غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بعد فشل أوبك بلس في الوصول لاتفاق.. إلى أين تتجه أسعار النفط؟

أسعار النفط
شمس نيوز -وكالات

ألغى وزراء مجموعة أوبك بلس، الاثنين، محادثات تتعلق بزيادة الإنتاج، على وقع خلاف بين السعودية والإمارات، فإلى أين تتجه أسعار النفط بناء على ذلك؟

وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك في بيان اليوم إن الاجتماع ألغي دون الاتفاق على موعد للاجتماع القادم.

ونقلت رويترز عن مصادر أن فشل المحادثات يعني أن زيادة متوقعة في الإنتاج من أغسطس/آب لن تحدث، وهو ما ساعد في صعود خام برنت القياسي ليغلق مرتفعا 1.2% عند 77.10 دولارا للبرميل.

وقالت مصادر إن الإمارات توافقت مع السعودية يوم الجمعة وباقي أعضاء أوبك بلس على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا اعتبارا من أغسطس/آب إلى ديسمبر/كانون الأول 2021، لكنها رفضت تمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية عام 2022 بدلا من نهاية أبريل/نيسان 2022.

واستاءت أبو ظبي بشأن خط الأساس، وهو المرجعية التي تحسب على أساسها تخفيضات الإنتاج وتريد رفعه. وتقول الإمارات، التي استثمرت مليارات الدولارات لزيادة طاقتها الإنتاجية، إنه جرى تحديد خط الأساس لإنتاجها عند مستوى منخفض جدا في الاتفاق الأصلي لخفض الإمدادات.

فوق 70 دولارا

وتوقع الخبير النفطي الكويتي أحمد بدر الكوح أن تظل أسعار النفط فوق 70 دولارا خلال الفترة القليلة المقبلة، مع احتمالات لمزيد من الارتفاع في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين دول مجموعة أوبك بلس.

وقال الكوح -في تصريحات للجزيرة نت- إن أسعار الخام بحدود 70 دولارا تظل مرضية لمنتجي النفط من داخل المجموعة وخارجها، لكنها بالمقابل تعتبر عالية ومكلفة للدول المستهلكة.

ورأى أن من شأن الاتفاق على ضخ 400 ألف برميل إضافية من جانب أعضاء مجموعة أوبك بلس أن يهدئ الأسواق ويبعث رسائل طمأنة للمستهلكين.

وتوقع الكوح أن تكون هناك محاولات من جانب الإمارات في مسعى لتعزيز أرقامها وحصتها من الإنتاج في توافق مع قرارات أوبك بلس.

وقال إنه في حال طالت المدة قبل انعقاد اجتماع آخر لأوبك بلس فإننا قد نشهد لقاءات خلف الكواليس لتوزيع الحصص بين الدول بطريقة ترضي جميع الأطراف.

وأشار الكوح إلى أن أكبر المؤثرين في سوق النفط هما السعودية وروسيا، مؤكدا أن السعودية باستطاعتها إغراق السوق بمزيد من الخام بشكل سهل ومن ثم دفع الأسعار إلى أقل من 50 دولارا.

وأوضح أن كل أعضاء مجموعة أوبك بلس مُضحون، وأن أي استثناء يمكن أن تحصل عليه الإمارات سيفتح الباب أمام مزيد من المطالبات بالاستثناءات من جانب الأعضاء الآخرين.

سيناريوهات

وفي وقت لم يستبعد الكوح إمكانية استثناء الإمارات بالسماح لها بضح كمية ضئيلة في حدود 100 ألف برميل، فإنه أوضح أن حجم تأثير الإمارات على الإنتاج يبقى محدودا جدا قياسا للتأثير العميق لكل من السعودية وروسيا.

وقال الكوح إننا ربما سنكون أمام سيناريوهين اثنين، إما التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف مع استثناء الإمارات بنسبة قليلة جدا أقل مما تطلبه، أو أن تخرج أبو ظبي من هذا الالتزام (التزام أوبك بتقليل النسب) وتمضي باقي الدول في قراراتها.

واستبعد الكوح حدوث السيناريو الثاني، معبرا عن أمله بألا "نشهد أي صراع إماراتي سعودي نفطي لأن ذلك سيضر بقوة دول الخليج النفطية ووحدة مواقفها".

واجتماع أوبك بلس كان مقررا أن يختتم الخميس الماضي، وخصص لتحديد حصص الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب، لكن الإمارات رفضت الأحد خطة يتم التفاوض في شأنها معتبرة أنها "غير عادلة"، في تصعيد للخلاف قد يؤدي إلى عرقلة تعافي سوق الخام بعد جائحة كوفيد-19.

وتنص الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من أغسطس/آب وحتى ديسمبر/كانون الأول، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم.

