أجرت وزارة الشؤون المدنية اليوم الثلاثاء، جولة ميدانية بالتنسيق مع ذوي الاختصاص، بوزارة الحكم المحلي ممثلاً عنها مدير محافظة الشمال بالوزارة المهندس وسيم دياب، وبلدية جباليا ممثلة بمدير الصحة والبيئة فيها المهندس ناصر النجار، للاطلاع على مشكلة وادي بيت حانون شمال القطاع، والمستمرة منذ حوالي 15 عاما.
وقال رئيس اللجنة المدنية صالح الزق، إن الوادي الممتد من غزة حتى جباليا، وصولاً إلى بيت حانون شمال القطاع، يعاني من مشكلة تتمثل بعدم سريان المياه فيه بشكل طبيعي نتيجة طم أجزاء منه أو زراعتها بموسم الصيف من قبل بعض المزارعين، وبالتالي في فصل الشتاء يتسبب ذلك بغرق المحاصيل الزراعية نتيجة ارتفاع منسوب المياه.
وأضاف الزق "نحن بوزارة الشؤون المدنية أبلغنا ذوي الاختصاص بوزارة الحكم المحلي، بجهوزيتنا للتنسيق مع "الإسرائيليين"، من أجل إجراء الجولة للوادي نظراً لوقوعه بمنطقة حدودية، إضافة للتنسيق المستمر معهم لتسهيل مهمة إدخال المعدات والجرافات والكباشات، والآلات اللازمة لتنظيفه دون أي عوائق، لافتاً إلى أن الاحتلال وعدهم بالسماح لدخول المعدات والطواقم المكلفة بهذه المهمة”.
وتابع "قمنا اليوم بإجراء الجولة لتحديد معالم الوادي حتى يتم معرفة آلية تصريف المياه خلال فصل الشتاء، بحيث لا تتضرر الأراضي والمحاصيل الزراعية أو البيوت البلاستيكية، أو حتى منازل المواطنين.”
وأوضح الزق، أن المشكلة تحدث في فصل الشتاء ونحاول حلها، لكن من الصعب ذلك، بالتالي كانت الفكرة هذه المرة أن يتم حلها خلال فصل الصيف، من خلال القيام بعملية التنظيف وتوسيع الوادي وإزالة جميع العقبات بهدف الوصول لشتاء آمن لا يتسبب بأي ضرر على المحاصيل الزراعية والمزارعين.
وأكد الزق، أن وزارة الشؤون المدنية لديها هدف آخر يتمثل بالبحث عن حلول استراتيجية مستقبلية، لضرورة استثمار هذه المياه كي تصبح مخزون استراتيجي للأجيال القادمة أو استخدامها للمصلحة العامة بدلاً من تصريفها عبر البحر أو الأراضي، نظراً لأن قطاع غزة يعاني من شح في كمية المياه.
وأضاف "نوجه دعوة للأخوة في وزارة الحكم المحلي ووزارة الأشغال وسلطة المياه، إضافة للبلديات ومصلحة المياه لعقد ورشة عمل، لمناقشة حلول جذرية واستراتيجية حول كيفية استفادة قطاع غزة من هذه المياه وتخزينها، من خلال مشاريع دولية تتبنى هذا المشروع”.
وقال الزق، اعتدنا على الاستعداد الدائم والدؤوب لرئيس سلطة المياه الدكتور مازن غنيم، لخدمة قطاع غزة، لذلك ندعوه للتعاون سوياً معنا في وزارة الشؤون المدنية لجلب مشاريع دولية لتنفيذ هذا المشروع.
بدوره، قال مدير محافظة شمال غزة بوزارة الحكم المحلي المهندس وسيم دياب، إن وزارة الحكم المحلي نسقت مع البلديات، ممثلة ببلدية جباليا، وبلدية غزة، وبلدية بيت حانون من أجل الاطلاع على أسباب المشكلة ومن ثم الشروع بحلها.
وتابع دياب، أحد روافد الوادي والذي يفصل بين غزة وجباليا، يعاني من ارتفاع الأراضي عن مجرى الوادي وبالتالي خلال فصل الشتاء تتراكم المياه فيه وتغرق المحاصيل الزراعية.
وقال إن المشكلة الأكبر التي تواجهنا في الوقت الحالي تكمن بتعدي المواطنين على مجري الوادي بردم وزراعة بعض أجزاء منه، مما يجعل عائق لجريان المياه بشكل طبيعي.
وأوضح دياب، أن عدم حل مشكلة وادي بيت حانون حتى اللحظة، جاء لعدة أسباب أبرزها، أن هذه المناطق حدودية والرقابة عليها من قبل الحكومة والبلديات صعبة جدا.
وحول الحلول المقترحة للمشكلة، أكد دياب، أن المطلوب هو عمل رفع مساحي لمجرى الوادي الأصلي عبر المهندسين والمساحين في سلطة الأراضي، من خلال مشاركة مصلحة المياه وسلطة المياه لتحديد مسار الوادي ليتم بعد ذلك معالجتها.
وأضاف، كما يجب أيضاً منع المواطنين من طم أو زراعة أجزاء من الوادي، والتي تتسبب بإعاقة سير المياه عبر روافد الوادي خلال فصل الشتاء.
وشدد دياب، على أنه البلديات وسلطة الأراضي ضرورة إشعار أصحاب الأراضي، وتحديد الأراضي الخاصة والحكومية المعتدى عليها وإخطار اصحابها بإزالة أي تعديات قبل الشروع بأي أعمال تجريف وتنظيف من قِبلهم في المشروع. نقلًا عن "بي دي أن".
