غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المحرر شحادة: معركة "سيف القدس" أثلجت صدور الأسرى

المحرر جهاد شحادة.jpg
شمس نيوز - غزة

قُيد بزرد السلاسل بين 4 جدران كلما ضاقت على صدره، بات الكون رحباً أمام روحه الحرة الطليقة وهي ترفرف في سماء فلسطين، وتحوم حول أحلامه وأمانيه، نحو العشق الأبدي للأقصى والقدس، الذي برغم ما مارسه الاحتلال ضده، لم ينل من عزيمته وظل شامخاً صامداً بقين مغروس في قلبه بأن عتمة السجن ستنقشع والزنازين ستكسر.

16 عاماً كانت في وصفها كل الحروف ناقصة، سنوات من القهر والألم قضاها الأسير المحرر جهاد أحمد شحادة متنقلاً بين سجون وزنازين المحتل الغاصب، لكنه لم يعرف فيها الانكسار، بل وقارع المحتل بجسده، وحتمي أن ترسم صورة النصر لصاحب العزيمة والإدارة على من لا عقيدة له، وأن يرى النور بعد أن ينزع عتمة السجن وسجانه، وأن الرسالة راية خفاقة في ميادين العز وواضحة كوضوح الشمس بأن شباب فلسطين ورجال سرايا القدس يعشقون فلسطين وينتمون إلى ترابها، وبندقيتهم ثابتة لا تحيد عن طريق الشهداء.

رحلة الألم

في مسار كان ينوي أن يسطر فيه جهاد شحادة لوحة عز بأشلاء بني صهيون، اعتقلته قوات الاحتلال على أحد الحواجز الصهيونية بتاريخ 22/7/2005 أثناء توجهه لتنفيذ عملية استشهادية، وأصدرت محكمة الاحتلال ضده حكماً بالسجن لـ 16 عاماً بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد الاحتلال.

يقول الأسير المحرر شحادة لموقع "الإعلام الحربي": "مع هذا الحكم بدأت رحلة المعاناة والحرمان، وكانت بداية الاعتقال في سجن عسقلان وخلال هذه الفترة كانت الحياة صعبة كوني لا أعرف شيئاً عن السجن وظروفه وتفاصيل الحياة بداخله، فضلاً عن التنقل من سجن لأخر والتعرض للتعذيب تحت ظروف قاسية ومأساوية خلال فترة المحكمة، مع ابقائي مقيد اليدين والقدمين وعزلي نهائياً عن العالم الخارجي والاطمئنان على الأهل".

عزيمة صلبة

كانت ظروف الاعتقال قاسية، فالسجون أشبه بالقبور، وكما يوضح الأسير المحرر شحادة، فإن واقع السجون الصهيونية مرير وصعب للغاية، وأن الاحتلال قام بنقله إلى سجن وعسقلان والمركزي وايشل ونفحة والرملة وبئر السبع وشطة، منعاَ لاستقراره في أي مكان بهدف إضعاف عزيمته وكسر إرادته.

قضى سنوات أسره بالتنقل بين السجون، لكن ثمة أحد السجون عاش فيها آلاماً وصعوبة حين جرى نقله إلى معتقل نفحة الصحراوي الذي يضم الأسرى ذوي الأحكام العالية والمحكومين بالمؤبد حيث التشديدات والتضييقات والانتهاكات متزايدة بل مضاعفة.

ورغم ذلك، فارق السجن بصموده وعانق الحرية، لكن انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، ماثلة أمامه، باقتحامات جنوده الليلية والاعتداء بالضرب وخلع ملابس المعتقلين خاصة في فصل الشتاء ومصادرة أدوات الأسير وإتلافها، ومنع زيارات الأهل.

ويذكر الأسير المحرر شحادة خلال حديثه لموقع "الإعلام الحربي"، أنه حُرمت من رؤية والدته لأكثر من 10 سنوات، ومُنع والده وأخوته من الزيارة، في أقسى معاناة داخل الأسر بحرمان الأسير من رؤية أهله وذويه لثني عزيمته وزرع شعوري الوحدة والاحباط في نفسه.

خوض المعارك

بين جدارن السجن وعتمته لا يملك الأسير الفلسطيني سوى أمعائه ليحارب بها، فإما أن ينتصر بانتزاع حقه من يد الظلم أو ينتصر بشهادة مشرفة على طريق الحق والحرية، فما كان من المجاهد جهاد شحادة إلا المشاركة في إضرابات الأسرى لانتزاع الحقوق المشروعة من أنياب الاحتلال الصهيوني.

