استبعد محللان سياسيان، أن يتمكن مجلس الأمن من تطبيق أية من التوصيات والقرارات التي ستخرج عن جلسته، المقرر عقدها بعد غد الأربعاء، لبحث انتهاكات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه في الضفة بما فيها القدس وحصار قطاع غزة وقضية الأسرى.
واتفق المحللان على أن مجلس الأمن تناول القضية الفلسطينية في العديد من المناسبات، وفي المقابل لم يكن له دور حقيقي في تنفيذ التوصيات التي يخرج بها نهاية كل جلسة، مشيرين إلى أن "إسرائيل" لن تلتزم بأي قرارات تخرج لصالح القضية الفلسطينية عن أية جهة كانت.
قرارات لا تطبق
المحلل السياسي د. هاني العقاد، يؤكد أن الفلسطينيين فقدوا ثقتهم في القرارات التي تخرج عن اجتماعات مجلس الأمن؛ كونها لا تُطبق على أرض الواقع وتبقى مجرد حبر على ورق، لافتًا إلى أنهم يعتبرونها جلسة نقاش مفتوحة، دون أن يكون للقائمين عليها دور حقيقي في إنصاف فلسطين قضية وشعبا وأرضا من انتهاكات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وجيشها.
وقال، إن مجلس الأمن اتخذ في جلسة سابقة له، قرارًا بوقف الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية؛ لكنه لم يُطبق، كونه لا يستطيع فرض قرارات بالقوة على الحكومة الإسرائيلية".
وتساءل "كيف سيتخذ خلال جلسته المقبلة بعد غد الأربعاء، قرارات مصيرية تتعلق بالقضية الفلسطينية وانهاء الحصار عن قطاع غزة، وعدم تهجير سكان حي الشيخ جراح وبلدة بيتا في نابلس، وجبل صبيح؟".
وأضاف، أن اجتماع مجلس الأمن سيكون بمثابة حلقة للنقاش، مستبعدًا أن يكون له القدرة على اتخاذ قرارات في صالح القضية الفلسطينية، ويلزم حكومة الاحتلال بتطبيقها، لافتا إلى أن "إسرائيل" ضربت بعرض الحائط مئات القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وأعرب عن أمله، أن يتغير دور مجلس الأمن، ليقود دورًا حقيقيًا في حماية الأرض والإنسان الفلسطيني الذي يُعاني من إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال.
استهلاك للوقت فقط
من جهته، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف، إن أية اجتماعات وجلسات تخرج بتوصيات لا تطبق على أرض الواقع تبقى "حبرا على ورق لا تسمن ولا تغني من جوع"، لافتًا إلى أن عشرات القرارات لصالح القضية الفلسطينية صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكنها لم تطبق، متسائلا: ما الفائدة منها؟
ورجّح الصواف، أن يكون اجتماع مجلس الأمن استهلاك للوقت فقط، فهو لن يتمكن من الضغط على الاحتلال الذي تدعمه الإدارة الأمريكية بكل قوة، مستبعدا تطبيق أية توصيات تصدر عنه، وخاصة فيما يتعلق بوقف الاستيطان وفك الحصار عن قطاع غزة وقضية الأسرى.
يشار إلى أن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أكد السبت، أن مجلس الأمن سيعقدُ جلسة الأربعاء المقبل يبحث فيها انتهاكات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه في الضفة بما فيها القدس وحصار قطاع غزة وقضية الأسرى.
وأضاف منصور، أنه تم إرسال مذكرة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة بشأن انتهاكات الاحتلال دعا فيها المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والضغط على سلطات الاحتلال لاحترام القانون في الارض الفلسطينية.
المصدر: APA