة والنصف فجرا, بعد ان نسقوا عملية الدخول للمنطقة مع اقرانهم الصهاينة, لان المنزل الذي يحتمي فيه نزار كان في منطقة تقع تحت سيطرة الاحتلال, فاستخدمت السلطة حق التنسيق الامني المقدس لتنسق مع الاحتلال المجرم عملية الاغتيال, وقبل ان يفتح نزار عينيه, كانت العتلة تهوي على رأسه, ثماني دقائق من الضرب الذي لا يتوقف, والرجل لم ينبث ببنت شفه بعد, فقط يصرخ ويتألم من شدة الضرب, فهناك 27 نشمي من نشامى اجهزة امن السلطة يقومون بالضرب والحماية خوفا من غضب الجيران, وتراشقت دماء نزار في كل مكان, دون ان يجد من يرحم ضعفه واستسلامه امام العتلة التي تهوي على رأسه بلا شفقة او رحمة, حتى فارق الحياة دون ان يرمش لهم جفن او يحن لهم قلب, كيف لا وهم من انتزع دايتون قلوبهم وغرس بدلا منها حجارة, كيف لا وهم من تجردوا من كل معاني الوطنية والانتماء للشعب الفلسطيني وقبلوا ان يكونوا جنودا اذلاء خاضعين خانغين لماجد فرج وحسين الشيخ وزياد هب الريح وغيرهم من الطغاة المتجبرين الذين نذروا انفسهم للدفاع عن "اسرائيل" وحمايتها.

من يقبل ان يعيش تحت بساطير الاحتلال.. ويعتبر التنسيق الامني مقدس .. ويدين المقاومة بكل اشكالها.. ويعتبر مسار التسوية الهزلي هو طريق الخلاص من الاحتلال وتحقيق اهداف شعبنا الفلسطيني .. هو الذي يخاف من شعبه ويلجأ للاعتقال والقتل والردع لكي يرعب الشعب ويبث الخوف بين الناس.. فهو يعتقد ان فرض ارادته بالقوة تتطلب المزيد من القهر والمزيد من القوة والجبروت.. وربما لا يفكر كثيرا في عواقب ما يفعل, لان الغشاوة قد اعمت بصيرته, وتملكه الغرور والاستكبار, وظن ان لن يقدر عليه احد, واليوم تعالت الاصوات بشدة تطالب بتنحي الرئيس السلطة, وحكومة محمد اشتية, ورؤساء الاجهزة الامنية وعلى رأسهم ماجد فرج وزياد هب الريح, ومن قبلهم رائد التنسيق الامني ومروجه حسين الشيخ, واصبح رجل السلطة يتوارى من اعين الناس خجلا من ممارسات الحكومة والاجهزة الامنية ومن سياسة الرئيس محمود عباس التي تتناقض مع ادنى معاني الوطنية, فهذا الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي يصرح ان الحزب سيعقد اجتماعاً اليوم الأحد لحسم الانسحاب من الحكومة الفلسطينية في اعقاب اغتيال الناشط السياسي نزار بنات وطالب الصالحي باستقالة الحكومة التي لا تحترم الحريات وبالتالي لا يجب الاستمرار بتواجد الحزب في هذه الحكومة التي لا تحترم الحريات ولا تحميها حسب تصريحاته, وهذا الموقف يمكن قياسه على العديد من الشخصيات والاحزاب الموالية لرئيس السلطة, حتى ابناء فتح بات يمثل عباس واشتية وفرج والشيخ وهب الريح عبئا كبيرا عليهم, ولم يعودوا يطيقون تصرفاتهم اللا مسؤولة والتي تحرج فتح امام الفلسطينيين.

 

رغم حجم الجرم الذي ارتكبته السلطة واجهزتها الامنية وبشاعة الفعل وشناعته, الا ان هناك من ينكر على الفصائل الفلسطينية انتقادها لأجهزة الامن الفلسطينية وللسلطة بعد ارتكاب جريمة القتل البشعة بحق الشهيد المغدور نزار بنات, وان هذا النقد يزيد من الفرقة ويفتت المجتمع الفلسطيني ويضعف من تماسكه, وانه مطلوب من الفصائل الاسلامية والوطنية الفلسطينية ان تصمت من اجل خاطر الوحدة, وعليها ان تغض الطرف عن الجريمة علشان خاطر الوحدة, وعليها ان تنسى ما حدث من جرم بحق مواطن بريء حفاظا على الوحدة, وكأن الوحدة لا تتجسد الا بقتل الابرياء, وكأن دماء الفلسطينيين ارخص من خطابات دعاة الوحدة, وكأن السلطة حريصة على الوحدة كثيرا, كم مرة جلسنا لأجل الوحدة, وكم مرة تاجرت السلطة بالوحدة وانحازت للتسوية والتنسيق الامني, لأنها لا تريد وحدة انما تريد استسلام من الفصائل الفلسطينية, فيا دعاة الوحدة ارونا شيئا من تباشيرها وارفعوا عقوباتكم عن غزة, ودعوا عجلة الاعمار تنطلق, وتخلصوا من قيود اوسلو ان كنتم صادقين, وانحازوا لخيارات شعبكم المقهور. ربما تزيد جريمة اغتيال نزار بنات من غريزة القتل لديكم, بعد ان اخترتم طريقكم واختار الشعب طريقه, وهما طريقان لا يلتقيان, لكن الوطن ينتمي الى الشعب وليس الى الطغاة, وانتم اخترتم سبيلكم الذي اوصلكم في النهاية لخياركم المثل وهو.. "القتل بالعتلة".

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".