يقول الأسير المحرر شحادة، إنه شارك خلال اعتقاله في 3 إضرابات عن الطعام عام 2011 والذي تم خلاله تحرير الأسرى أصحاب المحكوميات العالية من الزنازين ونقلهم إلى الأقسام، وإضراب الإداريين وكذلك إضراب الكرامة الأخير.

وبين، أنه برغم المعاناة الكبيرة خلال إضراب الكرامة الذي استمر 42 يوماً، إلا أن الأسرى كان لديهم القدرة على الاستمرار لأيام تصل إلى أكثر من شهرين من أجل تحقيق انجازات وانتزاع الحقوق من السجان الصهيوني وعدم القبول بما يفرضه الاحتلال على السجون والأسرى.

وخلال الإضراب عن الطعام، كانت أصعب المراحل بالنسبة للأسير المحرر شحادة بنقله إلى عدة سجون مكبل القدمين واليدين لأوقات طويلة والابقاء عليه داخل الزنازين والعزل الانفرادي لأيام عدة دون رؤية الشمس أو السماح بوقت الفورة.

يتابع، أن الاحتلال يخشى استشهاد أي من الأسرى خلال الإضراب، خوفاً من ردة الفعل داخل السجون، ومن رد فعل سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية، داعياً السرايا والمقاومة أن تضع قضية الأسرى على سلم الأولويات وانجاز مزيد من صفقات التبادل وتبييض السجون.

"سيف القدس" في السجون

خلال عام 2021 وبعد أن ارتفعت وتيرة انتهاكات الاحتلال بحق المدينة المقدسة وحي الشيخ جراح بهدف تهجير أهالي المنطقة، قالت المقاومة الفلسطينية كلمتها، وكان لوقعها أثر عظيم في نفوس أسرى يتوقون لرؤية رجال أشداء على حقهم يملكون القدرة على لجم العدو الصهيوني.

أطلقت المقاومة الفلسطينية على المعركة التي خاضتها لـ 11 يوماً ضد العدو الصهيوني "معركة سيف القدس"، تابعها الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال بما يتوفر من إمكانيات.

وحسب الأسير المحرر جهاد شحادة، فإن ضربة "الكورنيت" الأولى التي نفذتها سرايا القدس وكمية وحجم الرشقات الصاروخية التي أطلقتها السرايا والمقاومة الفلسطينية، فاجأت الأسرى وبثت السعادة في نفوسهم وهي تضرب الكيان الصهيوني الهش في العمق وخاصة في ساعة البهاء.

واستطرد: كل تلك الأحداث كانت تصدح فيها حناجر الأسرى مهللة مكبرة مباركة وهي ترسم أسمى صور الفرح داخل الغرف والأقسام، لكن السجان الدائم كان يحاول طمس هذه الفرحة، بقيامه بقمع الأسرى داخل الغرف والأقسام التي تعبر عن فرحها وعزتها بضربات المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس، ويصادر التلفاز والأدوات الكهربائية لفصلهم عن العالم الخارجي ورؤية انتصار المقاومة.

وأردف: يوم الإفراج كان شاقاً وصعباً؛ خلال التنقل بين السجون واتمام إجراءات الإفراج وصلنا لمستوطنة "كريات ملاخي" وفي هذه اللحظات شعرت بسعادة كبيرة لأن هذه المنطقة قصفها مجاهدو سرايا القدس بصواريخ "براق وبدر" خلال معركة "سيف القدس".

رسالة الأسرى

الأسرى الفلسطينيين تواقون للحرية مهما كلفهم الثمن، صحيح بأنهم يعانوا أشد معاناة على وجه هذا الكوكب بفقدانهم للحرية، لكن قضيتهم تعد جزءاً أساسياً من سيرة ونضال الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.

وينقل المحرر شحادة، رسالة الأسرى للمقاومة الفلسطينية بضرورة العمل على الإفراج عنهم وتبييض السجون وانقاذ حياة المرضى منهم والأسيرات الماجدات، وأن تطوى صفحة الأسر بصفقة مشرفة تدخل الفرح والسرور على الأسرى وذويهم.