طل الملثم الاسمر ابو حمزة الناطق العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ليروي لنا بقية القصة, تلك القصة الملحمية التي سطرتها السرايا وكتائب القسام وألوية الناصر وفصائل المقاومة الفلسطينية في ملحمة سيف القدس البطولية, ابو حمزة تحدث عن انجازات السرايا في ملحمة سيف القدس, وقدرتها على توجيه ضربات للاحتلال الصهيوني رغم التحصينات الاسرائيلية ونشر بطاريات «القبة الحديدية» في كل بقعة من ارض فلسطين المغتصبة, لكن «صواريخ المقاومة تجاوزت الغلاف ووصلت إلى العمق الإسرائيلي، تحديدًا في تل ابيب وهرتسيليا ونتانيا وبئر السبع، وقد حققت إنجازات عسكرية كبيرة, وفشلت القبة الحديدية بامتياز في التصدي لصواريخ المقاومة، موضحًا أن المقاومة استطاعت التغلب عليها في معركتها مع الاحتلال , واتبعت تكتيكات جديدة ومغايرة في معركة سيف القدس عن الذي اتبعناه في معركة «البيان المرصوص» التي استمرت 51 يومًا، وحققت نفس الإنجاز. وبيّن أن المقاومة اتبعت تكتيكاً جديداً قلص قدرات القبة وعمل على تشتيتها من خلال إطلاق رشقات مركزة ومكثفة، تجاوزت في بعض الاحيان المئة صاروخ وما يزيد في دفعة واحدة، وهو ما يوحي ان المقاومة تستفيد من تجاربها العسكرية التي خاضتها ضد الاحتلال في عدوان 2008م و 2012م و 2014م وفي الجولات العسكرية التي خاضتها سرايا القدس ضد الاحتلال، وقال ابو حمزة «عندما نسمع أن القبة الحديدية استطاعت اعتراض ما نسبته 90% من صواريخ المقاومة، نؤكد أن هذا الادعاء كاذب وغير حقيقي تماما».
وعن تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية قال ابو حمزة, أن تلك الصواريخ هي صناعة محلية من الإنتاج الحربي في السرايا، فرغم استمرار الحصار والمراقبة «الإسرائيلية» الشاملة على القطاع، الا ان سرايا القدس استطاعت ان تطور من قدراتها ومن مدى الصواريخ ومن قوتها التدميرية معتمدة على الجهود الذاتية والخبرات التي اكتسبها مجاهدو سرايا القدس في وحدات التصنيع والتطوير فرغم الحصار والاغلاق المستمر على القطاع الا ان السرايا تغلبت على ذلك وغلبت الواجب على الامكان, وقامت بالمستحيل لأجل التطوير في الاداء وفي الميدان وفي القوة العسكرية التي تملكها, حتى تستطيع ان تفشل اهداف العدوان على قطاع غزة, مشيرًا إلى أن هناك بعض الصواريخ «لم تدخل الخدمة بعد، ولن نعلن عنها», وهذه احدى البشريات التي تحدث عنها الناطق العسكري لسرايا القدس, فرغم احتدام معركة سيف القدس وشدتها, الا ان السرايا لم تخرج كل ما في جعبتها, ولا زالت تحتفظ بمفاجآت ستواجه بها الاحتلال الصهيوني في حال قيامه بشن عدوان جديد على قطاع غزة, وهذا الاعداد العسكري هو الذي أكسب فصائل المقاومة الفلسطينية ثقة الشارع الفلسطيني وصلابته وصموده في وجه العدوان, وهو الذي حرك اهلنا في ال48م وفي القدس والضفة وفي مخيمات لبنان والاردن وفي الشتات لنصرة المقاومة والالتحام بها والمشاركة في ملحمة سيف القدس التي استطاعت من خلالها المقاومة ارساء معادلات جديدة فرضتها على الاحتلال الذي بات يدرك ان أي عدوان على غزة له ثمن باهظ وعليه ان يعيد حساباته الف مرة قبل الانجرار لأي معركة ضد المقاومة في غزة.
وعن العوامل الاخلاقية والقيم النبيلة التي تتمتع بها المقاومة الفلسطينية وتراعيها في أي جولة قتال تخوضها ضد الاحتلال الصهيوني قال ابو حمزة أنه قُبيل «استهداف المناطق المحتلة وردنا أن بعض التجمعات التي كنا سنستهدفها كان بها أطفال اسرائيليون، وتم إيقاف هذه المهمات»، وتابع: «العدو يعرف جيداً ما أتكلم به « فهذه هي القيم التي استمدتها المقاومة الفلسطينية من ديننا الاسلامي الحنيف الذي علمنا ان لا نخون ولا نغدر « ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكله، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم للصوامع (أديرة العبادة) فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له», وهو ما استوصت به فصائل المقاومة الفلسطينية فيما بينها اثناء ملحمة سيف القدس, في الوقت الذي كان الاحتلال الصهيوني ينفذ جرائم بشعة ضد الفلسطينيين فيقتل 66 طفلا فلسطينيا و39 سيدة و 17 مسنا, لكن المقاومة تتعامل بأخلاقها وقيمها النبيلة مع الاحتلال المجرم ووفق تعاليم اسلامنا العظيم. اما بعد: فإن الملثم الاسمر ابن السرايا ابو حمزة لم يكمل القصة بعد، وسيرويها كلها عندما تكتمل الحكاية؟!