لم تُسلط الأضواء عبثًا على عائلة الأسير منتصر شلبي منذ اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أشهر، إذ أن سيط العائلة بدأ يذاع، حين سطر الأب أروع صور البطولة والفداء بتنفيذ عملية بطولية استهدفت الاحتلال عند حاجز زعترة في نابلس.
الإعلام العبري حينها، سلط الأضواء على شلبي معربًا عن استغرابه من اقدام رجل أعمال بوضع اقتصادي ممتاز ويحمل جنسية أمريكية، على تنفيذ عملية يعرف سابقًا أنه سيدفع ثمنها إما بالاستشهاد أو الأسر.
بعد نحو شهرين، هدمت قوات الاحتلال "فيلا" شلبي رغم طلب واشنطن من "إسرائيل" عدم هدمها، كون أن العائبة تحمل الجنسية الأمريكية، لترسم العائلة من على ركام منزلها صورة صمود وتحدي عنوانها أن المعركة مع المحتل معركة وجود ليس إلا.
واليوم ومع إعلان نتائج الثانوية العامة، يطل أحمد نجل الأسير شلبي متفوقًا بحصوله على معدل 92%، رغم كل الظروف التي عاشها قبيل وخلال الاختبارات.
يقول الطالب أحمد شلبي لـ"شمس نيوز" إن، نجاحه في الثانوية العامة وحصوله على هذا المعدل كان نتيجة واضحة للإصرار الذي حمله منذ بداية العام، وازداد هذا الإصرار مع التحدي الجديد الذي فرضه الاحتلال على العائلة باعتقال الوالد وهدم المنزل.
وأضاف "خلال هذه المرحلة والتي تصادفت قبيل بدء اختبارات الثانوية العامة بأيام قليلة، قررت التحدي لأقهر الاحتلال، وأوجه له رسالة بأنه مهما أحاط بنا من ظروف لتنغيص حياتنا إلا أننا مصرون على النجاح والتفوق".
أحمد الذي أهدى نجاحه وتفوقه في الثانوية العامة لوالده الأسير ، أعرب عن أمله بأن يخرج المنتصر من سجنه، وينال حريته، لتكتمل الفرحة، ولتكون الاحتفالات جميعها بحضوره.
ووجه شلبي رسالة للأسرى قائلًا فيها "ابقوا على العهد، لا تجعلوا السجان يقهركم، فالحرية موعدكم، وسنحتفل معًا بها".
ام اياد شلبي، والدة أحمد، وزوجة الأسير منتصر، لم تستطع التعبير عن فرحتها بتلقيها خبر نجاح نجلها أحمد في الثانوية رغم كل الظروف التي لاحقتهم خلال فترة اختبارات الثانوية العامة.
تقول أم اياد لـ"شمس نيوز"، "كنت متوقعة نجاح أحمد في الثانوية، ولكن ليس بهذا المعدل، كنت خائفة من أن يؤثر اعتقال منتصر وهدم المنزل عليه".
وأشارت إلى أن أحمد تأثر نفسيًا في بداية الأمر، مستدركة "بعدها بدأت بتقديم الدعم المعنوي له، بأنه سينجح وسيحقق النجاح الباهر، وسيغيظ الأعداء، عندها بدأ في الإصرار على النجاح والتفوق".
وتابعت "أحمد نجح اليوم ليوصل رسالة للعالم بأن الفلسطيني مهما تعرض للقهر والظلم سيبقى مصرًا على تحقيق أهدافه لينجح، وليتواصل في التقدم والوصول لمبتغاه".
ووجهت رسالة لزوجها منتصر، معربة عن أملها بأن يخرج بالقريب العاجل، لتكمل احتفالات النجاح، مع احتفالات الحرية، وتتوج بالفرح بزواج أحمد بعد تخرجه من الجامعة والتخصص الذي يحبه.