ويتماشى ذلك مع الإستراتيجية العامة التي تتبعها أوبك بلس منذ مايو/أيار، والقاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا بعد خفضه بشكل حاد مع التراجع الهائل في الطلب عند بدء انتشار فيروس كورونا.

وحققت هذه الإستراتيجية إلى حدّ ما نجاحا، إذ انتعشت أسعار النفط لتبلغ حوالي 75 دولارا لبرميل الخامين المرجعيين برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط بزيادة 50% منذ مطلع العام، وهو مستوى مماثل لما كانت عليه الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وإن كانت الدول بدت موافقة على هذا الاقتراح، فإن مسألة التمديد هي التي أثارت خلافا.

تحديات كبيرة

وصرّح المحلل في مركز "وود ماكنزي" آلان غيلدر لوكالة الصحافة الفرنسية بأن "توقيت هذه الأزمة ليس مفاجئا"، معتبرا أن "أوبك تعمل بشكل أفضل عندما تواجه تحديات كبيرة" وتدهورا للأسعار.

وحاليا يتخطّى سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط 76 دولارا للبرميل، في زيادة تخطّت نسبتها 50% مقارنة بمطلع العام.

واعتبرت لويز ديكسون المحللة في مركز رايشتاد أن "الإرجاء والوقت الذي تطلّبه الإعلان عنه يظهران أن المفاوضات جارية على هامش الاجتماع".

وحذّر غيلدر من أن المحادثات حول تمديد الاتفاق إلى ما بعد أبريل/نيسان 2022، وهو البند الذي أثار حفيظة أبو ظبي، "قد تكون طويلة وشاقة".

من جهته، اعتبر صامويل بورمان المحلل في مركز كابيتال إيكونوميكس أن شبح "انهيار الاتفاق برمّته" بات يخيّم على الأجواء بعد إرجاء هو الثالث منذ الخميس.

وكان قد تعهد تحالف أوبك بلس في أبريل/نيسان 2020 عندما تراجعت أسعار الخام بحدّة على وقع الموجة الأولى من الوباء، بسحب 9,7 ملايين برميل في اليوم من السوق على أن تعاود ضخّها تدريجيا خلال الفترة الممتدة حتى نهاية أبريل/نيسان 2022.

غير أن هذه المهلة تبدو الآن قصيرة جدا في ضوء الوتيرة الحالية لزيادة الإنتاج، حيث إن دول التحالف لا تزال تقتطع 5,8 ملايين برميل في اليوم من إنتاجها.

وهذا ما دفع إلى طرح تمديد الاتفاق المطبق حاليا حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، وهو خيار يصطدم بمعارضة أبوظبي.

وبينما تؤيّد السعودية وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، ترغب الإمارات في مناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان.

وتصر الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 600 ألف برميل يوميًا إلى 3,8 ملايين برميل، باعتبار أن النسبة الحالية المحددة في أكتوبر/تشرين الأول 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.

معادلة صعبة

هذا الخلاف هو الذي أفشل الجولة الأولى من الاجتماعات الخميس الماضي، ثم اجتماع الجمعة بين أعضاء مجموعة تشهد عادة خلافات بين السعودية وروسيا.

ورأت حليمة كروفت المحللة لدى شركة "آر بي سي" في مذكرة أن "احتمال غياب اتفاق، بل حتى خروج الإمارات من أوبك، ازداد بشكل كبير"، إذ يبدو من الصعب على التحالف أن يقبل بطلب الإمارات من غير أن يفتح الباب للفوضى.

وبحسب المحلل لدى "سيب" بيارن شيلدروب فإن "السوق متخوفة حاليا من عدة سيناريوهات".

وقال إن السيناريو الأول يتمثل "بعدم التوصل إلى اتفاق جديد إطلاقا مع عدم وجود زيادة في الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب وارتفاع الأسعار بشكل كبير نتيجة ذلك". وأما الثاني فهو انهيار التعاون تماما ضمن المجموعة "مما يؤدي إلى تحرير الإنتاج بالكامل وانهيار أسعار النفط".

 

وكانت أسعار عقود الخام المرجعية الأساسية مستقرة في الأسواق الأوروبية صباح الاثنين.

وتواجه أوبك بلس معادلة صعبة، بين انتعاش فعلي إنما هشّ للطلب، وعودة الصادرات الإيرانية المرتقبة، والأسعار المرتفعة الحالية التي تثير استياء بعض كبار المستهلكين مثل الهند.

غير أن التحالف معتاد على الخلافات وتمكن في مطلع العام الماضي من تجاوز خلاف كبير بين موسكو والرياض أثار حرب أسعار قصيرة وإنما شديدة.