قائمة الموقع

القائد النخالة: تقديرات لمواقف فلسطينية هامة

2021-08-05T11:14:00+03:00
خالد صادق.jpg
بقلم/خالد صادق

مفاهيم جديدة خرج بها الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة – ابا طارق, حيث ثبت ان ملحمة سيف القدس لم تحقق انتصارا على الاحتلال الصهيوني, انما حققت انجازا يحسب للمقاومة الفلسطينية, وان هذا الانجاز الكبير الذي تحقق يتطلب استمرار حالة الاشتباك مع العدو الصهيوني ومشاغلته بشكل مستمر خاصة في الضفة الغربية المحتلة التي تشهد تماسا مباشرا مع جنود الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه, واعتبر النخالة ان حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ليست مجرد وسيط في المصالحة بين فتح وحماس, انما تقف الى جانب حركة حماس في مطالبها من المصالحة لأنها تعبر عن مواقف الجهاد الاسلامي بإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والتوافق على برنامج وطني يستند لثوابت شعبنا, واعادة تأهيل منظمة التحرير الفلسطينية لتضم حركتي حماس والجهاد الاسلامي, فهذه حقوق طبيعية للحركتين الكبيرتين, فالمصالحة بين مشروعين متناقضين باتت مستحيلة, ثم تحدث الامين العام بمفهوم جديد حول الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي والفصائلي فقال أستغرب بعض الخطابات التي تضع مبالغات كبيرة, يجب ان يكون خطابنا واقعي ويستند الى قراءة جديدة وواعية لمواقنا السياسية في اعقاب ملحمة سيف القدس, وهنا أعتقد أنه كان يوجد خلل في خطابنا الإعلامي الموجه لعامة الناس، وأنا دائماً أحاول الاكتفاء بالحديث عن إنجاز معنوي وليس مادي بحجم الانتصار حسب ما قال الامين العام في حواره مع موقع "عربي21".

النخالة قال "أنا أعتبر أن كل طرف يطرح فكرة التسوية مع إسرائيل فهو لا يفهم "المشروع الصهيوني"، فكل طرف يقبل بالحل مع إسرائيل فهو غير مدرك للمشروع الصهيوني، لأن الطرف الآخر غير جاهز للحل ولا يقبل به" وهنا يبرز القائد النخالة اهمية فهم المشروع الصهيوني وعلى ماذا يقوم, ويمكن ان نحدد مواقفنا بناءا على رؤى جديدة, وفهم وادراك واعي لحقيقة المشروع الصهيوني ومدى قدرتنا على تحقيق انجاز لصالحنا نستطيع استثماره لخدمة قضيتنا الفلسطينية, مضيفا ان المهم ان نضع رؤيتنا بواقعية وان نعمل على تحقيقها وفق الامكانيات المتاحة لدينا, مضيفا لا يوجد أي برنامج يتضمن حلاً للشعب الفلسطيني، ولذلك فكل البرامج التي طرحها الفلسطينيون جاءت من موقع الضعف وليس القوة، وعلى أمل كسب تعاطف دولي وإقليمي. وأنا أقول إذا لم تقبل إسرائيل من العرب والمسلمين مجتمعين مبادرة للحل، فكيف يمكن أن تقبل من الفلسطينيين منفردين صيغة حل أو مشروع تسوية, فمن يراهن على التسوية يراهن على سراب ولن يحقق أي انجاز لشعبنا, لذلك أنا أعتقد أنه لا قيمة لأي برنامج سياسي يتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، وعندما يسلم الطرف الآخر أنه يوجد للفلسطينيين حق عندها يمكن أن يناقش الفلسطينيون إن كان هناك فرصة حل أم لا، وهل نقبل بالحل المطروح أم لا, لا ان نمارس سياستنا جزافا, ولذلك يجب ان نبقى نقاوم الاحتلال حتى تحدث حالة تغيير في عقليته ويستسلم إلى فكرة أنه لا خيار سوى بالاعتراف بالفلسطينيين.

حالة العصف الذهني التي اظهرها مضمون هذا الحوار الصحفي استمرت بتأكيد الامين العام على ان كل الفصائل كانت تلوم حماس والجهاد لرفضهما الانضمام للمنظمة، وكأننا نرتكب إثماً أو كبيرة، وفي النهاية قلنا أننا نقبل أن ننضم للمنظمة وإنما على أسس سياسية وتنظيمية جديدة، وفي حينها اعتبرت الفصائل أن هذا إنجازاً لأننا قبلنا من حيث المبدأ أن نكون جزءاً من اللعبة. ثم تحول الحديث إلى ضرورة أن نلتزم ببرنامج منظمة التحرير حتى ننضم إليها. وهذا يعني أنه لا وجود لحماس والجهاد في المنظمة دون القبول ببرنامجها السياسي الذي يعترف بإسرائيل، والمحمي من السياسة العربية والدولية. مؤكدا انه لا يمكن أن يحدث ذلك. وحول الاختلاف بين مواقف الجهاد والسلطة قال الامين العام علينا أن نفهم بأن للسلطة دور وظيفي محدد وعندما نتحدث عن تغيير في البرنامج أو الوظيفة فهم أنفسهم يعترفون بأن هذا سيفقدهم مبرر وجودهم، وأن لا خيار سوى التعايش مع هذا الوضع, وهو يرمي الى ان السلطة فقدت دورها الوطني في الوقوف لجانب حقوق شعبنا, وارتضت ان تكون اداة طيعة في يد الاحتلال, وحول تجربة الحركة الإسلامية قال النخالة انها تجربة معقدة، وكانت تغفل الحركة الإسلامية عن فهم الواقع، حيث يوجد أسس قامت عليها الحركة الإسلامية لكنها كانت تفتقد لرؤية سياسية وأشخاص بارعين للعمل في المجتمعات و أزمة الحركة الإسلامية تتمثل في كيفية قراءتها للواقع، إضافة إلى البدايات التي لم تتطور, وهنا جاء النقد الذاتي للحركة الاسلامية على لسان الامين العام وهذا فيه جرأة كبيرة وقدرة لتقييم محطات كثيرة مرت بها الحركة الاسلامية بمشارب متعددة.

ربما يكون هذا الحوار فيه جلد للذات سواء على المستوي الفلسطيني او العربي والاسلامي او اداء الحركة الاسلامية, لكننا في اعقاب ملحمة سيف القدس بتنا نؤسس لمرحلة جديدة من النضال والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني, مرحلة تحتاج الى مصارحة مع النفس, وقدرة على اعادة قراءة الخارطة السياسية بواقعها الجديد.

اخبار ذات صلة