قائمة الموقع

خبر مراقبون لـ"شمس نيوز": غزة تتجه نحو الفوضى الداخلية

2015-02-05T05:04:02+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يعيش قطاع غزة الكثير من الأزمات التي تعصف به، ازدادت حدتها بعد الحرب الأخيرة، الأمر الذي قد يفتح الكثير من السيناريوهات أمام غزة، كالدخول إلى موجة مشكلات كبيرة، في ظل انسداد الأفق السياسي وتردي الأوضاع الاقتصادية، وتأخر عملية الإعمار وغيرها من المشكلات الكثيرة.

محللون سياسيون يرون أن الوضع في قطاع غزة مأساوي بشكل كبير من جميع نواحي الحياة، مبيّنين أنه لا حلول تلوح بالأفق لكل المشكلات التي تعصف بالقطاع.

وتوقع المحللون في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن تكون غزة مقبلة على عدة سيناريوهات إذا استمر وضعها على هذا الحال، كالانتقال لمرحة الفوضى، أو الانفجار أو الموت الخافت، مشددين على ضرورة المصالحة الوطنية وبناء النظام الفلسطيني الداخلي لتفادي هذه المشكلات.

وقال مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة روبرت تيرنر، أمس الأربعاء إن الوضع في القطاع أسوأ مما كان عليه قبيل العدوان الإسرائيلي الأخير في يوليو وأغسطس 2014.

وعبر تيرنر خلال لقاء مع الصحافيين في غزة عن الخشية من تجدد الصراع في القطاع في حال لم يتغير المسار الحالي للأوضاع، لافتًا إلى أن مواطني القطاع "غاضبون ومحبطون ولهم الحق في ذلك ".

وأضاف: الوضع في غزة مزرٍ جدًا وعدم إعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي وإيجاد استقرار سياسي سينذر بتجدد الصراع في وقت قريب وربما يكون ذلك في المستقبل القريب جدًا".

وأشار تيرنر إلى استمرار عدم نجاح جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية وتعثر المسار السياسي إلى جانب زيادة التدهور الأمني في محيط السياج الفاصل لقطاع غزة.

الوضع مأساوي

من جهته، يرى المحلل السياسي، د. هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، أن الوضع في قطاع غزة مأساوي بشكل كبير، في جميع جوانب الحياة الخدماتية والسياسية والإنسانية والاقتصادية.

وقال البسوس في حديث خاص لـ"شمس نيوز": لا أعتقد أن هناك حلولا في فترة زمنية وجيزة"، مشدداً على أنه "إذا بقي الحال هكذا سنكون قد دخلنا في حيز جديد وهو الانتقال إلى الفوضى".

وأضاف: حتى الآن هناك التزام ومحاولة لضبط الأوضاع، لكن قد نصل إلى حد الفوضى والصدام الداخلي الفلسطيني إذا بقيت الأوضاع هكذا، خاصة أن هناك آلاف العائلات الفلسطينية ما زالت مهجرة لا مأوى لها، لأن مواد البناء والإعمار لم تدخل لغزة".

انفجار داخلي

وبيّن المحلل البسوس أن هناك انعداما على المستوى الخدماتي كالصحة التي لا تقدم الخدمات بالحجم المطلوب، بالإضافة إلى أزمة الكهرباء التي تأتي لقطاع غزة بشكل متقطع وضعيف جداً، مضيفاً: كل مناحي الحياة أصبحت صعبة، الحكومة والسلطة والفصائل لا يستطيعون الوفاء بمتطلبات الحياة العامة في هذا الجانب".

وأوضح أنه إذا بقي الحال هكذا قد يصل الأمر إلى حد الانفجار الداخلي وليس في وجه الاحتلال، مستدركاً في حديثه: لكن ما أخشاه فعلياً أن يكون هناك تجاوز للقانون وتستشري الفوضى الداخلية".

ولفت إلى أنه إذا بدأت هذه الفوضى والمخالفات ستخلف عاصفة كبيرة جداً ستأتي على قطاع غزة، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن ما يمنع حدوث فوضى حالياً، الأجهزة الأمنية في غزة، حيث مازالت قوية، " لكن إذا تراخت هذه الأجهزة لحظة واحدة أعتقد أننا قد نكون أمام حالة من الفوضى الكبيرة"، بحسب تعبير البسوس.

سيناريوهات محتملة

أما المحلل السياسي أكرم عطاالله، أوضح أن الوضع في قطاع غزة يقف أمام سيناريوهين، إما الانفجار وإما الموت الخافت، مستبعداً أن يقدم القطاع على انفجار لأن غزة خرجت حديثاً من حرب كبيرة، وهي لا تريد حرباً جديدة.

وأكد عطاالله خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن الموت الخافت هو السيناريو المحتمل والأبرز والملموس، وذلك لأن أوضاع قطاع غزة كل يوم تتراجع أكثر فأكثر، "فليس هناك حركة والمحلات التجارية تعاني كسادا كبيرا، ولا رواتب لموظفي غزة ولا موظفي سلطة رام الله".

وأضاف:  لن يكون هناك انفراج ولا شيء، وهذا نوع من الموت الهادئ والبطيء، الذي قد يغير قطاع غزة".

ويرى المحلل السياسي عدم وجود حلول تلوح بالأفق لأزمات ومشاكل قطاع غزة سوى بالمصالحة الفلسطينية الداخلية، وإعادة بناء النظام الفلسطيني على أسس محددة"، معتبراً غزة جزء من الوطن لا يجب التفكير يوماً أن تعيش خارجه".

وواجهت غزة ثلاثة حروب شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي، أولها حرب عام 2008-2009م، ثم حرب عام 2012م، ثم الحرب الأخيرة التي وقعت العام الماضي 2014.

اخبار ذات صلة