بقلم/ خالد صادق
ما ان يرتكب الاحتلال الصهيوني جريمة بشعة ضد الفلسطينيين حتى يخرج تجار الاوطان والسماسرة والمشبوهون للتعليق على الحدث سريعا، فقد علق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، على واقعة استشهاد أربعة مواطنين إثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في جنين. وقال في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): إن «جريمة نكراء فجر اليوم ترتكبها قوات الاحتلال في مدينة جنين، تؤكد على السياسة اليمينية المتطرفة للحكومة الجديدة في «إسرائيل» التي تواصل القتل والاستيطان وهدم البيوت ومحاولات التهجير». مضيفا بأن على «المجتمع الدولي ان يخجل من صمته حيال ذلك وعدم توفيره الحماية للشعب الفلسطيني من هذا البطش», واذا كان المجتمع الدولي لا يخجل من ادانة هذه الجريمة, فان تجار التنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني هم شركاء مباشرون في هذه الجريمة, وهم ليسوا مجرد انهم لا يخجلون, انما نجدهم يتعاملون مع الاحتلال ويسهلون له الوصول الى المجاهدين لاغتيالهم وتصفيتهم بحكم التنسيق الامني المقدس, خرج حسين الشيخ ليغرد على تويتر ويستنكر جريمة اغتيال اربعة شهداء فلسطينيين ابطال, ونسى ان يطالب السلطة وصديقه الحميم وشريكه ماجد فرج بوقف التنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني, والتصدي للاحتلال الذي لا يجد أي صعوبة في التوغل داخل المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة المحتلة وتنفيذ جرائمه البشعة تحت سمع وبصر اجهزة امن السلطة المدجنة بفكر دايتون المنحرف.
المهزلة لم تنته عند هذا الحد انما امتدت لتطال جامعة الدول العربية حيث ادانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هذه الجريمة البشعة وانها تأتي استمراراً لمسلسل العدوان والتصعيد الإسرائيلي المدان الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية الجديدة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته، وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة، ودعت مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته وممارسة اختصاصه لوضع حد لهذا العدوان وهذا المسلسل الإجرامي المتصاعد، ونسيت هي انها تحاصر الفلسطينيين وتمنع عنهم كل اشكال الامدادات ولا تلتزم بتنفيذ قرارات القمم العربية المتلاحقة واقلها تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية, بل انها وسيلة ضغط على السلطة لتقديم تنازلات للاحتلال الصهيوني مجانا, والتمسك «بالسلام» كخيار استراتيجي لا بديل عنه, وتعتبر ان ما تسمى بصفقة القرن هي المخرج الوحيد للفلسطينيين لحل صراعهم مع الاحتلال, وتحول قضيتهم الفلسطينية من قضية سياسية الى مجرد قضية انسانية تحتاج فقط الى تحسين اوضاع الفلسطينيين المعيشية, فمثلا في اعقاب جريمة اغتيال شهداء جنين الاربعة, زفت الينا وسائل الاعلام المختلفة خبر توصل الامم المتحدة وقطر لاتفاق بشأن ادخال منحة المائة دولار وذلك في محاولة لمنع تدهور الاوضاع والرد على هذه الجريمة البشعة وامتصاص غضبة الشارع الفلسطيني, وكأن الشعب الفلسطيني ينتظر مجرد مساعدات انسانية مقابل التنازل عن دماء الشهداء الابرار, وكأن الاحتلال يريد ان يثبت معادلة الموت مقابل تحسن الاوضاع.
شهداء جنين ارتقوا وهم يدافعون عن ارضهم ومقدساتهم وشعبهم, وكل قطرة دم تنزف من اجساد شعبنا الفلسطيني بفعل الاحتلال سيدفع ثمنها غاليا, فحركة الجهاد الاسلامي ادانت جريمة الاحتلال في جنين وقالت ان «هذه الدماء الطاهرة هي وقود ثورة لا تنتهي إلا بزوال الاحتلال ورحيله عن أرضنا وأن عبق الشهادة والشهداء يملأ فلسطين فخراً واعتزازاً ويشحذ همم الثوار لاستكمال مشوار المقاومة ودليل على أن هذه الأرض ستلفظ الغرباء الطارئين والمعتدين الصهاينة» فيما دعت حركة حماس إلى توسيع نقاط الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني في كل نقاط التماس بالضفة المحتلة، لتكون ردًا على تصاعد جرائمه بحق أرضنا ومقدساتنا، مؤكدة أن المقاومة هي اللغة التي يفهمها هذا المحتل. وشددت على أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وإنما تضيء الطريق للثائرين في القدس وجنين ونابلس وكل فلسطين، وتعلن ثورة لا تهدأ على المحتل حتى تحرير أخر شبر من بلادنا, هذه فقط هي اللغة التي يمكن ان نتحدث بها مع الاحتلال وهو يرتكب مجازر بشعة بحق الفلسطينيين, لسنا في انتظار احد, لا الادارة الامريكية ولا الامم المتحدة ولا حتى الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية, الاحتلال الذي يستبيح دماء ابنائنا عليه ان يدفع الثمن, وبالتأكيد ان المعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الصهيوني في اعقاب معركة سيف القدس البطولية يجب ان تظهر هنا, وان يدرك الاحتلال «المهزوم والمرعوب» ان جرائمه لن تمر دون عقاب والمقاومة ستمارس خياراتها.