بقلم/ خالد صادق
تحاول الانظمة الخليجية بوسائل اعلامها الرسمية والمجندة, أن تضع فصائل المقاومة الفلسطينية في حالة دفاع عن النفس وكأنها متهمة, الاعلامي في قناة العربية الذي كان يحاور مسؤول حركة حماس في الخارج القائد خالد مشعل لم يتحل بأبسط قواعد المهنية في حواره مع مشعل, وكأنك كنت تستمع الى رجل مخابرات من الدرجة الاولى, او شخص يريد ان يقدم لائحة اتهام ضد المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس, هذا الاعلامي المحاور لم يراعِ قبول خالد مشعل لإجراء هذه المقابلة رغم كل ما يثار عن قناة العربية, وعدائها الدائم للفصائل الفلسطينية وتجريمها للمقاومة وتبريرها لجرائم الاحتلال الصهيوني وتبني روايته الزائفة بالكامل, والتكتم على الخبر والصورة التي تدين الاحتلال, بل انها استغلت وجود القائد خالد مشعل للهجوم على حماس والمقاومة الفلسطينية, ووسيلة الهجوم دائما هي علاقة الفصائل الفلسطينية المقاومة بالجمهورية الاسلامية الايرانية, التي دفعت وتدفع وستدفع اثماناً باهظة بسبب علاقتها بالفلسطينيين ودعمها للمقاومة وتمسكها بالثوابت الفلسطينية وايمانها المطلق ان فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والاسلامية, وتخصيص يوم عالمي «يوم القدس» للتذكير العالم بفلسطين وتقديم الدعم اللازم لها وابقائها حاضرة في الوجدان العربي والاسلامي لأنها تمثل حاضر ومستقبل الامة وهي عنوان لنهضتها وسيادتها وقوتها, محور المقاومة في المنطقة لم يقدم نموذجاً استسلامياً للاحتلال الصهيوني كما قدمت السعودية ما تسمى «بالمبادرة العربية» التي مثلت تراجعا عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني حتى تلك التي أقرتها القوانين الدولية.
في قناة العربية لم يبن لقاءه على نتائج معركة سيف القدس, ولا على انعكاسها على الشارع العربي والاسلامي, ولا على زرع الامل في امكانية الانتصار على هذا الكيان المجرم, بل كان الهدف الاساسي توجيه اللوم لحماس على شكرها للجمهورية الاسلامية الايرانية على ما قدمته من دعم مالي وعسكري وتقني للمقاومة الفلسطينية وكأن دعم المقاومة جريمة, والاصل لدى هذا الاعلامي «المهزوم» ان ما تفعله السعودية من رفع الغطاء عن الفلسطينيين وملاحقة قادة حركة حماس في السعودية واعتقال اكثر من 60 فلسطينيا من بينهم ممثل حماس في المملكة محمد الخضري الذي يتجاوز الثمانين عاما, هو الفعل الوطني الذي يجب ان تشكر حماس المملكة عليه, وان لقاءات «نيوم» السرية والعلنية مع قادة الكيان الصهيوني هي فعل وطني عظيم, وان تبني «صفقة القرن» والعمل على تسويقها والترويج لها هو الفعل الاصوب والاقدر على خدمة القضية الفلسطينية والتمسك بالثوابت وانتزاع الحقوق من بين أنياب الاحتلال, لقد أشعرونا ان تكريم ممثل حركة حماس في اليمن للحوثيين وتقديم درع من ممثل حماس للسيد عبد الكريم الحوثي هو جريمة, رغم ان الحوثيين ساوموا المملكة العربية السعودية على الافراج عن المعتقلين السياسيين الفلسطينيين لديهم مقابل الافراج عن رهائن سعوديين لدى الحوثي, ورغم ان الحوثيين قدموا كل اشكال الدعم الممكن للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال, ورغم ان الحوثيين خرجوا بمظاهرات مليونيه لنصرة القضية الفلسطينية والتضامن معها, لكن اعلامي العربية «المهزوم» يرى بعين اسياده ويمارس الاعلام الموجه والمغرض بأبشع صوره.
كان من الواضح اللعب على الوتر الطائفي, وقد ظن هذا الاعلامي «المهزوم» ان هذا سيكون محرجا للمقاومة, وسيجعلها في حالة دفاع عن النفس, لكن فصائل المقاومة الفلسطينية قالت بوضوح اننا نقترب من أي دولة بقدر قربها من فلسطين, ونتلاقى معها عندما تتلاقى مع فلسطين, وننسجم مع مواقفها اذا انسجمت هذه المواقف مع ما يخدم القضية الفلسطينية, والعالم كله يتخلى اليوم عن واجبه تجاه القضية الفلسطينية ويتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني, وتحكمه شريعة الغاب, والمقاومة بحثت عمن يلتقي مع فلسطين وقضيتها, بغض النظر عن أي شيء اخر, لان القرار الفلسطيني دائما هو قرار مستقل, وغير مرتبط باي جهات خارجية, وتحكمه مصلحة شعبنا الفلسطيني, وبما ان العالم كله تخلى عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني, فان من يقف الى جانب الحقوق الفلسطينية يدفع ثمنا باهظا ازاء سياسته هذه, ويحاصر ويعاقب ويتعرض للهجمات فهل نقدر له وقفته هذه, ام نتنكر لكل ما يفعل من اجل ارضاء اولئك المهزومين المنكسرين العبيد الذين لا يؤمنون بقوة شعوبهم وقدرتها على تحقيق الانتصار, وليتهم يعيشون في قمقم خوفهم, لكنهم يريدون ان يسحبوا الثوار والاحرار الى داخل هذا القمقم ويدفعونهم للاستسلام, لكن هيهات, فمن ذاق حلاوة وطعم الانتصار في ملحمة «سيف القدس» البطولية سيبقى دائما يبحث عن لذة الانتصار ولن توقفه اية عقبات.