غالبا ما يسبب الطفل الذي يسرق شعورا بالانزعاج والقلق لدى والديه، في المقابل، من المهم أن تتذكري أنه طفل، لذلك ليس من الجيد التسرع في التوصل إلى الاستنتاجات.
ومن المهم للغاية أن يرشد الوالدان طفلهما في حال كان يسرق حتى يفهم السبب وراء عدم تقبّل أفعاله.
وفي بعض الحالات، من الضروري التعمق والتحقيق في الأسباب التي أدت إلى هذا السلوك.
فعادة يسرق الطفل لأن شيئا ما يجذبه، حسبما قال الكاتب سرخيو دي ديوس غونزاليز، في تقرير نشرته مجلة "لا منتي إس مارافيوسا" (la mente es maravillosa) الإسبانية.
السرقة لدى الأطفال
أوردت المجلة أن السنّ يعدّ عاملا مهما في هذه المرحلة، فقبل سن السادسة، تساور الأطفال الكثير من الشكوك حول مفهوم الملكية، خاصة فيما يتعلق بممتلكات الآخرين، نظرا لأنه خلال ذلك السن يكون الطفل شديد التمركز حول الذات، وهو أمر طبيعي أمام العالم فيما يتعلق بلحظة التطور التي يمرّون بها.
لذلك، لا يأخذ الطفل بعين الاعتبار سوى رغباته واحتياجاته. في هذه الحالة، لا ينبغي معاقبة الطفل الذي يسرق قبل سن السادسة لأنه لن يفهم أن سلوكه يعدّ سلبيّا، وكل ما يمكننا فعله هو توضيح سبب ضرورة تجنب ذلك الفعل.
التعامل مع الموقف بهدوء
وأوضحت المجلة أنه عادة يكون لدى الطفل الذي يزيد عمره عن 6 سنوات مفهوم أقل بدائية للملكية الخاصة. ففي حال قام بذلك، ينبغي أن يتلقى نوعا من العقوبة، بالإضافة إلى ذلك، من المهم وضع حدود واضحة ينبغي عليه ألا يتجاوزها.
ومن الخطوات التي يمكن اتباعها للتعامل مع هذا التصرف معاقبة الطفل، فهذا السلوك يولد تأثيرات يجب على الطفل مواجهتها، ولا يكفي أن تشيري فقط إلى الخطأ الذي قام به.
لماذا يسرق الطفل؟
في معظم الحالات، يستسلم الطفل الذي يسرق للإغراء. مع ذلك، هناك بعض العوامل التي تحفّز هذا الموقف، فعلى سبيل المثال، إذا أخذ الطفل شيئا لا يخصه ولم يصحح الوالدان سلوكه، فإنه سيواصل على هذا المنوال
علاوة على ذلك، يجب ألا ننسى أن الأطفال يميلون إلى تقليد سلوك البالغين، ففي حال لاحظ الطفل أننا "نسرق" بأخذ غرض ما من مقر العمل إلى المنزل، فمن المحتمل أن ينتهي به الأمر وهو يقلدنا.
في بعض الأحيان، لا يملك الوالدان ما يكفي من المال لإشباع كل ما يريده الطفل، لذلك، قد يعمد الطفل إلى السرقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يرى الأطفال أقرانهم يسرقون، وبالتالي، يقلدونهم ويتصرفون مثلهم ليشعروا بالاندماج.
السرقة والشعور بالنقص
هناك حالات تكون السرقة فيها نتيجة جوانب نفسية أكثر تعقيدا، وفي هذا الصدد، هناك تفسير مثير للاهتمام قدمه طبيب الأطفال الإنجليزي دونالد وينيكوت، الذي يربط مباشرة بين السلوكيات المعادية للمجتمع (ومنها السرقة) والحرمان العاطفي أثناء الطفولة.
من جانبه، قال الخبير لوستغارتن دي كانتيروس إنه في هذه الحالات، يعدّ السلوك المعادي للمجتمع بمثابة "دعوة يجب أن يسجلها الآخر، وهو يهدف إلى البحث عن الرعاية الأسرية التي يشعر أنه فقدها". وبناء على ذلك، قبل فرض عقوبات أو قيود على الطفل الذي يسرق، من المهم كذلك أن تسألي نفسك ما إذا كان الطفل يتلقى ما يحتاج إليه من اهتمام ومود.