على الرغم من الأزمات التي ضربت البلدات والمدن الفلسطينية، ولا تزال تعصف بها، وكان أبرزها جائحة "كورونا"، والاقتحامات المتكررة لمدن الضفة والقدس، والعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، إلا أن طلبة الثانوية العامة تحدوا الظروف كافة، وأصروا على مواصلة مسيرتهم التعليمية، لينتزعوا تفوقهم من بين أنياب الظروف القاهرة.
الآلاف من طلبة الثانوية العامة على مستوى محافظات الوطن، واجهتهم ظروفا صعبة، كونهم يعيشون أوضاعا استثنائية في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين، فمنهم أبناء أسرى وشهداء وجرحى، وبعضهم قصفت منازلهم خلال العدوان الأخير وشُردوا، لكن إرادتهم القوية وإصرارهم على النجاح حقق لهم ما يتمنون.
ومع إعلان نتائج الثانوية العامة، يطل أحمد نجل الأسير منتصر شلبي متفوقًا بحصوله على معدل 92%، رغم كل الظروف التي عاشها قبيل وخلال الاختبارات.
يقول الطالب أحمد شلبي لـ "شمس نيوز" إن، نجاحه في الثانوية العامة وحصوله على هذا المعدل كان نتيجة واضحة للإصرار الذي حمله منذ بداية العام، وازداد هذا الإصرار مع التحدي الجديد الذي فرضه الاحتلال على العائلة باعتقال الوالد وهدم المنزل.
إقرأ أيضا
وأضاف "خلال هذه المرحلة والتي تصادفت قبيل بدء اختبارات الثانوية العامة بأيام قليلة، قررت التحدي لأقهر الاحتلال، وأوجه له رسالة بأنه مهما أحاط بنا من ظروف لتنغيص حياتنا إلا أننا مصرون على النجاح والتفوق".
أحمد الذي أهدى نجاحه وتفوقه في الثانوية العامة لوالده الأسير، أعرب عن أمله بأن يخرج المنتصر من سجنه، وينال حريته، لتكتمل الفرحة، ولتكون الاحتفالات جميعها بحضوره.
ووجه شلبي رسالة للأسرى قائلًا فيها "ابقوا على العهد، لا تجعلوا السجان يقهركم، فالحرية موعدكم، وسنحتفل معًا بها".
من جهتها، عبرت الطالبة المتفوقة ابتهال ياسر بدرساوي، من نابلس ابنة الأسير ياسر بدرساوي، المحكوم بالسجن الإداري، حصدت معدل 97.4 في اختبارات الثانوية العامة، عن فرحتها الكبيرة بهذا النجاح، مهدية إياه لوالدها.
ولفتت في حديث مع "شمس نيوز" إلى أن والدها اعتقل قبل أقل من شهر من بدء تقديم اختبارات الثانوية العامة، وهو انعكس عليها بالسلب، لكنها تخطت المحنة التي عاشتها، وواصلت طريقها من جديد بقوة وإصرار حتى اكتمل طريقها وحصدت النجاح.
وشددت على أن كل شخص يستطيع أن ينجح رغم كل المعيقات التي تحيطه، من خلال الاجتهاد والتعب وصولًا لتحقيق الغاية التي يريد.
أما الطالبة هلا ياسر عبد الوهاب، تفوقت رغم استشهاد جميع أفراد عائلتها خلال عـدوان 2014 عدا والدها، وحصلت على المرتبة الثالثة على مستوى محافظة رفح بمعدل %99.6 من الفرع الأدبي.
الفلسطينية مها الحصـيني (51 عامًا) من قطاع غزة، حصلت على معدل 91.9% بالثانوية العامة بعد انقطاعها عن الدراسة لسنوات طويلة.
ومن الأمثلة التي يحتذى بها، أحمد نجل المرابطة المقدسية خديجة خويص يتفوق في الثانوية العامة بمعدل 96.1%، على الرغم من انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحقه والدته وعائلته.
ومن ضمن النماذج التي سُلط الضوء عليها، سارة الزبدة التي استشهد والدها وأخيها خلال التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة احتفلت مع عائلتها بعد تفوقها في امتحانات الثانوية العامة 2021 وحصلت على معدل 95.3%
والطالبة ريم التوام التي قصف منزل عائلتها في التصعيد الإسرائيلي الأخير تحتفل مع عائلتها بعد نجاحها في امتحان الثانوية العامة في مدينة غزة.
وتقدم 84 ألف طالب وطالبة في فلسطين لامتحانات الثانوية العامة، وفق البروتوكول الصحي وقواعد التباعد الاجتماعي.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج الثانوية العامة للعام 2021 صباح اليوم الثلاثاء، بنجاح 59128 طالبًا وطالبة بنسبة بلغت 71.37%.
