شمس نيوز / عبدالله عبيد
أكد خبراء في شؤون الاستيطان أن الشغل الشاغل لكل الحكومات الإسرائيلية هو الاستيطان وتهويد الأرض، مشيرين إلى أن موضوع الاستيطان تستخدمه الأحزاب اليمينية المتطرفة من باب الدعاية الانتخابية.
وشدد الخبراء خلال أحاديث خاصة لـ"شمس نيوز" على أن الرؤية الإسرائيلية في قضية الاستيطان هي معروفة تماماً، منوهين إلى أن هذه الاستراتيجية هي عدم إقامة دولة فلسطينية في داخل الضفة الغربية.
وكانت منظمتان إسرائيليتان غير حكوميتين أعلنتا يوم الجمعة الماضي أن "إسرائيل" ستبني 450 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، وذلك في إطار تكثيف سياسة الاستيطان المدانة عربيا ودوليا.
وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، أن وزير الإسكان أوري أرييل قرر تسوية أوضاع المستوطنات المحيطة بغلاف غزة من خلال توسعة رقعتها الجغرافية، بمخطط تبلغ تكلفته 134 مليون شيكل.
وكان تقرير إسرائيلي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية الأربعاء، أظهر أن ثلث ميزانية وزارة الإسكان الإسرائيلية، بنسبة (31%) تذهب لدعم البناء الاستيطاني.
وبدوره، وصف البيت الأبيض خطط "إسرائيل" لبناء 450 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، بأنه عمل غير قانوني ويعطي نتائج عكسية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن "الخطة ستكون لها انعكاسات سلبية على الأرض وستؤجج التوترات المتزايدة أصلا مع الفلسطينيين وستزيد من عزلة الإسرائيليين على الساحة الدولية.
كما واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قرار حكومة الاحتلال بطرح مناقصات لبناء 450 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، جريمة حرب تتطلب ملاحقتها كما كل الاستيطان في محكمة الجنايات الدولية، مؤكدة على أن الوصول إلى اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي مجرد وهم.
تكثيف الاستيطان
مدير دائرة التخطيط في بيت الشرق، خليل التفكجي أكد أن الانتخابات الإسرائيلية تعتمد على عنصرين رئيسيين، هما الاستيطان، والقدس عاصمة للدولة العبرية.
وقال التفكجي في حديثه لـ"شمس نيوز" وهو خبير في شؤون الاستيطان: الانتخابات الإسرائيلية تعتمد على عنصرين رئيسيين، العنصر الأول هو الاستيطان ودعم المستوطنين لهذه الانتخابات، بمعنى أن الأحزاب اليمينية التي ستصل إلى هذه السلطة تكثف من عملية الاستيطان".
وأضاف: والعنصر الثاني هو القدس باعتبارها عاصمة للدولة العبرية، وهذا ما تكثف إسرائيل مخططاتها من أجله".
وبيّن التفكجي أن الوحدات السكنية تتوزع في الكتل الاستيطانية أو في مناطق حول مدينة القدس أو مناطق بعيدة عن القدس.
وتابع التفكجي: قضية الاستيطان معروفة في الرؤية الإسرائيلية، وهي ليست ردود فعل لموضوع الانتخابات أو غيرها، ولكنها تأتي ضمن استراتيجية واضحة تماماً"، منوهاً إلى أن هذه الاستراتيجية هي عدم إقامة دولة فلسطينية داخل الضفة الغربية.
دعاية انتخابية
من جهته، أوضح مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، أن الشغل الشاغل لكل الحكومات الإسرائيلية هو الاستيطان وتهويد الأرض، مشيراً إلى أن موضوع الاستيطان تستخدمه الأحزاب اليمينية المتطرفة من باب الدعاية الانتخابية.
وأشار دغلس لـ"شمس نيوز" إلى أن ميزانية الاستيطان لعام 2014 وصلت أكثر من 600%، وهي ميزانية كبيرة جداً مقارنة بالأعوام السابقة"، موضحاً أن هناك نية إسرائيلية للاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية.
ويرى أن الجهد الإسرائيلي في هذا الاتجاه ينصب حول توسع استيطاني كبير، وتقوية المستوطنات من خلال الأمن وزيادة رواتب المستوطنين في تلك المستوطنات.
ولفت دغلس إلى أنه في كل يوم هناك توسع استيطاني ومخطط جديد للاستيطان" وفي عام 2014 كان هناك مخطط لبناء 1932 وحدة سكنية والكثير من المستوطنات"، مؤكداً أن وحدة الصف الداخلي الفلسطيني هي الضمان لفشل كل مؤامرات ومخططات الاحتلال.
وسجل الاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة أرقاما عالية خلال العام الماضي، حيث صودرت بقرارات عسكرية آلاف الدونمات من الأراضي، في حين سجلت جهات رسمية عطاءات ومصادقات على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية.
وكان وقف الاستيطان أحد الشروط التي وضعتها السلطة مقابل استئناف المفاوضات، لكن الاحتلال الإسرائيلي واصل الاستيطان خلال وبعد الشهور التسعة التي حُددت للمفاوضات وانتهت أواخر أبريل/نيسان من العام الماضي.