جدَّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، في حواره الأخير مع "عربي 21" رسم الخطوط العريضة والمفاهيم الأساسية، وتوضيح دور المسلمين في فهم حقيقة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مؤكداً بأن "إسرائيل" عبارة عن مشروع الغرب في المنطقة، مشيراً إلى أن الصراع في حقيقته صراع حضارات لا صراع جغرافي بسيط؛ مع تأكيده أن الصراع غير قابل للتسوية.
حديث النخالة لم يكن ترجلًا ولا عبثًا وإنما يعد حديث جميع المنخرطين في مشروع المقاومة من القوى الوطنية والإسلامية الواعية، كما يشير الأمين العام لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود.
وقال حمود في حديث مع "شمس نيوز"، "هذا الكلام جاء اكمالًا لثوابت استشهد عليها عبد القادر الحسيني، وعز الدين القسام، ويوسف العظمة، وثلة كبيرة من المجاهدين".
وشدد على أن حديث النخالة جاء في خضم حركة التطبيع والانحراف الكبير في الأمة، والسعي الكبير من أمريكا وعملائها في المنطقة بمحاولات يائسة لتركيع المقاومة وأهلها، يؤكد أن جميع تلك المحاولات فشلت ولن يكتب لها النجاح.
وأضاف الشيخ حمود "هذا الحديث يأخذنا لمعنى أبعد في مواجهة المؤامرة، لتكون مواجهة مباشرة، خاصة بعد تخلي الكثيرون عن شعارات المقاومة، في ظل الانحراف الكبير الذي أصاب الأمة بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها".
وأكد حمود أن حديث النخالة يأتي إحياءً لمبدأ المقاومة، والفهم الاسلامي والوطني السليم، موضحًا أنه تركيز على الثوابت الواجب أن تكون كل الأمة عليها للوصل إلى النصر.
ويرى الشيخ حمود أن أي خروج عن مربع المقاومة مهما كانت الأسباب، يدلل على الهزيمة الواقعة في نفس صاحبه، واعترافه الصريح بها، واستسلامه لعدوه.
وقال "لن يمر من الوقت كثيرًا حتى يدرك من هرول نحو التطبيع، أنهم خسروا على شيء، ولن يجدوا السلامة التي حلموا بها، ظانين أن التطبيع نأى بهم من الحرب الأمريكية الجائرة، واستطاع إنقاذ نفسه وموقعه منها".
وبيَّن حمود أن الأمور ستنقلب لصالح المقاومة، لكل ما في الكلمة من معنى، مشيرًا إلى أن معركة سيف القدس قلبت الموازين واستطاعت خلالها المقاومة المحاصرة بكل أشكال الحصار، بأن تحقق إنجازات عظيمة.
وتابع "قبل أيام استطاعت المقاومة الاسلامية في لبنان من خلال عدة صواريخ أطلقتها تأكيد وجودها، عندما حاول الاسرائيلي استغلال الوضع السياسي والاقتصادي المأزوم في لبنان"، مشددًا على أن هذه المقدمات أحرجت العدو، كيف لو استيقظ جزء من الأمة وسار على هذه الطريق؟.
وأردف حمود حديثه "من انخرط في سلك التطبيع وضح نفسه في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ)"، مشيرًا إلى "أنهم إلى يشبهون تمامًا عبدة العجل في عهد سيدنا موسى، فنالوا ذلاً في الدنيا والآخرة".
وأوضح أن هذا التشبيه جاء في إطار أن الباحثين عن التطبيع بحثوا عن الذهب والكراسي لاعتقادهم بأن وجودهم عليها هو بفضل الأمريكي وأنه هو من يحفظ لهم عروشهم، مستدركًا "في فترة من الزمن سيحصل لهم كما حصل لعبدة العجل يذوقوا الذل في الدنيا والعذاب في الآخرة ولن يتأخر ذلك وفق اللفظ القرآني (سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..)".
ومضى يقول "هؤلاء مفترون افتروا على الله وعلى دين الاسلام، وأوهموا جماعاتهم أن طريق الاسلام حسب فهمهم المزور يرتضي المستسلمين والمطبعين والسير في الركب الصهيوني كما حصل مع هذه الدول المطبعة".