قائمة الموقع

المقاومة لا تسمح بتوقف الحياة في غزة

2021-08-16T12:36:00+03:00
حصار غزة.jpg
رأي الاستقلال العدد (2181)

تنتهي اليوم الاثنين المهلة التي حددتها فصائل المقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء لرفع الحصار كاملا عن قطاع غزة, كشرط تم التوافق عليه لوقف معركة سيف القدس البطولية, وتتجهز الفصائل الفلسطينية لمسيرة ضخمة مزمع تنظيمها خلال الايام القليلة القادمة على طول حدود قطاع غزة تزامنا مع ذكرى إحراق المسجد الاقصى، وهذه المسيرة هي بمثابة رسالة للاحتلال الذي لا زال يهود المدينة المقدسة ويحاصر غزة ويمنع عنها الاعمار, ويبدو ان فصائل المقاومة الفلسطينية وصلت لقناعة بأن الاحتلال يماطل ويحاول كسب الوقت ويعد الوسطاء ولا ينفذ أياً من وعوداته, وانها لن تسمح للاحتلال بالاستمرار في المماطلة والتسويف وستصر على ان تأتي خطوات رفع الحصار عن قطاع غزة واعادة الاعمار سريعة وفورية, خاصة مع تعطل قطاع البناء بشكل كامل وتوقفه عن العمل بعد نفاد كميات الحديد والاسمنت وارتفاع اسعارها بشكل جنوني, حيث يمنع الاحتلال الصهيوني ادخال مواد البناء الى قطاع غزة منذ معركة سيف القدس أي قبل حوالي ثلاثة اشهر, كنوع من العقاب الذي يستخدمه الاحتلال في كل عدوان يشنه على قطاع غزة, حيث يقوم بقصف البنايات والابراج السكنية والبنى التحتية وتدميرها بالكامل, ثم يمنع دخول مواد البناء عبر المعابر التجارية التي يتحكم فيها الاحتلال الصهيوني بالكامل لإعادة إعمارها من جديد, كنوع من العقاب للفلسطينيين, في محاولة يائسة لكسر ارادتهم والتأثير عليهم من خلال ممارسة المزيد من الضغط وزيادة أزماتهم المعيشية وتعددها وتنوعها.

الاحتلال الذي يخشى من ردات فعل المقاومة, ولا يريد التورط في حرب جديدة على قطاع غزة يسعى لتحقيق عدة اهداف من وراء تضييق الخناق على الغزيين, وهو يعلم ان هذا التضييق على غزة يحمل من الاخطار الكثير, وقد يطيح بحكومة نفتالي بينت, لكنه يعلم أيضاً ان الانصياع لشروط المقاومة الفلسطينية وتخفيف الحصار يمكن ان يؤدي الى غضب اليمين الصهيوني المتطرف وبالتالي اسقاط حكومة بينت, واذا بات السقوط حتميا لحكومة بينت في كل الاحوال فإنه في هذه الحالة سينحاز للمتطرفين الصهاينة ويقيس انعكاسات الخطوة التي قد يقدم عليها وفق المصالح الخاصة التي تخدمه في أي انتخابات مستقبلية للاحتلال, لذلك يضغط بينت لتحقيق ما يأمل ان يحققه من مكاسب حتى وإن كانت ظروف تحقيقه ضئيلة للغاية فهو يأمل بالتالي:

إجبار حركة حماس على الافراج عن الجنود الصهاينة الاسرى المحتجزين لديها, بالشروط التي تحددها «اسرائيل» وليس بشروط فصائل المقاومة الفلسطينية.

تأليب الفلسطينيين في قطاع غزة تحديدا على فصائل المقاومة الفلسطينية من خلال تأزيم الاوضاع المعيشية في قطاع غزة وامكانية خلق فجوة بين المقاومة والشعب الفلسطيني.

السعي لإقناع الفلسطينيين ان نهج المقاومة المسلحة لن يحقق لهم غايتهم برفع الحصار عن قطاع غزة وحل مشكلاتهم المعيشية والتخفيف من ازماتهم الحياتية.

فرض معادلة جديدة على فصائل المقاومة بأن البالون الحارق سيقابل بصاروخ, وان نتائج معركة سيف القدس لن ترفع الحصار, وان التصعيد العسكري سيواجه بمزيد من الحصار.

منع الفصائل الفلسطينية المقاومة من استثمار نتائج معركة سيف القدس او فرض معادلات جديدة على الاحتلال الصهيوني, فهذا من شأنه ان يعلي من المقاومة ويثبت انتصارها على الاحتلال.

على كل الاحوال فإن المقاومة الفلسطينية لن تسمح بتوقف الحياة في قطاع غزة, او تعطل قطاعات العمل الزراعي والصناعي والتشغيلي وقطاع الصيد, ولن تسمح المقاومة باستمرار المعاناة او تفاقمها, واذا كان الاحتلال يشرع في خطوات لتشديد الحصار ولا يلتزم بتعهداته للوسطاء, فإن المقاومة تمتلك من وسائل الضغط ما يمكن ان تواجه به سياسة الاحتلال الصهيوني ومخططاته ومؤامراته العدوانية, البالونات الحارقة وسيلة ضغط مزعجة للاحتلال وقد كبدته خسائر اقتصادية كبيرة, وأدت الى تنغيص حياة قطعان المستوطنين في منطقة الغلاف الحدودي المحاذية لقطاع غزة, ومسيرات العودة الكبرى ارهقت الجيش الصهيوني واستنزفته, والخيار العسكري الحاضر بقوة في خاطر فصائل المقاومة الفلسطينية لا زال حاضرا في أذهان الاسرائيليين بشكل كبير, وهو بمثابة كابوس مزعج للجبهة الداخلية الصهيونية التي لا تستطيع ان تصمد أمام أي مواجهة عسكرية وسرعان ما تئن من الضربات التي توجه اليها, فهل يدرك الاحتلال خطورة خطواته التصعيدية؟.

اخبار ذات صلة