ينتظر أصحاب محلات الحلويات في قطاع غزة موعد الإعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة 2021، كون الآلاف من أولياء أمور الطلبة الناجحين يتوجهون إليهم لشراء أنواع وأشكال عدة من الحلويات لتقديمها للمهنئين، وهو ما يدر دخلا وفيرا عليهم، غير أن ذلك الدخل لا يعدو كونه دخلاً موسمياً، إذ تعاني محالات الحلويات كغيرها من القطاعات الاقتصادية ظروفاً اقتصادية صعبة.
وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يعيشها المواطنين بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 15 عاما، إلا أن عملية بيع الحلويات تنشط في قطاع غزة في هذه المناسبة، كون أهالي الطلبة لا يفوتون فرصة كهذه للتعبير عن فرحتهم بنجاح وتفوق ذويهم.
يقول أحد أصحاب محال بيع الحلويات في حي الزيتون غرب مدينة غزة محمد أيوب، إنهم ينتظرون مناسبة الإعلان عن نتائج الثانوية العامة بفارغ الصبر، كون محله يعج بالمشترين، مما يعود بالنفع والفائدة عليه.
ويوضح محمد، أن إقبال الأهالي لشراء الحلويات بأشكالها وأنواعها، يُدر عليه دخلا عاليًا في هذا اليوم، وهو يعوضه عن حالة الركود التي شهدها طيلة العام.
من جهته، لم ينتظر طالب التوجيهي محمد العمور كثيرا بعد، إذ توجه مسرعا لشراء الحلويات، ليقدمها للمهنئين تعبيرا عن فرحته بنجاحه في الثانوية العامة.
ويقول العمور: "إنه سعيد جدا بما أنجز، فلم يكن يتوقع النجاح، بسبب ظروف جائحة كورونا والعدوان الأخير على قطاع غزة"، مضيفا: "سأتوجه لدراسة الصحافة والاعلام في الجامعة، فالتصوير هوايتي المفضلة".
من جانيه، ذكر المختص في الشأن الاقتصادي د. معين رجب، أن أصحاب مصانع وبيع الحلويات ينتظرون موسم نتائج الثانوية العامة من وقت لآخر، كونه يشتد الطلب على منتجاتهم، وهو ما يمثل لهم فرصة لتحقيق مزيد من الأرباح وتعويض الأضرار التي تلحق بهم في أوقات عديدة من العام.
وأوضح رجب، أن محلات الحلويات تعمل على مدار العام، ولكن الاقبال المتزايد عليها يحدث في المناسبات، أبرزها مناسبة نتائج الثانوية العامة، إضافة إلى موسمي الحج والعمرة.
وقال: "إن أولياء أمور الطلبة يعتبرون موسم نتائج التوجيهي بالغ الأهمية كونه يشكل طريق المستقبل لأبنائهم، لأنه يُقبل عليهم بعد قضائهم 12 عامًا في المراحل الدراسية الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، فهم يشعرون بالسعادة لنجاح أبنائهم، إذ يتوجهون لمحلات الحلويات كما تجري العادة ويشترونها ليقدموها للمهنئين".
من جهته، ذكر المختص في الشأن الاقتصادي والمالي محمد أبو جياب، أن الأرقام الأولية لحجم إنفاق أهالي قطاع غزة على الحلويات بعد اعلان نتائج الثانوية العامة اليوم الثلاثاء، يزيد عن 5 ملايين شيكل.
وقال: "أقدّر حجم إنفاق سكان غزة على الحلويات في ظل نتائج الثانوية العامة بما يزيد عن 5 ملايين شيكل في اليوم الأول من إعلان النتائج، بواقع استهلاكي يقدر بأكثر من نصف مليون كيلو بمختلف أنواعها وأشكالها".