غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المشاكس "أبو الشاي" والواثقة منة

بالصور التوائم الستة يسردون قصة التفوق بعامهم الاستثنائي

التوأم الستة المتفوقين في نتائج الثانوية العامة (2).jpg
شمس نيوز -شيماء الدرة

لحظة تكاد أن تُحبس فيها الأنفاس، ستة أخوة ينتظرون نتائج "التوجيهي"، درجت العادة أن يتنافس ياسر ومحمد على العلامة الأعلى، بينما يعلم يوسف أن منة الله التي شاركته منذ بداية العام سرها المطوي بالورقة 98%، ستُصرف لها المكافأة عن البقية.

مجدي الخطيب والد الأشقاء، كان يمدهم بالقوة، ويستمد القوة من عيونهم الحالمة بالمستقبل، إذ وصلت درجات نتائجهم تباعاً على هاتفه، فكان يقرأ أرقام الجلوس عليهم، ويرد صاحب الرقم بـ"أنا"، ولكن حين قال 98% أجمع الجميع أنه رقم منة الله، متلهفين للاطمئنان على توأم أرواحهم، فرحين بإنجازهم العظيم.

قص علينا والد الأشقاء الذين قدموا إلى الدنيا في ليلة باردة من ليالي عام 2003، قصة أبنائه الذين جاءوا ليدفؤوا روحه وأيامه، كانوا واقعة فريدة واعتاد أن يرى نفسه بهم، ها هم يتفوقون اليوم وأصحاب البصمة بالمخيم ومدارسهم.

هدايا القدر الست:" منة الله الحاصلة على 98%، وياسر 96.9%، محمد 95%، وآية 92.7% بالفرع العلمي، ومريم 81.9% ، ويوسف 77.8% بالفرع الأدبي.

فرحة لا توصف

جميلهم يوسف صاحب الروح الطيبة المعروف بينهم بـ"أبو الشاي"، يقول لـ"شمس نيوز"، : فرحت بهم أكثر من نفسي رغم شجارنا الدائم من أجل مطالعة الدروس وترك كتاب التاريخ، تجلس معي مريم لمناقشة الجغرافيا والخرائط، وأشرح لها أكثر شيء متقن لي وهو التاريخ"

ويتحدث يوسف عن آلية الدراسة، فيكمل بالقول: منذ بداية العام وضعنا خطة للجميع ولكنها لم تتوافق معنا، فأصبح لكل منا أسلوبه الخاص بالمذاكرة ؛ فأصبحنا نتسابق دراسيًا، وخصصنا هدية للشخص الذي سيحصد الأعلى، من باب التحفيز، وكنا نتعاون ونشرح لبعضنا البعض المسائل ،" فمنة الله كانت تشرح لياسر ومحمد واية الفيزياء والرياضيات، و أية تشرح لنا الانجليزي، ونشرح أنا ومحمد لبعضنا العربي والتربية الاسلامية"

عام استثنائي

وتشير مريم إلى، أنه كان عام استثنائي على الأشقاء الستة بكل تفاصيله، وتتابع حديثها: أنه منذ بداية العام كانت كورونا والتي أدت الى الاغلاقات المتتالية، والدوام النصفي والتعليم الالكتروني وأحداث القدس وأخرها كان التصعيد الأخير على غزة، وكان علينا مهمة إضافية، وهي جمع كل ما هو مهم من أجل دراسته داخل حقيبة إذا هربنا من بيتنا خلال الحرب".

ولفتت إلى أن فرحتها بأشقائها لا تقل عن فرحتها بتفوقها؛ وتابعت انهم تأثروا بالأحداث المحيطة بهم بأن كل منهم أصبح مسؤولاً عن ذاته ومعلماً للبقية، وأنهم اتحدوا سويًا للوصول الى القمة بتعاونهم وتماسكم ومحبتهم.

ثمرة الجد والاجتهاد

وينضم المتفوق محمد للحديث مع "شمس نيوز" ويقول: "مضيتُ في مسيرتي مع أشقائي الخمسة حتى الإعدادية بتفوق، وفي الثانوية انفصلنا بين الفرعين العلمي والأدبي"، فاليوم حصدنا ثمرة تعب سنوات طويلة بين الجد والاجتهاد فيما بيننا، والمنافسة التي جعلت منا متفوقين؛ مشيرًا إلى أنه في انتظار الالتحاق بتخصصات يرغبونها في الجامعات الفلسطينية.

وأكمل محمد "شيء جميل ونادر أن يكون ستة أشقاء يتنافسون للحصول على معدل في الثانوية، نحن صحيح تنافسنا من يحصد أكثر، لكن نحن سعداء فكل واحد فينا سعيد بنجاح الآخر، ونحن لم ننجح فقط ولكن تفوقنا رغم الظروف الصعبة التي عشناها خلال العام الدراسي”.

فخورة بهم..

وتطرقت نهلة الخطيب والدة التوائم إلى معاناتها خلال العام الماضي، إذ تقول إنها واجهت عبئاً تدريسيا كبيرًا خلال تربيتهم منذ دخولهم المدرسة، فكلما كبروا سناً زاد عبئهم "

وتضيف لـ"شمس نيوز" :عندما يكون لديك طالب واحد في الثانوية العامة، فهذا يشكل عبئاً وضغطاً كبيراً على الأهل، فكيف حينما يكونون ستة؟".

وأكدت أم يوسف أنها سعت إلى توفير كل الظروف الملائمة لضمان تفوق أبنائها خلال العام الدراسي، فكانوا يحتاجون إلى رعاية خاصة، وأجواء استثنائية مضاعفة وتهيئة نفسية ، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا والتعليم الإلكتروني، و حالة التوتر التي زادت فترة العدوان الإسرائيلي الأخير"

وتردف " أَثمر ما زرعته بهم من حب وتعاون فيما بينهم، فخورة بهم، وطنهم يفتخر بهم، رغم كل الصعاب حققوا التفوق بمعدلات تؤهلهم في الكليات التي يرغبون بها".

بين الآمال والواقع

مُعيقات عديدة ما زالت تنتظرهم، وفي هذا الصدد تقول أم يوسف: "كيف سأوفر لهم فرص التعليم في الجامعات في ظل عدم مقدرتي على تعليمهم جميعًا؟، خاصة أنهم يطمحون لدراسة تخصصات كليات عليا كالطب والهندسة".

التفكير في كيفية توفير المال لتعليم الأشقاء الستة في الجامعات، ينغص فرحة عائلة الخطيب، إذ يعمل رب الأسرة موظفًا حكوميًا، ولا يتلقى راتبه كاملًا، كحال بقية الموظفين.

ونفت أم يوسف تلقي العائلة أي مساعدات أو دعم لأولادها الستة منذ ولادتهم قبل 18 عامًا، داعية الجهات الرسمية إلى دعمهم اليوم لضمان دخول أبنائها إلى كليات مميزة تتلاءم مع العلامات المتفوقة التي حققوها في اختبار الثانوية العامة.

وتملك عائلة الخطيب فضلًا عن التوائم الستة بنتين تدرس إحداهن بكلية الطب وتدرس الأخرى في الترجمة الإنجليزية.