غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور صديقان من غزة يُصلحان الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة بالمجان

تصليح كراسي ذوي الاحياجات الخاصة (10).jpg
شمس نيوز - غزة

يعكف الصديقان محمود حمادة، ومحمد زرندح في ورشتهم الصغيرة الواقعة في مدينة غزة على إصلاح الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة بالمجان.

وقال محمود حمادة (31 عاما) أثناء عمله على إحدى الكراسي المتحركة داخل ورشته أن الفكرة جاءته بينما كان يسير في الشارع المُطل على البحر برفقة صديقه، ليجدا شخصين من ذوي الاحتياجات الخاصة يحاولان إصلاح عطل أصاب كرسي أحدهم بشكل كامل.

وأضاف حمادة الذي يعمل في ورشة لتصليح السيارات لوكالة أنباء (APA) "من أصعب المواقف التي قد يتعرض لها شخصاَ من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يتعطل كرسيه المتحرك في إحدى الأماكن ولا يجد من يمد له يدا العون، نظراً لقلة الخبرة العامة في مثل هذه الأمور".

ومن هنا قرر حمادة وصديقه محمد زرندح (35 عاماً) البدء في مبادرة "إصلاح الكراسي المتحركة للأشخاص ذوي الإعاقة" داخل ورشة لبيع مستلزمات السيارات المتعطلة.

وأوضح حمادة أنهم بدأوا في تنفيذ هذه المبادرة منذ أسبوعين، بعد توفير قطع الإصلاح اللازمة للكراسي المتحركة، واستطاعوا حتى اللحظة إصلاح 20 كرسي متحرك، ولا يزالون مستمرون في هذه المبادرة.

وأكد حمادة على عدم قبولهم لأي مقابل مادي، على الرغم من أن تصليح الكراسي المتحركة أمر مكلف مادياً ويحتاج إلى جهد ووقت.

وتابع حمادة "البسمة التي أشاهدها عند إصلاح كل كرسي متحرك لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، تتفوق بداخلي على أي عائد مادي".

وأشار حمادة إلى أن المقابل الوحيد الذي يتم قبوله في هذه المبادرة، هي الكراسي المتحركة التي لم يعد أصحابها بحاجة لها، للاستفادة من القطع التي بداخلها في إصلاح الكراسي المتعطلة.

ولفت إلى أن الصعوبة التي تواجههم في هذه المبادرة، تمثلت بندرة وجود بعض قطع الإصلاح اللازمة للكراسي المتحركة.

وذكر حمادة أنه اكتسب خبرته في إصلاح الكراسي المتحركة من خلال عمله سابقاً في جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة، وتعلم من خلال فترة عمله كيفية إصلاح أي خلل في هذه الكراسي.

بلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في شهر 12 من عام 2019 (93) ألف شخص، وحوالي الخمس منهم هم من الاطفال الذين دون سن الثامنة عشر، وفقا لأرقام جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني.

كما أظهرت أرقام جهاز الإحصاء أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يشكلون من مجمل الشعب الفلسطيني ما نسبته 2.1%، ويتواجد ما نسبته 48% منهم في الضفة الغربية و52% منهم في قطاع غزة وذلك بحسب البيانات المقدمة من التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، حيث تشكل إعاقة الحركة واستخدام اليدين النسبة الأعلى من الإعاقات بين الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يشكلون 51% منهم ويصل عددهم إلى 47,109 شخص.

ومن جانبه، قال زرندح لوكالة (APA) وهو يسلم إحدى الكراسي المتحركة لصاحبها بعد إصلاحها والابتسامة على وجهه "بالرغم من أن هذه المبادرة تستغرق وقتاً طويلاً في العمل داخل الورشة، إلا أنني سعيدٌ جداً بالعمل بها، وسأستمر بهذه المبادرة بشكل دائم".

وتابع "يجب على كل إنسان يستطيع أن يقدم المساعدة لغيره من المحتاجين، ألا يتردد للحظة واحدة في تقديمها".

وأوضح زرندح أنه سيعمل على توسيع هذه المبادرة، من خلال التطرق لمجالات أخرى في الأيام القادمة.

وخلال العشر سنوات الماضية، ارتفع أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة بشكل كبير بفعل الحروب والتصعيدات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

ومنذ عام 2008 شنت إسرائيل أربع حروب على قطاع غزة كان أخرها في شهر مايو، وخلفت آلاف الشهداء والجرحى.

المصدر: APA