في غرفة ضيقة داخل أزقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، استطاع أحمد أبو حصيرة (37 عاماً) أن يؤسس مكانًا خاصًا لتدريب الأطفال على رياضة الجمباز، بعد أن أصبح مهيأ علمياً.
أبو حصيرة كان يحلم منذ صغره بممارسة تلك الرياضة، لكن الأوضاع القاسية التي عاشها في طفولته كانت تحول بينه وبين أحلامه، فتمسك بطموحه، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية في قسم التربية الرياضية، كرّس حياته لتحقيق حُلم العديد من أطفال مخيمات قطاع غزة.
يضم هذا المكان المتواضع عشرات الأطفال، الذين يمارسون رياضة الجمباز بأنواعها المختلفة، سواء الباركور أو البريك دانس، وغيرها من الرياضات المفيدة للجسم.
يعمل أبو حصيرة في مهنة التدريب منذ 12 عامًا، وذكر أن بدايته في تدريب الأطفال على رياضة الجمباز كانت على شاطئ بحر غزة، بالرغم من خطورة المكان كونه غير مهيأ مهنياً ومادياً لممارسة الرياضة.
فالرياضة تحتاج إلى معدات خاصة، أهمها فراش أرضي طبي يمنع الإصابات، ومكان واسع لعدم الاحتكاك أثناء اللعب، إلا أن النادي الذي افتتحه أبو حصيرة يُعد صغيرًا نسبياً، مقارنة بالنوادي الأخرى.
وأشار أبو حصيرة إلى أن التحديات التي تواجه النادي كثيرة، أهمها قلة الإمكانيات المادية، وصغر المكان الذي تأسس النادي به للتدريب على الجمباز، بالرغم من أن هذه الرياضة تحتاج إلى مكان واسع.
ويرى أبو حصيرة أن الأطفال بحاجة إلى الانضمام بشكل مستمر إلى هذه الرياضة، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، نظراً لفائدتها الكبيرة في التفريغ النفسي، وبالرغم من ذلك فإن عدد المشتركين في النادي انخفض بشكل ملحوظ.
يقول أبو حصيرة "إن رسوم الاشتراك في نادي تدريب الجمباز رمزية، تساعد بشكل بسيط في دفع أجار المكان الذي يضم هذا النادي، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة".
ويضيف "في محاولة لتحفيز الأطفال على الاستمرار في ممارسة الجمباز، يتم إعفاء المتميزين من رسوم الاشتراك الشهري".
ومن محاولات أبو حصيرة أيضاً في زيادة تحفيز الأطفال على هذه الرياضة، ذكر أنه استعان في بعض مواقع التواصل الاجتماعي الذي يتابعه الأطفال بكثرة، مثل "التيك توك" وبدأ بنشر فيديوهات لهم أثناء التمارين، ليزيد عدد المشتركين في النادي.
وأوضح أبو حصيرة صعوبة البداية في تدريب الجمباز، إذ كان أغلب الأهالي ينظرون إلى هذه الرياضة كنوع من أنواع المخاطرة، وأنها قد تسبب الشلل، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل تدريجي زادت ثقافة المجتمع في تلك الرياضة وفائدتها.
ويضيف أبو حصيرة، أن من أهم فوائد الجمباز للجسم، المرونة وتقوية العظام، وزيادة الادراك المعرفي والذهني، والوقاية من الأمراض النفسية.
ويطمح أبو حصيرة إلى أن يصل المتدربين في النادي إلى الألعاب الأولمبية، وذلك بالسعي المستمر وعدم الاستسلام لواقع قطاع غزة المحاصر.
بكر زعرب (12 عام) أحد المشتركين في النادي يقول إنه التحق بهذا النادي منذ سن الخامسة، ما ساعده بشكل كبير في تطوير ذاته برياضة الجمباز.
ويؤكد زعرب أن ممارسة الجمباز بأنواعه المتعددة، ساعده بشكل كبير على التفريغ النفسي بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
ويطمح للفوز في بطولات الجمباز الدولية والوصول إلى للعالمية من خلال الاستمرار في التطوير والتجديد.
المصدر: APA