راجت خلال السنوات الأخيرة عدة مشروبات قيل إنها تعمل كمطهر طبيعي للكبد، إذ تساعد على تنظيف هذا العضو المهم وتخليصه من السموم.
وتشمل هذه المشروبات قائمة طويلة تضم أعشاب وفاكهة وخضروات، بما في ذلك جذور الشمندر (البنجر)، والقرفة، والكركم، والزنجبيل.
ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف يمكن أن تقدم هذه المشروبات هذه الفوائد العظيمة للكبد، ولا يوجد الكثير من العلم لدعم استخدامها، بحسب موقع "healthline".
يدعي المصنعون أن هذه المشروبات تمنح العديد من الفوائد الصحية. على سبيل المثال، يُزعم أنها تزيل النفايات الضارة والسموم، وتطرد الشوائب، وتحسن الطاقة، وتدعم صحة الكبد. ومع ذلك، فإن القليل من الأدلة العلمية تدعم هذه الادعاءات.
ولا توجد دراسات علمية تُظهر أن تطهير الكبد ومشروبات التخلص من السموم فعالة. في الواقع، فإن معظم الادعاءات التي يدلي بها المصنعون هي مجرد حيل تسويقية، أو في أفضل الأحوال تستند إلى أدلة غير مؤكدة.
فعلى الرغم من أنه يُزعم أن المشروبات تزيل السموم، إلا أنه نادرا ما يتم توضيح السموم المحددة التي تزيلها أو كيف تزيلها.
في الأشخاص الأصحاء، يعمل الكبد-العضو الرئيسي لإزالة السموم من الجسم-على تغيير المواد السامة، وجعلها غير ضارة والتأكد من إزالتها.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة لديهم قدرة منخفضة على إزالة السموم من المواد السامة، بسبب عوامل مثل العمر والجنس والصحة والوراثة ونظام الأدوية والنظام الغذائي.
على سبيل المثال، نظرا لأن معظم عمليات إزالة السموم من الجسم تتم في خلايا الكبد، فقد لا يتمكن المصابون بأمراض الكبد من إجراء عمليات إزالة السموم العادية، ما قد يؤدي إلى تراكم المواد الضارة مثل الأمونيا.
تميل هذه المواد الكيميائية إلى التركيز في الأطعمة فائقة المعالجة مثل الوجبات السريعة. ومع ذلك، لا يوصى باستهلاك مشروبات التخلص من السموم أو تنظيفها لإزالة هذه المواد الكيميائية الضارة المحتملة من جسمك.
بدلاً من ذلك، حاول تقليل تعرضك لهذه المواد الكيميائية عن طريق تقليل تناول أطعمة مثل الوجبات السريعة والبورغر والبطاطس المقلية، وكذلك الأطعمة المصنعة في عبوات بلاستيكية، مثل رقائق البطاطس أو الحلوى.
على الرغم من أن بعض الأشخاص يشعرون بتحسن بعد تجربة مشروبات التخلص من السموم أو تنظيفها، إلا أن ذلك يرجع غالبا إلى توقفهم في نفس الوقت عن تناول العديد من الأطعمة المعالجة، وبالتالي، فإن التغييرات الغذائية -وليس مشروبات التطهير على وجه التحديد-هي المسؤولة على الأرجح عن أي فوائد.
على الرغم من أن مشروبات تطهير الكبد والتخلص من السموم قد لا تؤدي الغرض المخصص لها، إلا أنها تقدم فوائد صحية.
فعلى سبيل المثال، الكركم والزنجبيل والقرفة، كلها قد تقاوم الإجهاد التأكسدي، وتقلل من علامات الالتهاب، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مختلفة.