يتجهز المزارعون الفلسطينيون في شهر يوليو من كل عام لحصاد ثمار موسمية تسمى التين الشوكي وتعرف لدى الغزيين باللهجة المحلية (الصبر)، وينتظرها أهالي قطاع غزة بفارغ الصبر كل عام، لكن هذه المرة جاء الموسم في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها القطاع بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.
يقول المزارع أبو علي أبو شعر (40 عاماً) وهو يقطف ثمار التين الشوكي داخل مزرعته شرق مدنية خان يونس جنوب قطاع غزة "أن الاقبال من المزارعين على زراعة ثمرة التين الشوكي ضعيف وذلك بسبب ارتفاع تكلفة زراعتها واحتياجها لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية"، لافتا إلى أن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة لا تسمح بشرائها بسعر مرتفع.
وبخصوص أسعار التين الشوكي أوضح أبو شعر أن سعر صندوق الواحد متوسط الحجم وصل إلى 10 شواكل، دون أي ربح عائد على المزارع، وإذا ارتفع سعر التين الشوكي إلى أكثر من ذلك سينخفض الإقبال عليه على حد قوله.
وتابع أبو شعر أن الإنتاج وفير هذا الموسم، ولكن الإقبال على الشراء شحيح للغاية، وقد لجأ بعض المزارعين لبيع ثمار الصبر بنظام "المفرق"، لتقديم المساعدة لأهالي قطاع غزة، ليستطيعوا شراء الصبر في هذا الموسم.
وفي السياق قال المزارع أبو أحمد العمور "يشكل موسم حصاد الصبر مصدر رزق للعديد من الأسر في قطاع غزة، لذلك ينتظر المزارعين هذا الموسم من عام لآخر".
وأشار العمور إلى أن طريقة القطف تتم عبر آلة مُصنعة محليًا يلتقط بها الثمر الذي ينمو على ألواح الشجرة والمسماة (أضلاع)، وتكون بعيدة لمسافة مترين على الأكثر، وبعد قطفه، يتم تنظيفه من الشوك الدقيق، وتعبئته في صناديق للبيع.
وذكر العمور أن الصبر فاكهة طبيعية، لا تحتاج إلى سماد ومواد كيميائية، لذلك يرغبها المواطن أكثر من الفواكه الأخرى، وينتظرون موسمها الذي يستمر لمدة شهرين فقط بشغف وحُب.
وينتمي التين الشوكي، لفصيلة "الصبار" وتنمو أشجاره في الأماكن الجافة، وهي مُعمرة، ولها قدرة على مقاومة الجفاف، نظرًا لسيقانها المليئة بالماء، والتي تعتبر طعامًا مُفضلاً للإبل في المناطق الصحراوية، برغم أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة.
المصدر: APA